أكد مسؤولان فلسطينيان أمس أن ممثلين عن حركتي (فتح) و(حماس) سيلتقون في القاهرة في ال14 من الشهر الجاري لمتابعة بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي رعته مصر الشهر الماضي. وقال ممثل حركة (حماس) في لبنان علي بركة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن وفد الحركة سيترأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبومرزوق, في حين سيترأس وفد (فتح) عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد. وأوضح أن البحث سيتركز على موضوعين أساسيين هما الاتفاق على شخصية مستقلة لترؤس حكومة فلسطينية توافقية وملف الاعتقال السياسي. وأشار بركة إلى أن (حماس) تحمل في جعبتها اسمين تقترحهما لترؤس حكومة فلسطينية جديدة وهما جمال الخضري من غزة ومازن سنقرط من الضفة الغربية, لافتاً إلى أن (فتح) ترشّح أيضاً اسمين هما محمد مصطفى ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني مأمون أبوشهلا من غزة. وأكد بركة أهمية المصالحة الفلسطينية, معتبراً أنها مصلحة لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وتدعم المواجهة مع العدو الإسرائيلي, مبيناً الحاجة إلى جهود جميع الفصائل الفلسطينية لكي تكون يداً واحدة خصوصاً في ظل السياسات التي تنتهجها اسرائيل ضد الفلسطينيين. وقال: إن المتضرر الأول من تلك المصالحة هو العدو الاسرائيلي الذي يريد بقاء الانقسام الفلسطيني للاستفراد بمنظمة التحرير الفلسطينية وإملاء سياسته عليها. وأضاف ان اسرائيل تمعن في إبقاء الحصار مفروضاً على قطاع غزة بذريعة أن حركة حماس هي حركة إرهابية, متوقعاً ان تعمل اسرائيل على تخريب المصالحة. من جهته أكد قائد المقر العام لحركة (فتح) في لبنان اللواء منير المقدح في تصريح مماثل (لكونا) أن اللقاء بين الحركتين المذكورتين سيتطرق إلى مختلف المواضيع الخلافية بين الطرفين, مشدداً على ضرورة التطبيق الفعلي لتلك البنود على أرض الواقع. وأشار إلى أن من أبرز تلك البنود التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تستمر على مدى عام تكون مهمتها ترتيب الأوضاع الفلسطينية والتعامل مع المعتقلين وترتيب الأجهزة الأمنية والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني, والعمل على إعادة إعمار ما هدمه الاحتلال الاسرائيلي في غزة. وقال المقدح ان التواصل مع حركة حماس يتم بشكل يومي, حيث تتم مناقشة القضايا بأدق التفاصيل, واصفاً ان الأمور تسير بشكل “إيجابي” وان الوفاق الحاصل يرضي جميع أبناء الشعب الفلسطيني. ورأى ان اسرائيل تعيش مأزقاً تاريخياً, معرباً عن تخوفه من ردة فعل أمنية وعسكرية قد تقوم بها اسرائيل لعرقلة جهود المصالحة.. يذكر أن كلاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وقّعا في القاهرة في الرابع من شهر مايو الماضي على اتفاق المصالحة لإنهاء الأزمة الداخلية والخلافات العالقة. من جهة أخرى حذّر (المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان) في منظمة التحرير الفلسطينية أمس من اتساع دائرة الاستهداف التي يقوم بها المستوطنون الاسرائيليون ضد المعالم الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية ومدينة القدسالمحتلة. ونبّه التقرير الذي أصدره المكتب أمس إلى خطورة المخطط الذي أعلنه المستوطنون الأسبوع الماضي والذي أسموه “هذا بداية الانتقام” مشيراً إلى شعارات كتبها المستوطنون على مسجد بلدة (المغير) الكبير القريبة من مدينة رام الله بعد إحراقه. وأكد اتساع دائرة الاستهداف من المستوطنين وحكومة الاحتلال الاسرائيلي بعدوانهم المنظم لتطال المعالم الإسلامية والمسيحية.. ووفقاً للتقرير فقد شهد الأسبوع الماضي “تصعيداً خطيراً وخرقاً واضحاً للعديد من المواثيق الدولية واتفاقيات (لاهاي) و(جنيف) والتي تطالب بضرورة حماية الحق في العبادة وعدم انتهاك حرمة وقدسية الأماكن المقدسة”.وأشار إلى إقدام المستوطنين على حرق مسجد (المغير الكبير) بالقرب من مدينة رام الله, وسماح الاحتلال للجماعات اليهودية المتطرفة والمستوطنين بالدخول إلى ساحات الأقصى في عمل استفزازي جرى هناك.. ونبّه إلى اقتحام العشرات من اليهود المتطرفين من مستوطنة (كريات أربع) في مدينة (الخليل). وذكر التقرير إقرار لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال في القدس بناء (متحف التسامح) على أنقاض قبور المسلمين في مقبرة (مأمن الله) التي تقدّر مساحتها ب 200 دونم. وأكد التقرير تزايد وتيرة الاعتداءات والجرائم التي يرتكبها مستوطنون متطرفون في سياسة منظمة ضد السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية والتي شملت إحراق مئات الدونمات الزراعية الفلسطينية. ففي مدينة القدس وكما أشار التقرير أحبط أهالي بلدة (سلوان) محاولة قامت بها قوات الاحتلال للاستيلاء على سطح منزل يعود لمواطن في (الحارة الوسطى) في (حي بطن الهوى) في البلدة. وقامت مجموعات من المستوطنين خلال الأسبوع الأخير باقتحام (المسجد الأقصى) من جهة (بوابة المغاربة) تحت حراسة وحماية أمنية معززة من قوات الاحتلال. واتهم تقرير المكتب بعض عناصر هذه الجماعات المتطرفة بفتح وكسر زجاجات من الخمرة في ساحة المسجد الأقصى ما بين سطح (المسجد المرواني) و(الجامع القبلي) احتفالاً بما يسمى ب (عيد نزول التوراة التلمودي).. وذكر التقرير أن مستوطنين في مستوطنة (بيت عين) المقامة على أراضي بلدة (بيت أمر) شمال (مدينة الخليل) اقتلعوا خلال هذا الأسبوع عشرات من أشجار العنب في منطقة (واد البيضا) القريبة من البلدة. وحرمت قوات الاحتلال المزارعين هناك من الوصول إلى أراضيهم بحجة أن هذه المنطقة محظورة على المزارعين ولا يحق لهم فلاحتها أو الوجود فيها. وقام عدد من المستوطنين باقتلاع أشجار من العنب والخوخ في منطقة (صافا) التابعة لبلدة (بيت أمر). وأضرم مستوطنو مستوطنة (كرمي تسور) المقامة على أراضي بلدتي (بيت أمر) و(حلحول) النار في حقول المزارعين ومنعوهم من الوصول إليها, حيث أحرقوا حقلاً للقمح يقع في جوار المستوطنة. وقام هؤلاء برش أشجار العنب بالمواد الكيميائية الحارقة ما أدى إلى إتلافها, حيث تعود ملكية الحقول المستهدفة والتي تقدّر مساحتها بثلاثة دونمات لأحد المزارعين الفلسطينيين والذي فتح مستوطن النار صوب عائلته التي هرعت لإخماد الحريق. وأحرق مستوطنو مستوطنة (كريات أربع) نحو 20 دونماً مزروعة بالأشجار المثمرة على طريق بلدة (بني نعيم) شرق مدينة (الخليل). وأدخل مواطن يبلغ عمره 24 عاماً للمشفى الحكومي إثر إصابته بجروح نتيجة تعرّض مركبته للرشق بالحجارة من مستوطنين في منطقة (الدبوية) بمدينة (الخليل). وفي (نابلس) قامت مجموعة من المستوطنين ترافقهم قوة احتلالية باقتحام قرية (عراق بورين) وإشعال النيران بأشجار الزيتون واعتدى عشرات المستوطنين من مستوطنة (حفاد جلعاد) جنوب (نابلس) على المواطنين. وأقدمت مجموعة من المستوطنين على إحراق المئات من أشجار الزيتون واللوز في أراضي قرية (دير الحطب) شمال الضفة والتي تعرضت أراضيها لأعمال تجريف وتوسيع لبؤرة استيطانية جديدة في المنطقة.