السعادة والمال كلمات لها رنين سحري، والبعض يظنون -خصوصاً ممن لا يملكون المال- أن مفاتيح السعادة في المال، والواقع أن الذين يسعدون بالمال هم أولئك الذين يملكونه، أما الذين يملكهم المال فإنه يحولهم إلى أشقياء تعساء، ويدعو عليهم النبي صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار ..). إن المال يوفر لك الطعام وليس الشهية، ويوفر لك الدواء وليس الصحة، ويوفر لك الخدم وليس الأصدقاء الأوفياء، يوفر لك المعارف وليس الأصدقاء، ويوفر لك المشتريات لكن لا يحقق لك السعادة. المال يمنحك الفرصة الجيدة والحبوة عند الناس، فدائماً نكتة الغني جميلة وممتازة ويضحك الآخرون منها، ولهذا يقول الشاعر العربي لزوجته: دعيني للغنى أسعى فإني رأيت الناس شرهم الفقير وأبعدهم وأهونهم عليهم وإن أمسى له نسب وخِير ويقصيه الندي وتزدريه حليلته وينهره الصغير ويرثى ذو الغنى وله جلال يكاد فؤاد صاحبه يطير قليل ذنبه والذنب جمٌ ولكن للغني رب غفور يخطئ من يظن أن المال ينقص متى ما تصدق به الواحد منا ، بل على العكس من ذلك يبارك الله فيه ، ويزيد من نمائه وإليك أخي القاري هذه الواقعة الصغيرة التي غيرت حال أسرة رأسا على عقب بفضل الفهم السليم والسديد لكيفية إنفاق المال والعيش بسعادة في ظلاله. تقول صاحبة القصة : قبل حوالي ثلاث سنوات زرت صديقة من أعز صديقاتي بعد زواجها بفترة في منزلها المتواضع ، شقة صغيرة قريب من بيت أهل زوجها ثم انقطعت الزيارات بيني وبينها وظل التواصل الهاتفي أحدثها عن إخباري وهي كذلك وكنت اعرف ان أمورهم في تحسن وأنه بدأ في بعض الأعمال التجارية حتى سنحت لي الفرصة لزيارتها مرة أخرى لكن هذه المرة في منزلها الجديد بأحد أرقى أحياء العاصمة وحقيقة منذ وطأة قدمي بيتها وأنا أقول ما شاء الله تبارك الله ، ما شاء الله تبارك الله.. بصراحة تفاجأت بمنزل راقي جدا وأثاث فخم لا يشتريه الا ذوي القدرات المالية العالية وأنا لا اقول هذا الكلام تنقيص من قدر صديقتي وزوجها ولكن لعلمي السابق بإمكانياتهما المادية ..وبعد جلوسي عندها وتجاذب أطراف الحديث دفعني الفضول بعد ان دعيت لها بالبركة لسؤالي لها عن سر هذا التحول المادي الكبير ؟؟؟ قالت لي سبحان الله ، والله أني ناوية أفتح هذا الموضوع معك الحكاية اني انا وزوجي قررنا من اكثر من سنتين اننا نحط حصّالة فلوس في غرفة النوم ، على التسريحة وكل يوم نقوم من النوم اول شيء نعمله نضع اي مبلغ في الحصالة خمسة .. عشرة .. مائة المهم يجب ان نضع أي مبلغ يومياً كي نكون مثل الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا. ويقوم زوجي اسبوعياً بفتح الحصالة ووضع ما بها في جيبه الأيمن دون معرفة المبلغ ثم يتصدق بها بعد صلاة الجمعة من كل اسبوع تقول صديقتي وهذه النصيحة نقلها زوجي من الأنترنت قبل ان يطبقها و والله اننا من يوم بدأنا نطبقها ونحن بخير وتفتحت لزوجي ابواب الرزق من كل مكان وهذا الذي ترينه والله اني ماكنت أحلم فيه ولا أتخيله مجرد خيال لكن الله اذا أعطى أدهش فلا حدود لعطائه والحمد لله والشكر. ولا أريد أن أعلق عليها أكثر من قولي جربوها ولن تخيبوا بإذنه تعالى..