حاتم بن أحمد بن عمران بن المفضل بن علي بن غوث بن الغمر. تاريخ الوفاة: 10 9 556ه / 2 9 1161م الهمداني، الملقب ب(حميد الدولة)؛ سلطان من سلاطين الدولة (الصليحية)، ذات العقيدة الباطنية (الإسماعيلية)، عالم في اللغة، حافظ لأيام العرب، وأمثالها، وأشعارها، متكلم فصيح، عارف بالطب وعلم النجوم. قال عنه المؤرخ (علي بن الحسن الخزرجي) في كتابه (طراز أعلام الزمن): «كان أوحد عصره، وسلطان أهل بلدته في مصره، وكان سيد (همدان) وكريمها، ومقدمها وزعيمها». أجمعت عليه قبائل (همدان)، وبايعته سنة 533ه/ 1139م. ولما انتظم له الأمر زحف على صنعاء بسبعمائة فارس من (همدان) سنة 545ه/1150م محاولاً احتلالها، والقضاء على الإمام (أحمد بن سليمان)، الذي كان جيشه يزيد على الثمانين ألفًا، منهم ألفٌ وخمسمائة فارسٍ، والباقون مشاة. واشتعلت بين الفريقين معركة شرسة في منطقة تسمى: (الشزرة)، هزم فيها صاحب الترجمة، وقتل من جنده خمسمائة فارس، وَفَرَّ إلى قرية (الدرب)، من بلاد (أرحب)، بالقرب من مدينة صنعاء، وتبعهم جنود الإمام. وتواصلت المعارك، وسقط العديد منهم، وأبلت (همدان) بلاءً كبيرًا في ذلك اليوم؛ نُصرة لزعيمها صاحب الترجمة. وتدخَّل عدد من وجهاء ومشايخ القبائل لِعَقْدِ صُلْحٍ بين الإمام والسلطان، وتَمَّ إبرامُهُ، وأنصف الإمام هذا اليامي، وعفا عنه. وبعد شهور عادت العداوة والبغضاء بين الطرفين، وضعف موقف الإمام عسكريًّا، فقام صاحب الترجمة خلالها بإعادة تنظيم جيشه، وتأليب (همدان)؛ لقتال الإمام (أحمد بن سليمان) الذي غادر مدينة صنعاء، وخرج إلى موضع يقال له: (شِعب الجن)، وتحصن فيه، واستنجد بقبيلة (جَنْب) في جبل (هران) المطل على مدينة ذمار، فطارده صاحب الترجمة، حتى هزمه، وقتل من جنوده طائفة كبيرة. وذكر المؤرخون أن رجلاً من جنود صاحب الترجمة أصاب رجلين يركبان ناقة برمح واحد، واخترقهما، وسُمّي من ذلك اليوم: (النَّظَّام)، وتفرقت القبائل على الإمام، واستولى صاحب الترجمة على مدينة صنعاء، وعرض على القبائل التي كانت مع خَصْمه أن يدفع لها ديات قتلاها، شريطة الولاء له، واتباعه والدخول في طاعته، وتم له ما أراد، واستقر في مدينة (الروضة)، التي سميت (روضة اليامي)، أو (روضة حاتم)، وهي ضاحية شمالي مدينة صنعاء، أصبحت اليوم جزءًا منها. واستمرت المراسلات والمحاورات بين السلطان والإمام شعرًا ونثرًا، ومن أقوال الإمام (أحمد بن سليمان): إن السلطان (حاتم) عاقلٌ لم يُنتفع بعقله، وطبيب لم يُنتفع بطبه. كان صاحب الترجمة فارسًا، شاعرًا، ومن شعره: أرِقْتُ وطال الليل والعقل نائمه وقد أفَلَت أشواطه ونعائمه وأوري زناد الهم في القلب جذوةً إذا جاس في تياره متلاطمه فيطفيها العزم الذي عُرفت به إذا لم يطفِّيها من الدمع ساجمه وما ذاك من شوقٍ ولا نأي مسهدٍ ولا فَقْد رسم دارسات معالمه ولكن إذا خان الصديق صديقه وصارم بالأوهام من لا يُصارمه ونكَّث عنا من نُريد وِدادَه وسالمنا من لا نريد نُسالمه تعذَّر غُمض العين وانشرح الكَرى وباح من الأسرار ما أنا كاتمه غدا مائلاً عنا خليلاً نوده على غير جُرم بل علينا جرائمه ولاَئِم قومًا غيرنا متكتمًا وجاهرنا باللوم فيمن نلائمه ونجَّم فينا بل تنجَّم عازفًا وسلَّمنا البادي وضاعت عزائمه وسامحته كي يرعوي فارعوى سوا مقالته لا أستطيع أخاصمه ولو أنني حاكمته لحججته ولكنني من حشمة لا أحاكمه موسوعة الأعلام