استقبل الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية أمس المفوّض الإقليمي لشؤون الشرق الأدنى والأوسط ومنطقة المغرب في وزارة الخارجية الاتحادية الألمانية بوريس روقه الذي وصل إلى صنعاء في زيارة لليمن تأتي في إطار دعم ألمانيا للتسوية السياسية التاريخية في اليمن وفقاً لمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014. وفي اللقاء رحّب الأخ الرئيس بالوفد، مشيراً إلى أن العلاقات اليمنية - الألمانية وطيدة وتاريخية منذ أمد بعيد. وأشاد بما تقدّمه ألمانيا من مساعدات ودعم لليمن في مختلف المجالات التنموية خصوصاً ما يتصل منها بالبنى التحتية. وتناول الأخ الرئيس طبيعة سير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وترجمتها على أرض الواقع وفقاً للجداول الزمنية. وأكد في هذا الصدد أنه لابد من المضي إلى الأمام بكل قوة وذلك من أجل إخراج اليمن من الظروف والأزمة التي طحنت الأخضر واليابس خصوصاً منذ مطلع العام الماضي 2011. واعتبر الأخ رئيس الجمهورية أن مساعدة ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية ودول الخليج قد جنّبت اليمن ويلات الانزلاق إلى مهالك الحرب والانقسام.. وقال: إن اليمن عانى أشد المعاناة من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتم التغلب على الأزمة السياسية بتشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية في 21 من فبراير الماضي والتي اختار فيها الشعب طريق الخلاص من الأزمات والمضي صوب الوئام والسلام والوفاق على أساس حدّدت مضامينه التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية. وأضاف الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي: “إننا اليوم على موعد مع إنجازات وطنية كبيرة تحدّد إطار المستقبل المنشود وفقاً للحكم الرشيد من أجل العدالة والحرية والمساواة وصنع المستقبل المنشود”. وشدّد الأخ الرئيس على أن المسألة الاقتصادية هي لب المشكلة، وما يزيد ذلك تفاقماً هو الاعتداء على منشآت البنى التحتية وخاصة أنبوب النفط والإمدادات الكهربائية. ونوّه بالأهمية القصوى لمساعدة اليمن الآن من أجل تلافي التطورات السلبية التي تؤثر على حياة الناس معيشياً واقتصادياً واجتماعياً. وتحدّث الأخ الرئيس عمّا خلّفه العمل الإرهابي في اليمن الذي اكتوى بنار الإرهاب منذ زمن.. وقال: “الاستثمار والسياحة والصناعة والاستخراجات النفطية الغازية كلها تأثرت تأثراً بالغاً من الأعمال الإرهابية”.. وأكد أنه لابد من الخلاص من هذا الداء الخبيث، داعياً إلى التعاون في هذا المجال وبما يعزّز جهود اليمن في محاربة الإرهاب العدو المشترك للعالم والذي لا يوقفه كابح أو حدود أو دين أو أخلاق. وطلب الأخ الرئيس من المسؤول الألماني نقل تحاياه وتقديره للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ووزير الخارجية الألماني. من جانبه قدّم المفوض الإقليمي لشؤون الشرق الأدنى والأوسط ومنطقة المغرب في وزارة الخارجية الاتحادية الألمانية تعازي ألمانيا الاتحادية في استشهاد اللواء البطل سالم علي قطن الذي نالته يد الإرهاب والغدر يوم أمس الأول، وكذلك العزاء موصول في استشهاد العديد من الجنود في ميدان السبعين يوم 21 مايو الماضي بعملية إرهابية غادرة أودت بحياة جنود شباب أبرياء دون ذنب. وأشار المسؤول الألماني إلى أن ألمانيا ستعمل على دعم اليمن حتى خروجه من الأزمة ونجاح المرحلة الانتقالية بكل متطلباتها، مشيراً إلى أن اللجنة الوزارية التي تبحث التعاون المشترك ستنعقد في ألمانيا الشهر القادم وستناقش المزيد من برامج التعاون وتقديم المساعدات اللازمة لليمن في مختلف المجالات.. وقال: إن الحل السياسي في اليمن مثّل نموذجاً رائعاً يجب أن يكون محل التزام وتقدير الجميع وذلك من أجل مصلحة اليمن العليا وخروجه إلى آفاق التطوّر والنماء. حضر اللقاء مسؤولة اليمن في الخارجية الاتحادية الألمانية قودرون مسلوخ وسفير جمهورية ألمانيا في اليمن هولقر قرين ونائب السفير فيليب هولتسابفل.