يبدو أن اتحاد القدم لايستفيد من أخطائه «المتلتلة» فيما يتعلق بالبطولات المحلية.. إذ أنه يستنسخ أخطاءه موسماً إثر موسم في الدرجات الثلاث «الأولى والثانية دوري المحافظات»..وكون الحكومة مشغولة عنه بتصريف الأعمال وترتيب الأوضاع لتطبيع الحياة اليومية في بلادنا جراء الأزمة السياسية.. فإن اتحاد القدم «يترندع» كيفما شاء باللائحة المنظمة لبطولة دوري الأولى والثانية دون حسيب أو رقيب.. ومن يتحدث في الصحافة الرياضية حول التجاوزات لبعض مسئولي اتحاد القدم المؤثرين في قراراته الكبيرة يدخل في القائمة السوداء، وكشف المغضوب عليهم لأنه تجرأ على توجيه النقد الجاد، وتوضيح الصورة على صورتها الحقيقية للرأي العام، والجمهور الكروي المغلوب على أمره. الكشف عن الخلل إن مانطرحه أو نرويه من وقائع ونكتبه حول خروقات اتحاد القدم للأئحة لايعني بالضرورة استهدافاً شخصياً لرئيس الاتحاد أحمد صالح العيسي فهو شخصية له تقديره.. ولا استقصاداً للأمين العام حميد شيباني، فنحن نربأ بأقلامنا عن ذلك..بل مانسعى دائماً إليه هو الكشف عن الخلل والثغرات والأخطاء ومصادرها وهل ارتكبها أصحابها عامدين أم من دون قصد، أو تحت ضغط.. ونحاول الإسهام في إيجاد الحلول وتلمس النهج الصائب، وإعادة الحق لأهله، ومناصرة الأندية والاتحادات والأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين عندما يطالهم ظلم وحيف القرارات القاسية والمجحفة بحقهم من اتحاد القدم..وهي رسالة صحفية خالية من الأغراض ومن تصفية الحسابات. لائحتا الصيف والشتاء وهذه المرة فإن القضية الرياضية التي تستحق التناول والمناقشة والمكاشفة تتمثل في تصفيات الدرجة الثانية التي أقر اتحاد القدم استئناف ماتبقى من مبارياتها بصورة تجمعين للمجموعتين الأولى والثانية في العاصمة الاقتصادية والثغر الباسم عدن.. لأن السيناريو الذي حدث لدوري الدرجة الأولى بدأت تتشكل نسخته في دوري الثانية فقد شهدت المجموعة الأولى الحديدية تطورات مشابهة لتلك التي حدثت في الأسابيع الأخيرة من دوري أندية النخبة عندما انسحبت بعض الفرق بذرائع ومبررات منها صحيحة ومنها تحتمل الصح والخطأ. ففي الدرجة الأولى انسحبت فرق حسان أبين ورشيد تعز ولحقهما صقر الحالمة فأصدرت لجنة المسابقات قراراتها الصارمة الحاسمة بتهبيط الثلاثي مستندة على بنود ومواد اللائحة التي تسيِّر البطولة المحلية بدرجاتها الثلاث «الأولى الثانية دوري المحافظات» رغم اختراق اتحاد القدم الواضح لهذه اللائحة وتحويلها إلى لحوحة قابلة للتمزيق وللثقوب وللتجاوز اتحاد القدم الواضح لهذه اللائحة وتحويلها إلى لحوحة قابلة للتمزيق وللثقوب وللتجاوز وتفسيرها بالصورة التي تتوافق مع ما يفهمه الاتحاديون وعدم الالتفات إلى مطالب الأندية بتنفيذ بنود اللائحة في كل زمان ومكان، دون انتقاء أو مزاجية في تطبيقها صيفاً وتجميدها شتاءً. خروقات في الدرجة الثانية وهاهي القوقائع والأحداث تستنسخ ذاتها في بطولة الدرجة الثانية الجارية منافساتها في تجمعي عدن..فقد شهدت المجموعة الأولى التي تضم فرق «وحدة عدن خنفر أبين الجزع بالمهرة أهلي الحديدة طليعة تعز دوعن ريان ساه 22 مايو شمسان عدن). شهدت انسحاباً لفريقي الجزع المهري ودوعن الحضرمي من خوض ما تبقى من مباريات الدور الثاني الذي تعرض للتوقف المفاجئ من اتحاد القدم حتى إشعار آخر.. حيث أعلن أن شهر سبتمبر المنصرم ستجري فيه ما تبقى من مباريات لبطولة الدرجة الثانية ثم تجدد الموعد إلى الخامس من أكتوبر الجاري لمنح بعض الأندية الفرصة لتشترك في إكمال البطولة..وعدم الانسحاب لكنها أكدت انسحابها وبذلك تغيرت ملامح الترتيب للمجموعة الأولى بعد انسحاب دوعن حضرموت والجزع بالمهرة وإٍسقاط نتائجهما والنقاط التي أحرزتها عليهم أو معهما بقية الفرق فتضررت فرق وتحسن وضع أخرى، وأصبحت المنافسة على بطاقتي التأهل أقرب إلى فرق وحدة عدن وطليعة تعز وخنفر أبين على التوالي.. فبعد أن كان الوحداوية متربعين على عرش المجموعة الأولى دون منغصات عادت بعض الآمال لملاحقيه الذين تضرروا من تحويل الدور الثاني من نظام دوري الكل مع الكل بأسلوب مباراة في ملعبك ذهاباً ومباراة الإياب في ملعب الفريق الآخر.. إلى نظام التجمع الذي حرم معظم الأندية باستثناء فريقي الوحدة وشمسان من عدن اللذين يلعبان على ملعبهما وبمدينتهما وهذا يتضمن امتيازات حرمت منها بقية الفرق المنافسة لهما في المجموعة. الطليعة بين تكتيك البيارق وخنفر وبالنظر إلى الترتيب للمراكز الأولى في مجموعة وحدة عدن بعد سحب نقاط الفريقين المنسحبين «دوعن حضرموت والجزع بالمهرة» فإن التنافس سيكون على أشده بين الوحدة عدن المتمركز أولاً ب (23) نقطة ثم الطليعة تعز ثانياً برصيد (19) نقطة يليه خنفر أبين ب(18) نقطة.. والفرق الثلاث هي الأقرب إلى حسم بطاقتي التأهل مالم تحدث لها انتكاسات حادة في المباريات الختامية الحاسمة، وإن كانت نتائج وحدة عدن ونقاطه تدفعنا إلى القول إنه قد حسم إحدى بطاقتي التأهل.. والسؤال هو: هل سيدفع ذلك لاعبي الفريق والإدارة الناجحة لبيارق الهاشمي إلى التورط في التلاعب بالنتائج لفريقه بعد أن ضمن الصعود إلى الدرجة الأولى أم أن هذا الفريق سيحترم قوانين المنافسة وأخلاق الرياضة ويقدم مستوى مرتفع الأداء ويحقق الفوز أمام كل فريق دون مراعاة أو محاباة أو تورط في إزاحة فريق على حساب آخر..وبخاصة أن طليعة تعز خسر من وحدة عدن ذهاباً وإياباً ومثله خنفر الذي تتبقى له مباراة مهمة أمام الوحدة العدني هي التي ستشير بالتأكيد أو النفي لما تحدثنا عنه من توجس وتخوف بوجود تلاعب أو اتفاق على نتيجة محددة بين خنفر أبين ووحدة عدن وذلك ليسهم الثاني في إلحاق الأول به في الصعود إلى دوري المحترفين وحجز البطاقة الثانية بدلاً عن طليعة تعز بتكتيك بينهما.. الذي اجتهد كثيراً ليحصل على فرصة ثمينة لتحقيق التأهل إلى دوري الأضواء وقد اقترب كثيراً لكنه في موقف صعب بين منافسيه خنفر أبين الذي لديه (18) نقطة وتفصله نقطة عن طليعة تعز الذي رصيده (19)..وكذا بين وحدة عدن المتموقع في الصدارة برصيد نقاطي 23 نقطة. لائحة لكل موسم!! أما عجيبة الاتحاد الكروي وغريبته الثانية فهي تتمثل في أنه عندما انسحب حسان ورشيد وصقر تعز من مباراتين فقط أصدر قراره الحاسم والسريع وفي اليوم التالي أعلن في الصحافة الرياضة والإلكترونية المحلية منها والعربية بتهبيط الصقر والرشيد من تعز وحسان من أبين بثلاثة قرارات لاتصد ولاترد. ورغم أن دوعن حضرموت والجزع بالمهرة قد انسحبا مباراتين وتنطبق عليهما بنود اللائحة الاتحادية بتهبيطهما إلى الدرجة الثالثة وإسقاط نتائجهما من الجدول العام لترتيب الفرق حتى الأسبوع الذي انسحبا فيه إلا أن التسريبات للمعلومات التي بلغتنا تتحدث عن وجود «خط رجعة» للاتحاديين بشأن هذين الفريقين مايعني أن إمكانية إعادة النقاط إلى رصيد كل فريق لعب معهما ماتزال قائمة وجائزة وربما تصدر من اتحاد القدم تحت بند مراعاة لظروفهما الاستثنائية والأزمة التي تمر بها بلادنا..متناسين أنها خروقات لقوانين اللعبة وتمزيق لبنود اللائحة المنظمة لبطولة دوري الدرجة الأولى والثانية..إلاَّ إذا كان الاتحاديون يخترعون لائحة في كل موسم كروي حسب الظروف وفي الأزمات!!
