بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البعثات الدبلوماسية تحتاج إلى تقييم يتناسب مع أولويات السياسة الخارجية لليمن
عبدالعزيز المخلافي الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية ل«الجمهورية»:

السفير عبدالعزيز عثمان المخلافي الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية ومقرها برلين يستعرض في حديث ل«الجمهورية» الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات اليمنية الألمانية ودور المغترب في تحقيق النهوض التنموي ومواكبة التغيير والإسهام في بنا ء الدولة اليمنية الحديثة ومتطلبات مواجهة التحديات الاقتصادية.. فالي نص اللقاء:
^^.. كم يبلغ حجم الجالية اليمنية في ألمانيا وما هي أهم الأنشطة التي يزاولونها؟ وما الذي يميز الجالية اليمنية في أوروبا عن الجاليات الأخرى وكيف هي علاقتها بأبناء الجاليات العربية هناك؟
أشكر لكم أستاذ عبدالله التواصل ودعني أولاً من خلال متابعاتي للشأن اليمني أن أشير إلى أن هناك رؤية جديدة لوسائل الإعلام قد بدأت في التبلور. وأجد في جريدة «الجمهورية» بداية خطوات الريادة في هذا الاتجاه.
عودة إلى السؤال: الجالية اليمنية في ألمانيا حديثة العهد تكونت من خلال استقرار بعض اليمنيين الذين قدموا إلى ألمانيا للدراسة منهم الطبيب ومنهم المهندس وما عدا ذلك هناك استثناءات محدودة لبعض اليمنيين هاجروا إلى ألمانيا لأسباب اقتصادية واستقروا هناك والعدد الإجمالي للجميع لا يتجاوز الثلاثة آلاف معظمهم من الطلاب.
ألمانيا بلد يسود فيها التسامح والحريات، الجميع سواسية أمام القانون مواطنين كانوا أم أجانب وبالتالي لا يوجد ما يعكّر صفوّ إقامة اليمنيين أو سواهم في المجتمع وبالذات فيما يتعلق بالمحافظة على الثقافة الأصلية أو ممارسة العقائد الدينية.
دعنا نحدد أكثر، وفقا لخبراتي وتقديري الشخصي هناك أربعة أنواع من الجاليات اليمنية في الخارج تتمثل الأولى منها في الجاليات التي تواجدت مبكراً في بعض دول أفريقيا ودول جنوب شرق آسيا وأصبح هناك ما يمكن الحديث عن مجتمعات محلية ذات أصول يمنية لكنها رغم مئات السنين لاتزال على ارتباط وثيق باليمن. المجموعة الثانية هي تلك المتواجدة في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وهي جالية تمثل شرائح المجتمع اليمني بكامله. النوع الثالث هي تلك الجاليات التي تكونت مع تواجد الإمبراطورية البريطانية في أجزاء من اليمن وبالذات عدن وعلى ضوئها تشكلت تجمعات يمنية في بعض المناطق الصناعية في بريطانيا ويمكن أن نتحدث هنا عن هجرة مشابهة لها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. أما النوع الرابع فهو الذي نشأ عبر البعثات الدراسية اليمنية لذلك نجد اليوم تجمعات يمنية منتشرة في كثير من دول العالم لكنها ليست بالكبيرة، وأستطيع أن أصنف الجالية اليمنية في ألمانيا ضمن هذه المجموعة. طبعا تختلف ظروف الجاليات اليمنية من بلد إلى آخر لكن ما يميز اليمنيين بصفة عامة هو الترابط والتواصل في المجتمع الذي يقيمون فيه والانتماء إلى الوطن الأم. وبحكم البعدين الثقافي والديني هناك تواصل بين الجاليات العربية والإسلامية لكنه يبقى في إطار محدود، حيث إن أعداد اليمنيين المقيمين في ألمانيا كما أشرت سابقاً ليست بالكثيرة.
^^.. ما هي العلاقة بين الجالية والهيئات الدبلوماسية من جهة والحكومة الألمانية من جهة أخرى؟ كما تعتبر ألمانيا أهم المانحين لليمن ما دور الجالية في تعزيز ذلك؟
أثرت سؤالاً هاماً يرتبط بوضعي المهني. لقد احترفت العمل الدبلوماسي عن وله وعشق وأجد نفسي في هذا الوسط منذ ربع قرن في محطات متوالية في وزارة الخارجية، البعثات الدبلوماسية في الخارج وفي العمل العربي المشترك الذي أمارسه حالياً. أجد نفسي أقوم بالدورين معاً. فأنا بحكم المهنة سفير بوزارة الخارجية وبحكم الوظيفة الحالية أمينا عاما لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية أمثل الجانب العربي في هذه المؤسسة الهامة وفي نفس الوقت صلتي باليمنيين المقيمين في ألمانيا وفي بلدان أخرى وبالذات في المملكة العربية السعودية وثيقة بحكم عملي السابق في القنصلية العامة في جدة في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي وعملي حتى منتصف العام 2000 في سفارة الجمهورية اليمنية في بون. لذلك أجد نفسي عاطفياً قريباً جداً للجانبين الجالية اليمنية والعربية من جهة والعمل الدبلوماسي الذي لم تنقطع صلتي به في عملي الجديد حيث إنه مكمل لعمل جميع السفارات العربية في ألمانيا في المجال الاقتصادي. دعني أذهب في الإجابة على السؤال من زاوية أشمل تتعلق بالرؤية الشاملة للعمل الدبلوماسي ودور البعثات الدبلوماسية في الخارج التي بدون شك تحتاج إلى مراجعة وتقييم يتناسب مع أولويات السياسة الخارجية لليمن في هذه المرحلة سواء ما يتعلق منها بالعلاقات مع الدول الأخرى أو مع الجاليات اليمنية في الخارج ولا يراودني أدنى شك أن هذا الطموح يشاطرني فيه الكثير من الزملاء في السلك الدبلوماسي اليمني.
وحول العلاقات مع ألمانيا أستطيع التحدث هنا ليس فقط من منظور المساعدات التنموية التي قدمتها وتقدمها ألمانيا لليمن حالياً وإنما أيضا عن توجّه عاطفي إيجابي من الشعب الألماني نحو اليمن. هذه حقيقة واقعه تجسدت منذ أربعة قرون حيث زار هانس فيلد من مدينة نورنبيرج العام 1606م الساحل اليمني ونشر في العام 1613م كتاباً ضمنه انطباعاته عن هذه الزيارة إلى الرحلات الاستكشافية للباحثين والمؤرخين الألمان بدءاً من كريستيان نيبور الذي وصل اللحيّة في ديسمبر 1762 مروراً بمحطات سياسية وثقافية هامة في تاريخ البلدين تجسدت في تكريم واستضافة اليمن لإحدى السفن الحربية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية كأول دولة عربية بعد حرب 1967 و إقامة معرض (اليمن ثلاثة آلاف عام حضارة وثقافة) في ميونخ العام 1987 وصولا إلى المحطة الهامة في تاريخ البلدين والمتمثلة في إعادة تحقيق وحدتيهما في عام 1990. الشعب الألماني شغوف بالتعرف على الثقافات الأخرى واليمن استقبلت سابقا عشرات الآلاف من السياح الألمان ويؤلمني كثيرا ما حدث من تراجع للسياحة الألمانية إلى اليمن خلال السنوات الماضية. شخصيا أجد نفسي صلة وصل بين ثقافتي الأصلية التي أعتز بها وثقافتي الألمانية التي اكتسبتها وأهديتها أجمل سنوات عمري منذ ما يقارب العشرين عاماً.
^^.. أين هو المغترب اليمني في ألمانيا خاصة وفي أوروبا من الشأن اليمني الداخلي؟
اليمني في الخارج يعيش بشكل عام في خضم الحدث في اليمن واكب ثورة التغيير السلمي في مراحلها الأولى واستمر ولا يزال. السبب منطقي وبديهي لأن البعيد عن بلده يرغب ويأمل أن يرى اليمن يأخذ طريقه بين الأمم عزيزا كريما. الطلاب والمقيمون في ألمانيا واكبوا الثورة السلمية في الداخل بإرادة صلبة وكان لهم دور بارز في إيصال رسالة إرادة التغيير إلى المجتمع الألماني.
^^.. كدبلوماسي وسياسي كيف تقرأ الوضع السياسي في اليمن وما توقعاتك لمستقبله؟
التحديات ليست بالسهلة لكني متفائل. اليمن من جانب يعيش أزمة وجود وفي نفس الوقت بلد تمتد حضارته لآلاف السنين وفيه تكمن جذور الحكمة. اليمن ليست عقيمة أرضا أو إنساناً.
انظر إلى جبل صبر الشاهق من حولك وسترى كيف سخر اليمني التضاريس الصعبة إلى أماكن للحياة والعمل. أتألم كثيرا وأنا أرى أبناء بلدي على هذا الوضع فغباء السياسة وسوء الإدارة أوصل اليمن إلى ما هي عليه. صحيح أن هناك شحاً في الموارد الطبيعية مقارنة بدول الجوار لكن اليمن غنية بأبنائها غنية ببعدها الثقافي والحضاري والإنساني. اليمن مع الأسف لم تكن محظوظة في الحكم الرشيد على مدى عقود وإذا ما أردنا التعمق في التاريخ يصبح الحديث عن قرون من الزمن. الرؤى الضيقة للحكم في اليمن أوصلت هذا البلد الكريم والعريق إلى ما هو عليه. اليمن ستكون بخير إذا توافرت الرؤية الصحيحة للحكم. من غير المقبول استمرار هذه الأوضاع والبلد بحاجة إلى رؤية سياسية مختلفة. اليمن في أمس الحاجة إلى نظام سياسي يحترم ويستوعب الجميع.
^^.. العام 1990م شهد توحيد شطري ألمانيا الشرقي والغربي وهو ذات العام الذي شهد توحد شطري اليمن، ما هي أسباب نجاحات الوحدة الألمانية مقارنة بالوحدة اليمنية؟
الظرف التاريخي عام 1990م كان في صف اليمن كما كان في صف ألمانيا. ألمانيا استفادت من هذه الفرصة التاريخية الفارقة وسخرتها لمصلحة الشعب الألماني. مع الأسف هذا لم يحدث في اليمن. الحكم في اليمن تعامل مع الوحدة من منظور مختلف لذلك كانت النتائج جد متباينة.
لا مجال للمقارنة لأن القائمين على الحكم في اليمن أضاعوا فرصة تاريخية لبناء دولة. الإرادة العارمة التي رافقت إعادة تحقيق الوحدة اليمنية لم يتم التعامل معها سياسيا وفقا لرؤية الدولة.
^^.. الاقتصاد اليمني يعاني من مشاكل عدة بحسب المختصين ما هي أهم التحديات من وجهة نظركم؟
التحديات عديدة منها هيكلية مرتبطة بعمل القطاع الخاص والقطاع الحكومي ومنها أمنية ومنها مرتبطة ببيئة العمل بالإضافة إلى سوء الإدارة والفساد والمحسوبية. دعنا نعرف الأشياء بماهيتها لأن المغامرات في السياسة نالت من كل القيم الصحيحة في المجتمع اليمني حتى الاقتصاد الرعوي والحرفي تم القضاء عليه والمحاولات لبناء نظام اقتصادي خدمي استخراجي صناعي يعيش في حالة تخبط وينال منه الفساد وعدم الاستقرار. مع الأسف أزمة القيم رافقتها تشوهات ثقافية فرضت نفسها مع الأسف حتى على قطاع واسع من المثقفين ومنهم العاملين في مجال الاقتصاد. اليمن على مدى عقود ظلت بدون رؤية لبناء الاقتصاد الوطني، والمحاولتان اللتان حدثتا في شمال اليمن منتصف السبعينيات وبدابة الثمانينيات وئدتا مبكرا ولم يكتب لهما النجاح. في جنوب اليمن لم يكن الحال أكثر ورديا فقد تحولت عدن من مركز تجاري تحتضن أهم الموانئ في المنطقة وفي العالم إلى مركز للجدل الفكري السياسي الغريب عن اليمن. هكذا كان المنطلق إلى دولة الوحدة التي لم تشهد الاستقرار إلى اليوم. وبلغة الأرقام وعلى سبيل المقارنة الناتج المحلي الإجمالي لمملكة البحرين أكبر منه في اليمن. طبعا لمن لا يعرف كثيرا عن مملكة البحرين هي دولة جزيرة مساحتها 712 كيلومتراً مربعاً ويسكنها أكثر من مليون نسمة لكن يوجد فيها أكبر مصنع للألمونيوم في المنطقة والعديد من الصناعات المرتبطة بصناعة الألومنيوم والصناعات الأخرى وينشط فيها حوالي 600 بنك ومؤسسة مالية عالمية والناتج المحلي للبلد يزيد عن 30 مليار دولار سنويا. الاقتصاد اليمني مع الأسف يعمل دون طاقاته الكامنة.
لا توجد صناعة، السياحة توقفت، فرص اليمنيين في الهجرة والعمل في دول الجوار تضاءلت بسبب المغامرات السياسية والطفرات الاقتصادية المتوالية في دول الجوار حدثت في غياب يمني كامل. انعدام الرؤية السياسية وسوء الإدارة وضعف التعليم والفساد عوامل أدت إلى وصول الأوضاع إلى ما هي عليه.
^^.. ما هو دور المغترب اليمني في تعزيز اقتصاد بلاده؟ ما أكثر ما يعيق المستثمر عن الاستثمار في بلده ويذهب به للاستثمار في بلدان أخرى؟
أسهم المغتربون وبالذات في دول الجوار الإقليمي في المحافظة على الحدود الدنيا من الإسهام في دعم الاقتصاد اليمني في اتجاهين: الأول عبر التحويلات من العملات الصعبة التي حافظت على استقرار الريال اليمني وفي الاستثمار المباشر وتوفير فرص العمل في الداخل مع أن أغلب هذه الاستثمارات اتجهت إلى القطاع العقاري والتجاري. علاوة على ذلك تسهم تحويلات المغتربين في الحد من الفقر إذ ترتفع نسبة الإعالة في المجتمع اليمني إلى نسبة كبيرة لا نظير لها عالميا. أما فيما يتعلق بعوائق الاستثمار فهي كثيرة منها ما هو بنيوي يتعلق بعدم وجود رؤية واضحة للقطاعات الاقتصادية الواعدة ومنها ما يتعلق بمخرجات سوق العمل. خذ على سبيل المثال: اليمن بلد فقير ومن يعيشون تحت خط الفقر نسبة تفوق ال50 بالمائة ونسبة البطالة هي في أعلى معدلات لها بين دول العالم وإذا جاءت شركة أجنبية إلى اليمن لا تجد متخصصين للعمل في السوق اليمنية سواء في مجال الإنتاج أو حتى في مجال الخدمات. الاقتصاد اليمني يشهد مشكلة بنيوية كبيرة. هناك العديد من الجامعات لكنها مع الأسف تخرج عاطلين إلى سوق العمل ينتظرون لسنوات طويلة حتى تنالهم فرصة عمل. لا يمكن أن يأتي استثمار الى اليمن والوضع على هذا الحال فما بالك في الوضع الذي نحن عليه حاليا من اختلالات أمنية. سمعة اليمن مع الأسف تشوهت ونحتاج إلى سنوات طويلة من العمل الدؤوب.
^^.. كاقتصادي ما هي مجالات التنمية المطلوبة في البلد برأيكم وما هي أولويات الإنفاق الحكومي في اليمن؟
أشرت سابقا إلى أنه مع الأسف لا توجد رؤية في اليمن. الحكومات المتتالية تخصصت في معالجة المشكلات الطارئة ولم تتبنَّ رؤية واضحة للتنمية. الخطط الخمسية المتتالية أضحت ملفات وأوراقاً في أرشيف الوزارات والمؤسسات المختلفة. كم أتألم عندما أسمع وأشاهد الأوضاع الاقتصادية المتردية في اليمن. اذهب إلى أبو ظبي أو إلى قطر أو إلى الرياض واسمع عن خطط هذه الدول ورؤيتها لبناء الإنسان وإعمار الأرض واسمع عن رؤى للعام 2030 و2040 وأهلنا في اليمن يدمرون محطات الكهرباء ويتقطعون في الطرق ويختطفون السياح. لن أذهب بعيدا خذ عدن كمنطقة حرة وميناء على سبيل المثال. لم يحدث شيء منذ العام 1990 سوى الاستيلاء على الأراضي وقضايا الفساد الواحدة بعد الأخرى. مدينة بشهرة عدن تجاريا وموقعها الجغرافي أصبحت بعيدة عن المنافسة. السفن تحتاج إلى أيام حتى تعرج على صلالة في سلطنة عمان التي أنشئت كميناء حديث للشحن والتفريغ وأصبحت من أسرع الموانئ نموا في العالم. لن أتحدث عن دبي فهي معروفة للجميع بل عن ميناء جيبوتي على الشاطئ المقابل من عدن وكم أصبح يوفر من فرص عمل ودخل لهذه الدولة. المخا اسم معروف في كل العالم وارتبط اسم الميناء بتصدير البن اليمني ولكن مع الأسف ووفقا لرؤى قاصرة أصبح ميناء لتهريب الممنوعات. هذه هي مآسي الحكم لذلك كانت دعوتي للتغيير والإصلاح منذ سنوات طويلة ولا أخفيك سراً أن غيابي عن اليمن لهذه الفترة الطويلة عائد لهذا الأمر. وعدم الاستجابة، غيابي عن اليمن تعبير عن عدم الرضا وعن الألم الذي وصل إليه هذا الشعب الكريم.
^^.. للأستاذ عبدالعزيز خواطر أدبية كثيراً ما تعبر عن حالة حنينه إلى الوطن والارتباط به.. هل لنا أن نطلع على بعضها؟
لقد أصبت عندما تحدثت عن خواطر، هي فعلا خوطر لكنها محدودة بعضها نثرية والبعض الآخر محاولات شعرية.
ماذا أقول ردّاً على سؤالك وأنا في برلين سوى الحديث عن خاطرة كتبتها بعد أن سادت الفوضى وسالت الدماء وتوقف التعليم قلت فيها:
يقولون إن العبارات تاهت
وأن الفراشات تاهت
وأن الصباح المعطر بالياسمين كثيراً تأخر
....
ويحكون أن المنارات
ودور العبادات
دون إذن الأهالي
خلسة زارها الشر
....
يحكون أن أهل المدينة
حلمهم قد تكسّر..
^^.. ما هي رسالة الأستاذ عبدالعزيز المخلافي لأبناء محافظة تعز؟
ما يقوله المرء لأهله.. حافظوا على مدينتكم وعلى ريادة أبنائها. لقد كنتم جميعاً كما أنتم دائماً في قلب الحدث. أقول لأهلي في تعز حافظوا على الود فيما بينكم لتظل تعز رائدة. لكم كل الحب.
سيرة ذاتية
عبدالعزيز عثمان المخلافي من مواليد 15 سبتمبر 1963م قرية كبيكبان مخلاف تعز، متزوج وله أربعة أبناء وبنت. درس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة صنعاء والدراسات الدبلوماسية في القاهرة والعلوم السياسية في جامعة بون في ألمانيا. التحق بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية وحصل على درجة سفير العام 2004 م. يشغل منذ العام 2000م منصب الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية ومقرها برلين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.