ثالث محاولة اغتيال يتعرّض لها اللواء محمد ناصر - وزير الدفاع - خلال الخمسة الأشهر الأخيرة، راح ضحيتها عدد من حراسته في المرتين الأولى والثانية، بينما تم إبطال العبوة الناسفة قبل انفجارها في المحاولة الثالثة. خلال الأشهر الفائتة كانت عدن مسرحاً لعمليات استهداف ضباط في الجيش، ومنهم وزير الدفاع والخبير البريطاني، بواسطة تلغيم سياراتهم بعبوات ناسفة، وكل ما تفعله الجهات المسؤولة توجيه الاتهام إلى (القاعدة) ووصفه بعمل إرهابي جبان. محاولة اغتيال وزير الدفاع - بعد فشلها في عدن - انتقلت إلى صنعاء، ولم تحقق هدفها أيضاً، حيث اكتشفت الحراسة الخاصة بمنزل وزير الدفاع قبل 3 أيام عبوة ناسفة وُضعت بالقرب من المنزل، وثم العثور عليها قبل انفجارها، وقد تم الاستعانة بفريق فني قام بإبطال مفعولها وانتشالها من المنطقة. محاولة اغتيال وزير الدفاع الأخيرة أثارت عديد أسئلة حول من المستفيد من اغتيال الوزير ولماذا؟. مصادر صحفية ربطت بين الحادثة الأخيرة وقالت: إنه تزايد الخلاف داخل المؤتمر الشعبي؛ حيث شهدت الأيام الماضية توتراً في علاقة وزير الدفاع وقيادات في المؤتمر توصف بأنها متشددة تجاه التعامل مع المعارضة، وكان محمد بن ناجي الشائف قد تهجم على وزير الدفاع يوم السبت الفائت في اللقاء التشاوري لقيادات المؤتمر بحضور الرئيس ونائبه؛ وذلك على خلفية رضوخه للاحتجاجات في دائرة التوجيه المعنوي وتعيين مدير جديد وهو العميد الركن السقلدي، وبعد دقائق من الملاسنات تطور الأمر لتبدأ الاشتباكات بالأيادي بين الشائف والوزير، غير أن البركاني تدخل لفض الاشتباك. لاحقاً ذهب الشائف - رفقة البركاني - إلى منزل الوزير، وقدم اعتذاره عما صدر منه خلال الاجتماع وتدخله في مهامه بتعيين مدير جديد. وذكرت مصادر مسؤولة في المؤتمر الشعبي أن الرئيس صالح كان معترضاً على اختيار اللواء محمد ناصر وزيراً للدفاع، إلا أن عبدربه منصور أصر على ترشيحه. وفي مقابلة صحفية أبدى اللواء محمد ناصر تفاؤله بتحقيق تقدم في نقل السلطة في اليمن، وقال في المقابلة: أستطيع أن أقول الآن ووفقاً لذلك إن مرحلة الصراعات قد انتهت، وإن اليمن وشعبه قد بدأ يولج مرحلة جديدة تسود فيها قيم المحبة والتسامح والسلام والبناء والتنمية. تصريح توافقي كهذا من شأنه تعرّض وزير الدفاع إلى انتقادات لاذعة من صقور المؤتمر، وربما بحسب محللين سياسيين كانت وراء محاولة الاغتيال الأخيرة.. على اعتبار أن كلام الوزير كان قد سبقه قناعة ذاتية منه بإحداث التغيير المنشود في اليمن والإسهام فيه بفاعلية. هذا وكان وزير الدفاع قد تعرّض في ال 27 من سبتمبر 2011م تمام ال 11 والنصف ظهراً لمحاولة اغتيال؛ حيث سمع في محيط واسع من محافظة عدن دوي انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبه في منطقة جولد مور بمديرية التواهي عدن أثناء خروجه من نفق القلوعة المؤدي إلى الساحل الذهبي في محاولة ثانية لاغتياله خلال شهرين، الانفجار أسفر عن إصابة 7 جنود في السيارة الأولى من موكب الوزير، وكان هو في السيارة الثانية وأصيب بجراح. وقالت وزارة الدفاع على موقعها في شبكة الإنترنت: إن سيارة مفخخة انفجرت أثناء مرور موكب وزير الدفاع، وأدت إلى إصابة عدد من حراسه ومصرع الانتحاري الذي فجر السيارة المفخخة، واتهم الموقع عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة بالوقوف خلف الحادثة..وفي ال 30 من أغسطس نجا وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد من محاولة اغتيال استهدفته عندما كان في طريقه بين عدنوزنجبار أدت إلى قتل 2 من حراسه وإصابة 2 آخرين عندما انفجر لغم أرضي في طريق موكب الوزير أثناء قيامه بزيارة الوحدات العسكرية المرابطة على مشارف زنجبار. من جانبه استبعد الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمد صالح الصومعي وقوف تنظيم القاعدة وراء محاولة الاغتيال التي تعرّض لها وزير الدفاع، مؤكداً أن نظام الرئيس صالح هو المستفيد الأول من وزارة الدفاع باتهام تنظيم القاعدة المفترض في الوقوف وراء العملية، كما أكد أن تنظيم القاعدة المفترض يدرك بأن موقع وزير الدفاع في نظام صالح عبارة عن موقع شرفي ليس لديه أية مسؤوليات ذات قيمة عسكرية أو سلطوية؛ لكون الوضع العسكري في اليمن يدار عبر خمس مناطق عسكرية مستقلة، لا تمتثل لتوجيهات وزير الدفاع، بالإضافة إلى وجود تكوينات عسكرية أخرى لا تمتثل لوزير الدفاع كتكوينات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، ما يعني بأن الدور المناط بوزير الدفاع غير ذي أهمية في المشهد العسكري. 6 احتمالات أوردها الصومعي حول من المستفيد من اغتيال وزير الدفاع أبرزها: وقوف قائد المنطقة الجنوبية اللواء مهدي مقولة تجاه ذلك؛ لأسباب عديدة منها أن مقولة معروف بأن لديه سوابق في استخدام هذه الأساليب في التعامل مع خصومه، وقد كان الخلاف واضحاً بينه وبين الوزير ومعلناً، نظراً لاختلافهما في طريقة إدارة الأزمة في أبين ولأسباب أخرى أوصلت العلاقة بينهما إلى حد القطيعة. كما أكد الصومعي أن نظام صالح وعائلته يعتبر الأقوى احتمالاً، خصوصاً وأن الحادث جاء في هذا التوقيت الدقيق بعد عودة الرئيس صالح من العلاج، الذي قال بأنه جاء لتصفية بعض الملفات العالقة والخطيرة وعلى رأسها ملف المسلحين في أبين، مشيراً إلى أن الحادث يهدف إلى خلط الأوراق وتوجيه رسالة واضحة إلى العالم حول خطر القاعدة، ومن ضمن الاحتمالات التي أوردها الصومعي احتمال أن يكون الوزير نفسه من دبّر الحادث بهدف تسويق أجندة خاصة به وترتيب بعض الأوراق بمعية نائب الرئيس.