ماعرفناه عن موقعة الجمل التي حدثت في ميدان التحرير بالقاهرة في مصر في شهر يناير من عام2011م هو مانقلته لنا القنوات الفضائية كخبر من أخبار ثورة 25يناير. وهذا لايجعلنا نعيش تفاصيل ماحدث بكل أبعاده المختلفة ونعيش جو ماحدث مثلما عاش من كان جزءاً من الحدث نفسه. لأن ذلك يحتاج إلى من يقترب من ذلك لا كناقل خبر ولكن موثقاً حاذقاً يستطيع أن يغوص في تفاصيل اللحظة ويترجم بشكل فني إخراجي أي كان وثائقي أو درامي شعور من كانوا جزءاً من الحدث على اختلافهم في التفكير وعلى اختلاف أدوارهم في الحدث. وهكذا ماعرفناه من المصريين في التعامل مع مثل هذه القضايا التاريخية وفعلاً فقد ذهب المصريون في أكثر من عمل فني مختلف إلى تناول كل جوانب ثورة 25فبراير بل ذهب البعض إلى عمل فني سينمائي يتناول واقعة الجمل وهذا العمل ينافس هذا الأسبوع في مهرجان كان السينمائي 2012م وهذا مايحز في نفسي ونحن نقترب من أهم أحداث أو محطات الثورة الشبابية السلمية اليمنية بعد مرور عام عليها ولم نر أي عمل يوثق محرقة ساحة الحرية بتعز بالشكل الذي يرتقي بكل جوانب العمل الفني التوثيقي إلى مستوى وبشاعة وصورة ما حدث. وهذا الكلام ليس انتقاصاً ممن قاموا بعمل وثائقي عن المحرقة من قبل فهو جهد رائع لكن ليس بالمستوى الفني الإخراجي الذي نستطيع أن نقول عليه أوجز الحدث وهذا طبعاً ليس إلا نقصاً في الإمكانات الفنية والكوادر الإخراجية لا إلى القدرة الكتابية في ترجمة المشهد بحس إنساني عالي. أنني أجد غصة تخنق أنفاسي حين يحل تاريخ الحقد الأسود على تعز(محرقة ساحة الحرية ولم نستطع إلى الآن تنفيذ مشروع فني كبير على أقل تقدير توثيق بالمعنى الذي يجعل العالم يعيش تفاصيل اللحظات المؤلمة التي عاشتها تعز وأبناؤها في ساحة الحرية. ونبض الدموع والهتاف الذي عاشته ساحة الحرية.. ويجسد الشعور الإنساني الثوري الذي عاشه الجميع في تلك الليلة ..إننا بحاجة إلى من يقوم بعمل فني توثيقي يستطيع أن يجسد حرارة الدموع التي ذرفها صديقي وهو يبكي صباح ليلة المحرقة وهو يقف على أطلال سوداء إلتهمت نار الأخدود أو الحقد الأسود شباب تعز في خيامهم العامرة بأغاني الوطن.