مقتل مواطن برصاص عصابة حوثية في إب    رواية حول الحادث الذي اصيب فيه امين عام نقابة الصحفيين والرواية الامنية ما تزال غائبة    سيتم اقتلاعكم عما قريب.. مسؤول محلي يكشف عن الرد القادم على انتهاكات الحوثيين في تهامة    تحديث جديد لأسعار صرف العملات الأجنبية في اليمن    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    رغم إصابته بالزهايمر.. الزعيم ''عادل إمام'' يعود إلى الواجهة بقوة ويظهر في السعودية    شاهد .. المنشور الذي بسببه اعتقل الحوثيين مدير هيئة المواصفات "المليكي" وكشف فضائحهم    إغلاق مركز تجاري بالعاصمة صنعاء بعد انتحار أحد موظفيه بظروف غامضة    شاهد .. السيول تجرف السيارات والمواطنين في محافظة إب وسط اليمن    محاولة اغتيال لشيخ حضرمي داعم للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي    الحزب الاشتراكي اليمني سيجر الجنوبيين للعداء مرة أخرى مع المحور العربي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    دورتموند يقصي سان جرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    احتجاجات للمطالبة بصرف الراتب في عدن    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البعثات الدبلوماسية تحتاج إلى تقييم يتناسب مع أولويات السياسة الخارجية لليمن
عبدالعزيز المخلافي الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية ل«الجمهورية»:

السفير عبدالعزيز عثمان المخلافي الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية ومقرها برلين يستعرض في حديث ل«الجمهورية» الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات اليمنية الألمانية ودور المغترب في تحقيق النهوض التنموي ومواكبة التغيير والإسهام في بنا ء الدولة اليمنية الحديثة ومتطلبات مواجهة التحديات الاقتصادية.. فالي نص اللقاء:
^^.. كم يبلغ حجم الجالية اليمنية في ألمانيا وما هي أهم الأنشطة التي يزاولونها؟ وما الذي يميز الجالية اليمنية في أوروبا عن الجاليات الأخرى وكيف هي علاقتها بأبناء الجاليات العربية هناك؟
أشكر لكم أستاذ عبدالله التواصل ودعني أولاً من خلال متابعاتي للشأن اليمني أن أشير إلى أن هناك رؤية جديدة لوسائل الإعلام قد بدأت في التبلور. وأجد في جريدة «الجمهورية» بداية خطوات الريادة في هذا الاتجاه.
عودة إلى السؤال: الجالية اليمنية في ألمانيا حديثة العهد تكونت من خلال استقرار بعض اليمنيين الذين قدموا إلى ألمانيا للدراسة منهم الطبيب ومنهم المهندس وما عدا ذلك هناك استثناءات محدودة لبعض اليمنيين هاجروا إلى ألمانيا لأسباب اقتصادية واستقروا هناك والعدد الإجمالي للجميع لا يتجاوز الثلاثة آلاف معظمهم من الطلاب.
ألمانيا بلد يسود فيها التسامح والحريات، الجميع سواسية أمام القانون مواطنين كانوا أم أجانب وبالتالي لا يوجد ما يعكّر صفوّ إقامة اليمنيين أو سواهم في المجتمع وبالذات فيما يتعلق بالمحافظة على الثقافة الأصلية أو ممارسة العقائد الدينية.
دعنا نحدد أكثر، وفقا لخبراتي وتقديري الشخصي هناك أربعة أنواع من الجاليات اليمنية في الخارج تتمثل الأولى منها في الجاليات التي تواجدت مبكراً في بعض دول أفريقيا ودول جنوب شرق آسيا وأصبح هناك ما يمكن الحديث عن مجتمعات محلية ذات أصول يمنية لكنها رغم مئات السنين لاتزال على ارتباط وثيق باليمن. المجموعة الثانية هي تلك المتواجدة في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وهي جالية تمثل شرائح المجتمع اليمني بكامله. النوع الثالث هي تلك الجاليات التي تكونت مع تواجد الإمبراطورية البريطانية في أجزاء من اليمن وبالذات عدن وعلى ضوئها تشكلت تجمعات يمنية في بعض المناطق الصناعية في بريطانيا ويمكن أن نتحدث هنا عن هجرة مشابهة لها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. أما النوع الرابع فهو الذي نشأ عبر البعثات الدراسية اليمنية لذلك نجد اليوم تجمعات يمنية منتشرة في كثير من دول العالم لكنها ليست بالكبيرة، وأستطيع أن أصنف الجالية اليمنية في ألمانيا ضمن هذه المجموعة. طبعا تختلف ظروف الجاليات اليمنية من بلد إلى آخر لكن ما يميز اليمنيين بصفة عامة هو الترابط والتواصل في المجتمع الذي يقيمون فيه والانتماء إلى الوطن الأم. وبحكم البعدين الثقافي والديني هناك تواصل بين الجاليات العربية والإسلامية لكنه يبقى في إطار محدود، حيث إن أعداد اليمنيين المقيمين في ألمانيا كما أشرت سابقاً ليست بالكثيرة.
^^.. ما هي العلاقة بين الجالية والهيئات الدبلوماسية من جهة والحكومة الألمانية من جهة أخرى؟ كما تعتبر ألمانيا أهم المانحين لليمن ما دور الجالية في تعزيز ذلك؟
أثرت سؤالاً هاماً يرتبط بوضعي المهني. لقد احترفت العمل الدبلوماسي عن وله وعشق وأجد نفسي في هذا الوسط منذ ربع قرن في محطات متوالية في وزارة الخارجية، البعثات الدبلوماسية في الخارج وفي العمل العربي المشترك الذي أمارسه حالياً. أجد نفسي أقوم بالدورين معاً. فأنا بحكم المهنة سفير بوزارة الخارجية وبحكم الوظيفة الحالية أمينا عاما لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية أمثل الجانب العربي في هذه المؤسسة الهامة وفي نفس الوقت صلتي باليمنيين المقيمين في ألمانيا وفي بلدان أخرى وبالذات في المملكة العربية السعودية وثيقة بحكم عملي السابق في القنصلية العامة في جدة في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي وعملي حتى منتصف العام 2000 في سفارة الجمهورية اليمنية في بون. لذلك أجد نفسي عاطفياً قريباً جداً للجانبين الجالية اليمنية والعربية من جهة والعمل الدبلوماسي الذي لم تنقطع صلتي به في عملي الجديد حيث إنه مكمل لعمل جميع السفارات العربية في ألمانيا في المجال الاقتصادي. دعني أذهب في الإجابة على السؤال من زاوية أشمل تتعلق بالرؤية الشاملة للعمل الدبلوماسي ودور البعثات الدبلوماسية في الخارج التي بدون شك تحتاج إلى مراجعة وتقييم يتناسب مع أولويات السياسة الخارجية لليمن في هذه المرحلة سواء ما يتعلق منها بالعلاقات مع الدول الأخرى أو مع الجاليات اليمنية في الخارج ولا يراودني أدنى شك أن هذا الطموح يشاطرني فيه الكثير من الزملاء في السلك الدبلوماسي اليمني.
وحول العلاقات مع ألمانيا أستطيع التحدث هنا ليس فقط من منظور المساعدات التنموية التي قدمتها وتقدمها ألمانيا لليمن حالياً وإنما أيضا عن توجّه عاطفي إيجابي من الشعب الألماني نحو اليمن. هذه حقيقة واقعه تجسدت منذ أربعة قرون حيث زار هانس فيلد من مدينة نورنبيرج العام 1606م الساحل اليمني ونشر في العام 1613م كتاباً ضمنه انطباعاته عن هذه الزيارة إلى الرحلات الاستكشافية للباحثين والمؤرخين الألمان بدءاً من كريستيان نيبور الذي وصل اللحيّة في ديسمبر 1762 مروراً بمحطات سياسية وثقافية هامة في تاريخ البلدين تجسدت في تكريم واستضافة اليمن لإحدى السفن الحربية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية كأول دولة عربية بعد حرب 1967 و إقامة معرض (اليمن ثلاثة آلاف عام حضارة وثقافة) في ميونخ العام 1987 وصولا إلى المحطة الهامة في تاريخ البلدين والمتمثلة في إعادة تحقيق وحدتيهما في عام 1990. الشعب الألماني شغوف بالتعرف على الثقافات الأخرى واليمن استقبلت سابقا عشرات الآلاف من السياح الألمان ويؤلمني كثيرا ما حدث من تراجع للسياحة الألمانية إلى اليمن خلال السنوات الماضية. شخصيا أجد نفسي صلة وصل بين ثقافتي الأصلية التي أعتز بها وثقافتي الألمانية التي اكتسبتها وأهديتها أجمل سنوات عمري منذ ما يقارب العشرين عاماً.
^^.. أين هو المغترب اليمني في ألمانيا خاصة وفي أوروبا من الشأن اليمني الداخلي؟
اليمني في الخارج يعيش بشكل عام في خضم الحدث في اليمن واكب ثورة التغيير السلمي في مراحلها الأولى واستمر ولا يزال. السبب منطقي وبديهي لأن البعيد عن بلده يرغب ويأمل أن يرى اليمن يأخذ طريقه بين الأمم عزيزا كريما. الطلاب والمقيمون في ألمانيا واكبوا الثورة السلمية في الداخل بإرادة صلبة وكان لهم دور بارز في إيصال رسالة إرادة التغيير إلى المجتمع الألماني.
^^.. كدبلوماسي وسياسي كيف تقرأ الوضع السياسي في اليمن وما توقعاتك لمستقبله؟
التحديات ليست بالسهلة لكني متفائل. اليمن من جانب يعيش أزمة وجود وفي نفس الوقت بلد تمتد حضارته لآلاف السنين وفيه تكمن جذور الحكمة. اليمن ليست عقيمة أرضا أو إنساناً.
انظر إلى جبل صبر الشاهق من حولك وسترى كيف سخر اليمني التضاريس الصعبة إلى أماكن للحياة والعمل. أتألم كثيرا وأنا أرى أبناء بلدي على هذا الوضع فغباء السياسة وسوء الإدارة أوصل اليمن إلى ما هي عليه. صحيح أن هناك شحاً في الموارد الطبيعية مقارنة بدول الجوار لكن اليمن غنية بأبنائها غنية ببعدها الثقافي والحضاري والإنساني. اليمن مع الأسف لم تكن محظوظة في الحكم الرشيد على مدى عقود وإذا ما أردنا التعمق في التاريخ يصبح الحديث عن قرون من الزمن. الرؤى الضيقة للحكم في اليمن أوصلت هذا البلد الكريم والعريق إلى ما هو عليه. اليمن ستكون بخير إذا توافرت الرؤية الصحيحة للحكم. من غير المقبول استمرار هذه الأوضاع والبلد بحاجة إلى رؤية سياسية مختلفة. اليمن في أمس الحاجة إلى نظام سياسي يحترم ويستوعب الجميع.
^^.. العام 1990م شهد توحيد شطري ألمانيا الشرقي والغربي وهو ذات العام الذي شهد توحد شطري اليمن، ما هي أسباب نجاحات الوحدة الألمانية مقارنة بالوحدة اليمنية؟
الظرف التاريخي عام 1990م كان في صف اليمن كما كان في صف ألمانيا. ألمانيا استفادت من هذه الفرصة التاريخية الفارقة وسخرتها لمصلحة الشعب الألماني. مع الأسف هذا لم يحدث في اليمن. الحكم في اليمن تعامل مع الوحدة من منظور مختلف لذلك كانت النتائج جد متباينة.
لا مجال للمقارنة لأن القائمين على الحكم في اليمن أضاعوا فرصة تاريخية لبناء دولة. الإرادة العارمة التي رافقت إعادة تحقيق الوحدة اليمنية لم يتم التعامل معها سياسيا وفقا لرؤية الدولة.
^^.. الاقتصاد اليمني يعاني من مشاكل عدة بحسب المختصين ما هي أهم التحديات من وجهة نظركم؟
التحديات عديدة منها هيكلية مرتبطة بعمل القطاع الخاص والقطاع الحكومي ومنها أمنية ومنها مرتبطة ببيئة العمل بالإضافة إلى سوء الإدارة والفساد والمحسوبية. دعنا نعرف الأشياء بماهيتها لأن المغامرات في السياسة نالت من كل القيم الصحيحة في المجتمع اليمني حتى الاقتصاد الرعوي والحرفي تم القضاء عليه والمحاولات لبناء نظام اقتصادي خدمي استخراجي صناعي يعيش في حالة تخبط وينال منه الفساد وعدم الاستقرار. مع الأسف أزمة القيم رافقتها تشوهات ثقافية فرضت نفسها مع الأسف حتى على قطاع واسع من المثقفين ومنهم العاملين في مجال الاقتصاد. اليمن على مدى عقود ظلت بدون رؤية لبناء الاقتصاد الوطني، والمحاولتان اللتان حدثتا في شمال اليمن منتصف السبعينيات وبدابة الثمانينيات وئدتا مبكرا ولم يكتب لهما النجاح. في جنوب اليمن لم يكن الحال أكثر ورديا فقد تحولت عدن من مركز تجاري تحتضن أهم الموانئ في المنطقة وفي العالم إلى مركز للجدل الفكري السياسي الغريب عن اليمن. هكذا كان المنطلق إلى دولة الوحدة التي لم تشهد الاستقرار إلى اليوم. وبلغة الأرقام وعلى سبيل المقارنة الناتج المحلي الإجمالي لمملكة البحرين أكبر منه في اليمن. طبعا لمن لا يعرف كثيرا عن مملكة البحرين هي دولة جزيرة مساحتها 712 كيلومتراً مربعاً ويسكنها أكثر من مليون نسمة لكن يوجد فيها أكبر مصنع للألمونيوم في المنطقة والعديد من الصناعات المرتبطة بصناعة الألومنيوم والصناعات الأخرى وينشط فيها حوالي 600 بنك ومؤسسة مالية عالمية والناتج المحلي للبلد يزيد عن 30 مليار دولار سنويا. الاقتصاد اليمني مع الأسف يعمل دون طاقاته الكامنة.
لا توجد صناعة، السياحة توقفت، فرص اليمنيين في الهجرة والعمل في دول الجوار تضاءلت بسبب المغامرات السياسية والطفرات الاقتصادية المتوالية في دول الجوار حدثت في غياب يمني كامل. انعدام الرؤية السياسية وسوء الإدارة وضعف التعليم والفساد عوامل أدت إلى وصول الأوضاع إلى ما هي عليه.
^^.. ما هو دور المغترب اليمني في تعزيز اقتصاد بلاده؟ ما أكثر ما يعيق المستثمر عن الاستثمار في بلده ويذهب به للاستثمار في بلدان أخرى؟
أسهم المغتربون وبالذات في دول الجوار الإقليمي في المحافظة على الحدود الدنيا من الإسهام في دعم الاقتصاد اليمني في اتجاهين: الأول عبر التحويلات من العملات الصعبة التي حافظت على استقرار الريال اليمني وفي الاستثمار المباشر وتوفير فرص العمل في الداخل مع أن أغلب هذه الاستثمارات اتجهت إلى القطاع العقاري والتجاري. علاوة على ذلك تسهم تحويلات المغتربين في الحد من الفقر إذ ترتفع نسبة الإعالة في المجتمع اليمني إلى نسبة كبيرة لا نظير لها عالميا. أما فيما يتعلق بعوائق الاستثمار فهي كثيرة منها ما هو بنيوي يتعلق بعدم وجود رؤية واضحة للقطاعات الاقتصادية الواعدة ومنها ما يتعلق بمخرجات سوق العمل. خذ على سبيل المثال: اليمن بلد فقير ومن يعيشون تحت خط الفقر نسبة تفوق ال50 بالمائة ونسبة البطالة هي في أعلى معدلات لها بين دول العالم وإذا جاءت شركة أجنبية إلى اليمن لا تجد متخصصين للعمل في السوق اليمنية سواء في مجال الإنتاج أو حتى في مجال الخدمات. الاقتصاد اليمني يشهد مشكلة بنيوية كبيرة. هناك العديد من الجامعات لكنها مع الأسف تخرج عاطلين إلى سوق العمل ينتظرون لسنوات طويلة حتى تنالهم فرصة عمل. لا يمكن أن يأتي استثمار الى اليمن والوضع على هذا الحال فما بالك في الوضع الذي نحن عليه حاليا من اختلالات أمنية. سمعة اليمن مع الأسف تشوهت ونحتاج إلى سنوات طويلة من العمل الدؤوب.
^^.. كاقتصادي ما هي مجالات التنمية المطلوبة في البلد برأيكم وما هي أولويات الإنفاق الحكومي في اليمن؟
أشرت سابقا إلى أنه مع الأسف لا توجد رؤية في اليمن. الحكومات المتتالية تخصصت في معالجة المشكلات الطارئة ولم تتبنَّ رؤية واضحة للتنمية. الخطط الخمسية المتتالية أضحت ملفات وأوراقاً في أرشيف الوزارات والمؤسسات المختلفة. كم أتألم عندما أسمع وأشاهد الأوضاع الاقتصادية المتردية في اليمن. اذهب إلى أبو ظبي أو إلى قطر أو إلى الرياض واسمع عن خطط هذه الدول ورؤيتها لبناء الإنسان وإعمار الأرض واسمع عن رؤى للعام 2030 و2040 وأهلنا في اليمن يدمرون محطات الكهرباء ويتقطعون في الطرق ويختطفون السياح. لن أذهب بعيدا خذ عدن كمنطقة حرة وميناء على سبيل المثال. لم يحدث شيء منذ العام 1990 سوى الاستيلاء على الأراضي وقضايا الفساد الواحدة بعد الأخرى. مدينة بشهرة عدن تجاريا وموقعها الجغرافي أصبحت بعيدة عن المنافسة. السفن تحتاج إلى أيام حتى تعرج على صلالة في سلطنة عمان التي أنشئت كميناء حديث للشحن والتفريغ وأصبحت من أسرع الموانئ نموا في العالم. لن أتحدث عن دبي فهي معروفة للجميع بل عن ميناء جيبوتي على الشاطئ المقابل من عدن وكم أصبح يوفر من فرص عمل ودخل لهذه الدولة. المخا اسم معروف في كل العالم وارتبط اسم الميناء بتصدير البن اليمني ولكن مع الأسف ووفقا لرؤى قاصرة أصبح ميناء لتهريب الممنوعات. هذه هي مآسي الحكم لذلك كانت دعوتي للتغيير والإصلاح منذ سنوات طويلة ولا أخفيك سراً أن غيابي عن اليمن لهذه الفترة الطويلة عائد لهذا الأمر. وعدم الاستجابة، غيابي عن اليمن تعبير عن عدم الرضا وعن الألم الذي وصل إليه هذا الشعب الكريم.
^^.. للأستاذ عبدالعزيز خواطر أدبية كثيراً ما تعبر عن حالة حنينه إلى الوطن والارتباط به.. هل لنا أن نطلع على بعضها؟
لقد أصبت عندما تحدثت عن خواطر، هي فعلا خوطر لكنها محدودة بعضها نثرية والبعض الآخر محاولات شعرية.
ماذا أقول ردّاً على سؤالك وأنا في برلين سوى الحديث عن خاطرة كتبتها بعد أن سادت الفوضى وسالت الدماء وتوقف التعليم قلت فيها:
يقولون إن العبارات تاهت
وأن الفراشات تاهت
وأن الصباح المعطر بالياسمين كثيراً تأخر
....
ويحكون أن المنارات
ودور العبادات
دون إذن الأهالي
خلسة زارها الشر
....
يحكون أن أهل المدينة
حلمهم قد تكسّر..
^^.. ما هي رسالة الأستاذ عبدالعزيز المخلافي لأبناء محافظة تعز؟
ما يقوله المرء لأهله.. حافظوا على مدينتكم وعلى ريادة أبنائها. لقد كنتم جميعاً كما أنتم دائماً في قلب الحدث. أقول لأهلي في تعز حافظوا على الود فيما بينكم لتظل تعز رائدة. لكم كل الحب.
سيرة ذاتية
عبدالعزيز عثمان المخلافي من مواليد 15 سبتمبر 1963م قرية كبيكبان مخلاف تعز، متزوج وله أربعة أبناء وبنت. درس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة صنعاء والدراسات الدبلوماسية في القاهرة والعلوم السياسية في جامعة بون في ألمانيا. التحق بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية وحصل على درجة سفير العام 2004 م. يشغل منذ العام 2000م منصب الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية ومقرها برلين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.