في منتصف شهر رمضان المبارك، نلاحظ أن الصائم تجاوز مرحلة الشعور المؤلم بالجوع والعطش، وبدأ جسمه في التكيف مع الوضع الغذائي لهذا الشهر الفضيل، وذلك بتناول الطعام والشراب بكميات محددة وفي أوقات معينة، إضافة إلى تدرب النفس على صيام العين والأذن واللسان في حالة الجوع والعطش، وضبط التصرفات وتهذيب النفس. إن من الملاحظ هو النوم مباشرة بعد تناول السحور، وهو أمر متعب للصائم، لذلك ننصح بأن تقسّم وجبة السحور إلى وجبتين، وذلك بتناول وجبة السحور (كوجبة رئيسية) قبل الإمساك بمدة مناسبة (ساعتين تقريباً)، ويتناول وجبة خفيفة قبل وقت الإمساك مع زيادة كمية السوائل فيها لتخفيف الشعور بالعطش خلال شهر الصيف، وبذلك نتجنب إرهاق الجهاز الهضمي عند النوم مباشرة بعد تناول وجبة السحور. وينصح الأطباء أن تتكون وجبة الإفطار من 3-5 حبات من الرطب أو التمر، نصف كوب من القهوة العربية، كأس من عصير الفاكهة المعتدل البرودة، كوب من شوربة الشوفان، كمية بسيطة من الحلويات أو المعجنات. وأما وجبة العشاء من 8 ملاعق أرز أو نصف رغيف خبز أسمر، 100 غم من الدجاج أو اللحم أو السمك (المسلوق أو المشوي)، كوب من الخضار المسلوقة، سلطة خضار (يضاف مقدار صغير من زيت الزيتون والخل والملح اليودي)، كأس لبن رائب (يفضل استخدام اللبن الأسيدوفيلس). ووجبة السحور (قبل الإمساك بساعتين) على النحو التالي: يتم تناول وجبة مشابهة للعشاء مع اختلاف الأصناف، ويمكن استبدال اللحوم بالبيض والجبن والبقوليات مثل الفول والحمص.. ويفضل تأخير تناول الفاكهة وسلطة الخضار واللبن (يفضل اللبن الأسيدوفيللي) إلى قبل وقت الإمساك بقليل.. مع ملاحظة أهمية تناول المياه بكميات معتدلة وبأوقات مختلفة ما بين الإفطار وقبل الإمساك لتجنب الجفاف. يوفر هذا النظام الغذائي ما يقارب من 2300 سعر حراري، كما يؤمّن معظم الاحتياجات اليومية من الطاقة والبروتين والفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية.