هوت مؤشرات أسعار الأسهم والنفط في الأسواق العالمية بشكل كبير أمس، متأثرة بالمخاوف المتعاظمة من دخول الاقتصاد الأميركي في دورة ركود جديدة، ومن امتداد أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو إلى إيطاليا وإسبانيا، ثالث ورابع أكبر اقتصادات أوروبا. وبلغ مؤشر الأسهم الأوروبية أمس أدنى مستوى له منذ 14 شهراً، حيث انخفض مؤشر يوروفرست ل500 سهم قيادي في أوروبا ب2.8 % متراجعاً للجلسة السادسة على التوالي وراكم انخفاضاً بنسبة 11 % هذا الأسبوع، وقال محلل أسهم في لندن إن آفاق الوضع الاقتصادي تمارس ضغوطاً هائلة على المستثمرين.. وفي ألمانيا هوى مؤشر داكس فرانكفورت للأسهم القيادية ب3.19 % في بدء التعاملات أمس وسط تخوفات من موجة ركود مزدوج في أوروبا والولايات المتحدة. وقد أشار متعاملون في الأسواق المالية إلى تصريح يدق ناقوس الخطر صدر عن رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي أمس مانويل باروسو، حيث دعا إلى إعادة تقييم الآليات الأوروبية لمعالجة أزمة الديون، في ظل امتداد هذه الأزمة إلى خارج النطاق الأوروبي. وفي مدريد انخفض مؤشر الأسهم بنحو 2.40 % أمس بفعل تخوف المستثمرين من أن يقود الارتفاع الكبير لمخاطر الديون السيادية الإسبانية إلى أزمة جديدة. وفي سياق موجة الانخفاض أيضاً تراجع سعر خام النفط الأميركي أمس دون مستوى 86 دولاراً مقترباً من أكبر انخفاض أسبوعي منذ بداية شهر مايو الماضي، كما تراجع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي ب9 % ليستقر سعره على 107.25 دولارات بعد انخفاضه ستة دولارات في الجلسة السابقة. الأسواق الآسيوية وفي آسيا هبط مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية بأكثر من 4 % وهو أدنى مستوى في خمسة أشهر في التعاملات المبكرة أمس؛ متضرراً من خسائر كبيرة في أسواق الأسهم الأميركية والمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، حيث تراجع مؤشر داون جونز الصناعي بأكثر من 500 نقطة؛ وهو أكبر انخفاض منذ الأزمة المالية للعام 2008. وفي هونغ كونغ فتح مؤشر هانغ سنغ على انخفاض ب4.3 %، وهو أدنى انخفاض له منذ عشرة أشهر. من جانب آخر، أجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو مباحثات عبر الهاتف أمس بشأن اضطراب الأسواق المالية نتيجة تنامي المخاوف بشأن أزمة الديون الأميركية وتعافي الاقتصاد الأميركي. بينما دعت الصين واليابان إلى تنسيق على الصعيد العالمي لتطويق الخسائر الكبيرة في الأسواق نتيجة توجّه أزمة الديون الأوروبية لتصبح خارج السيطرة والتخوف من ركود جديد لأكبر اقتصاد في العالم.