أسمى الأعمال الإنسانية تلك التي لا تنتظر مقابلا لها، بل تنبع من القلب ومن رغبة لدى الإنسان في العطاء والتضحية ..والعمل الطوعي مثال حي على هذه الأعمال وهو ميدان تتعدد أشكاله ليدخل في جميع ميادين الحياة.. فيعتبر ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع.لأنه يعتبر ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطا وثيقًا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية من الأزل .ولذلك كان لنا هذا الاستطلاع مع أناس قائمين وممارسين للعمل الطوعي.يعطي المجتمع صورة تكاملية إيجابية المدربة الدولية عائشة الصلاحي والمستشارة في العديد من المؤسسات الخيرية والطوعية تقول: إن العمل الطوعي يمثل الجانب الروحاني فبدونه يشعر الناس أنه مجرد شيء،فالإنسان مايميزه الإنسان بداخله ،وهذا لإنسان فيه من الحب والتعاطف والتكافل ما يجعله يعيش بطريقة مخالفة عن عيش الحيوانات ،فذلك العمل الطوعي يكسب من يمارسه العديد من الخبرات والقدرات والمهارات الحرفية ويوسع به علاقات عامة شاسعة ويعطي المجتمع صورة تكاملية إيجابية ويساعد في الأخذ لأصحاب العثرات. يدفع بعجلة التنمية للتقدم عبدالله عبدالإله مدير المركز الوطني الثقافي للشباب قال: إن العمل الطوعي تاريخي له دور كبير في التنمية فالعمل الطوعي لابد أن يكون شفافاً وبعيدًا عن المصالح وتولد هنا المصلحة المشتركة وأن تكون أهدافه واضحة تخدم عامة المجتمع .وقد تتعدد أشكال العمل الطوعي بحسب الفترة الزمنية للعمل ذاته.. فالالتحاق بالعمل الطوعي يكسب المرء مهارات عديدة وقدرات متعددة وهذا ما يدفع عجلة التنمية للتقدم والازدهار. تؤهلك لبناء مستقبلك محمد سعيد علي الشاب الذي يمارس العمل الطوعي منذ فترة يقول: ان العمل الطوعي أكسبني العديد من المهارات والخبرات سواء الحرفية أو الذاتية وبل ووسع نطاق علاقاتي العامة «على المستوى المؤسسي أو الشخصي» وبل ويشعر المرء إذا مارس العمل الطوعي بسعادة لا توصف وبشرط ان تكون هناك رغبة صادقة منبثقة من القلب لممارسة الأعمال الطوعية.. فهي تؤهلك الى بناء مستقبلك بمنهجية واضحة مصحوبة بالخبرات والقدرات المهارية . رديف للحكومات العمل الطوعي ذلك الذي ينتج نتيجة رغبة واختيار من ذات الفرد دون ان ينتظر مقابلاً وهو يعتبر رديفاً للحكومات فلا تستطيع الاستغناء عنه فهناك شراكة حقيقة مع الحكومات لبناء مجتمعات متقدمة وهناك اعتراف من دول متقدمة تقوم على نشر هذا المفهوم وسط مجتمعاتها.هذا ما قالته تغريد الدبعي المدير التنفيذي لمؤسسسة صناع الحياة بتعز وأكدت أن العمل الطوعي يساعد على نمو الشعوب وينقل المجتمع من طور السلبية الى طور الإيجابية فيكون مجتمعاً فاعلاً ومنتجاً، وهنا يؤكد علماء النفس انه علاج للذين يعانون من أمراض نفسية ولذلك أجمع الفلاسفة في أن السعادة في العطاء وليس في الأخذ. بناء كيان إيجابي وفعال مفيد الزبيري المدرب الدولي والمرشد الأسري قال: العمل الطوعي من ضروريات الدولة الإسلامية وإذا نظرنا الى العهد النبوي وصدر الإسلام نجد أن جميع الصحابة مارسوا هذا العمل الطوعي ونجد المجتمع الذي لا يمارس الأعمال الطوعية لايؤدي دوره في بناء كيانه الإيجابي والفعال بل والمؤثر والذي بدوره يكسب المشارك العديد من المهارات والقدرات التي ترتكز عليها بناء الحضارات .وأن يكون يمارس بساعات وأعمالاً محددة يحددها الفرد ذاته لكي لا يمل ولا يكل ولا يصاب بالاكتئاب. العمل الطوعي يشكل ركيزة اساسية في العملية التنموية خاصة في البلدان التي بنيتها الأساسية ضعيفة وأقل نموًا.هذا ما قاله فهيم المنيفي مدير منظمة عون لحقوق الإنسان وأضاف أن الممارسين لهذه الأعمال طواعية يكتسبون مهرات وقدرات متعددة وفي عدة مجالات ويوكد أن العمل الطوعي له دوافع عديدة منها الدافع الديني ومن ثم الدافع الطوعي والإنساني، وكذلك يساعد على انهيار الحقد الطبقي القائم على التميز بين الطبقات الاجتماعية .