يبدو أن الكثير من الإدارات وأماكن العمل الحكومية والخاصة يوجد بها الكثير من المشاكل ومن أبرزها ضعف علاقة المحبة والتفاهم بين المديرين والموظفين وهذا الأمر يؤدي وبدون شك إلى خلق توتر وخلق صراعات داخلية بين المدير وموظفيه مما ينعكس سلبا «على مستوى تأدية المهام والواجبات داخل مكان العمل ويقل الإنتاج وقد يؤدي الأمر أحيانا» إلى حدوث مشاكل شخصية لا تنتهي وتحد بين الطرفين من يزيح الآخر ...في التحقيق التالي نستعرض هذا الموضوع مع عدد من الموظفين ومديري بعض الإدارات. تصيّد الأخطاء بداية يقول الأخ احمد حسن السالمي موظف قطاع عام: إن كراهية الموظفين لمديريهم ليست منتشرة بشكل كبير حتى نستطيع أن نقول إن هناك مشكلة أو ظاهرة وان من يكره مديره العام فهذا تجده إما بسبب تطبيق النظام والقانون عليه من قبل المدير أو تجده من الموظفين الذين لا يرغبون في العمل وإنما يريدون فقط استلام رواتب ومكافآت بدون جهد وهذا الأمر غير مقبول أبدا” ولذا تجده يكره مديره ويشتم فيه ويحاول أن يتصيد أخطاءه من اجل التشهير به لكن وفي حال تنفيذ كل مطالبه حتى ولو كان لا يستحقها فإنه سيكون العكس وستجده يحب مديره. معاملة غير سوية بينما يخالفه الرأي الأخ محمد أحمد حيث يقول: إن جميع المؤسسات الحكومية والخاصة تجد فيها الكثير من الموظفين يكرهون مديرهم العام نظراً لمعاملته غير السوية أي بالمعنى الأصح انه يجامل أشخاص على حساب آخرين وينحاز لمجموعة موظفين ولا يعدل بين العاملين الذين هم تحت إدارته ودون شك فإن من سيجد نفسه انه مظلوم ولا احد يهتم به وان هناك من يأخذ الكثير دون أي أتعاب عكس ما يقوم به هو من جهد فإنه بالطبع سوف يكره المدير والذي قام بتعيينه وهذه ظاهرة منتشرة في معظم المؤسسات الحكومية والخاصة. الحزبية والمركز الاجتماعي من جهته قال الأخ عبدالحفيظ االزريقي أحد الموظفين في وزارة التربية والتعليم: إن المدير العام هو من يتسبب في وجود الكراهية بينه وبين موظفيه نظراً لعدم كفاءة المدير لهذا المنصب ووجود من هو أحق منه وإنما فقط يتم تعيينه نظراً لمركزه الحزبي أو الاجتماعي وطريقة تعامله السيئة مع الموظفين هي أيضاً من العوامل التي توجد الكراهية حيث يرى الجميع أنهم أقل شأناً منه وان الموظف هو مجرد رجل آلي ينفذ فقط وأيضاً التحيز لطرف معين والشللية وهذه هي اكبر مشكلة وتساعد على عدم الإنتاج والعمل، وعدم تطبيق النظام على الجميع حيث وان تطبيق النظام بدون تهاون أو تحيز يساهم بشكل كبير في الارتقاء بالعمل داخل أي مؤسسة والكل يكون مرتاحاً ويضمن حقه. المدير الناجح من جانبه يقول الأخ عبدالقادر أحمد: ان هناك الكثير من المديرين يحظون باحترام موظفيهم نظرا للتعامل الراقي والهادىء مع الموظف فتجده يبتسم للجميع ويحفزهم ويشيد بكل من بذل جهداً في سبيل تطوير عمله وبعض المديرين عنده أسلوب تعامل مثالي يريد أن يعاتبك أو يحاورك فإن عتابه وحواره لك يكون بأسلوب تتقبله أنت بكل روح رياضية منه ويستطيع أن يدخل إلى قلبك بطريقته تلك التي تشعرك بأنه يريد مصلحتك لا يريد أن ينتقم منك ويجازيك وهذا هو المدير الناجح ولكن هناك أيضا من المديرين لا يستطيعون أن ينسجموا ويخلقوا جسر محبة مع موظفيهم وهذا الأمر قد يكون عائداً إلى الحالة النفسية التي يعيشها هؤلاء المدراء. ويضيف أنا اعتقد أن المدير لا يكره إلا موظف كثير الغياب والتأخير بمعنى غير مواظب على عمله..موظف يحب الخمول والكسل..كثرة الخروج أثناء وقت العمل !! أما الموظف المنضبط المحب لعمله.. فمن المؤكد أنه سيحظى بتقدير المدير.. وسيكون الود والتقدير بين المدير والموظف هو سيد الموقف وستجد المدير وبدون شك يفتخر بوجود ذلك الموظف في مكان عمله وسيشيد به في كل الاجتماعات داخل العمل وهذا شيء طبيعي فالعامل المجتهد يلاقي ما يستحقه من احترام وود. المدير الفاشل الأخ حسن عايش يقول: إن المدير الفاشل هو الذي يتسبب في حدوث احتقان بينه وبين موظفيه أي وجود حالات كراهية و ذلك عندما يكون المدير له شلة من الفاشلين والمنافقين ويترك المجتهدين دون أن يشكرهم أو يثني على جهودهم المبذولة أولاً يترك لهم المجال للمشاركة في الدورات التدريبية وتولي المهام هذا هو المدير الذي لا يستحق احد أن يثني عليه بالخير لأنه لا يدل أبداً” وعندما يوهم نفسه انه الكل بالكل فهو بذلك يزيد من تعنته وجبروته ويتصرف تصرفات غير مناسبة ومخالفة للقانون واللوائح الإدارية التي تنص على عدم التعامل بمعيارين مع الموظفين أو تهميش أحد وإنما تنص على إتاحة الفرصة أمام الكل لتنفيذ المهام حتى يستفيد الجميع. إرضاء الموظفين غاية لا تدرك الأستاذ عبدهبة شريف مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الحوك بمحافظة الحديدة يقول: إن أي مدير إدارة لابد من وجود موظفين تابعين له يكرهونه وهذا أمر طبيعي فإرضاء الناس غاية لا تدرك فالبعض من الموظفين لا يعجبهم تطبيق القانون واللوائح المنظمة للعمل التي يقوم المدير من خلالها بإدارة المؤسسة التي يتولى قيادتها ولاشك بأن المدير يقوم بإدارة مكان عمله بالطريقة التي يراها مناسبة وصحيحة وتسهم في تطوير تلك الإدارة وهو لا يقوم بإدارة المنشأة التي هو فيها وفقا لما يريده الموظف وإنما يقوم بإدارتها حسب الخطط والبرامج والسياسة العامة لها. تعنت وظلم الأستاذة حنان سالم أوضحت أن الكثير من مديرات المدارس أكثر تسلطاً وتعنتاً من الرجال؛ بسبب الغيرة من الموظفات، فالمديرات يترجمن غيرتهن من الموظفات على المستوى الشخصي أو العلمي إلى تسلط وقمع وتغييب للنجاح وإلغاء لأبسط الحقوق يساعدهن في ذلك بعدهن إدارياً ورقابياً عن المرجع والمسئول المباشر، وبقاؤهن لسنين طويلة في مقاعد الإدارة ، فمنحن لأنفسهن صلاحيات ليست من حقهن ومارسن الكثير من التعنت والظلم. تلمس هموم الموظف فضل احمد سعيد يعمل مدرسا يقول: إن غياب العلاقات الإنسانية بين المدير وموظفيه وعدم تلمسه الدائم لهمومهم من أهم الأسباب التي تؤدي إلى خلق حالات من الكراهية فالموظف بحاجة إلى من يقف بجانبه في كل الظروف بحاجة إلى تعامل جيد من مديره فهو بحاجة إلى التحفيز وبحاجة إلى كلمات إطراء من مديره المباشر على جهوده. ويضيف فضل: إن نجاح الكثير من الموظفين قد لا يرتاح له الكثير من المديرين ويسبب لهم الخوف على مناصبهم الإدارية فتجدهم يقومون بتعيين الأشخاص الناجحين في إدارات جامدة لا توجد لها صلاحية من اجل تهميشهم وصرف الأنظار تجاه هؤلاء الموظفين الناجحين والعكس صحيح حيث وان الكثير من الموظفين يغارون من نجاح مديريهم وقدرتهم على القيادة بطريقة قانونية لا يرضى لها الكثير ممن تعجبهم العشوائية والمخالفات....... كيل مكيالين الأستاذ يحيى إبراهيم مدير مدرسة يرى أن الحلول للحد من هذه الظاهرة هي نشر ثقافة المحبة والرحمة والتسامح بين الموظفين بدلا” من خلق حالات توتر بينهم وإشعال الكراهية والحقد بين العاملين ومديرهم المباشر وكل ما يدور في المنشأة الحكومية من مشاكل وكراهية أو حب وتراحم يكون للمدير دور رئيسي في ذلك لأنه هو من يتحمل المسؤولية فإذا استطاع أن يعدل بين الجميع ويكيل بمكيال واحد ويبتعد عن التعامل بمنطقية أو حزبية أو طائفية أو غيرها من الصور فإنه بذلك سوف يساعد على نشر المحبة داخل إدارته وستساهم هذه المحبة على زيادة العمل والإنتاج. بينما يقول الأستاذ ناجي حاج العوش رئيس قسم في إحدى المؤسسات الحكومية إن الحل لإنهاء حالات الكراهية أو الحساسية بين الموظفين ومديريهم هو الالتزام بتطبيق قوانين العمل وبكل شفافية حتى يعرف الجميع أن مديرهم لا يظلم احداً وإنما يطبق اللوائح وبهذا يكون قد جنب المدير نفسه من المشاكل وأيضا يمكن إنهاء مثل هذه الحالات التي قد توجد في العديد من الإدارات وأيضا المدير الناجح هو من يستطيع أن يبني علاقات إنسانية أقوى مع الزملاء من أجل أن تسود روح المحبة والأخوة والتعاون بين الجميع فالمدير الذي يرى نفسه انه قائد عظيم ولا يتعاون مع زملائه فهو بذلك يجني على نفسه ويتسبب في حدوث المشاكل.