منذ 30 سنة، يعمل مهندس فرنسي متقاعد يدعى باتريس برنار على إحصاء عدد السباحين الذين يتعرضون لوخزات قناديل البحر على السواحل الجنوبية لفرنسا. برنار، المقيم في مدينة نيس، يطوف على مراكز الطوارىء الممتدة بطول الشواطئ في المنتجعات الصيفية ذات الشهرة العالمية، مثل نيس وكان وسان تروبيه وأنتيب، وغيرها من عشرات المراكز التي تقدم الإسعافات الأولية للضحايا، على أمل أن ينتهي في العام المقبل من وضع نشرة يومية، على غرار النشرة الجوية، لتعريف مرتادي الشواطئ بتحركات قناديل البحر. وحسب برنار، فإن السباحين بدأوا يشتكون من اجتياح القناديل للشواطئ الفرنسية منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي.. وفي عام 1983 حضر مؤتمراً في العاصمة اليونانية أثينا حول انتشار هذه الكائنات الهلامية في سواحل المتوسط.. وكان المؤتمر قد عقد بعدما تعرضت مارغريت باباندريو، السيدة اليونانية الأولى آنذاك للسعة من أحد أنواع قناديل البحر.. ومنذ ذلك التاريخ وبرنار يكرّس كل أوقات فراغه في تتبع أنواع هذه الكائنات البحرية وبالأخص الأنواع الأربعة الأكثر شيوعاً منها، وهي: بيلاجيا وأوريليا وريزوستوما وكوتيلوريزا.. كذلك تمكّن من تتبّع نوع منها ظهر على شواطئ موناكو إلى الجنوب الشرقي من فرنسا عام 1978، وكان المؤشر الأول لوجود هذه الكائنات قرب السواحل وبين السباحين والسباحات في المنطقة، بعدما جاءت بها التيارات البحرية.