سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المراكز الصيفية.. مُتنفس الإبداع ..! في رحى ميزانيتها الضئيلة يتربع الكبار.. ليصبوا عليها جم حرمانهم.. إعاشات المدرسين منهوبة.. وسلم التحفيز لا يرتقي إلى مستوى "الإبداعات الطلابية".. وغير ذلك كثير..!
في العطلة الصيفية تتوحد هموم الطلاب.. يتجه الكثير منهم إلى أماكن التسلية والترفيه, تاركين خلف ظهورهم (الكتاب والكرّاس) حتى حلول عام جديد, غاضتني تلك الكلمات التي تشير إلى أن يكون (البلياردو, والبلاي استيشن) صديقا ملازما يمضي الكثير فيه وقته دون تراجع أو ملل, بينما المراكز الصيفية متنفس حر للإبداعات ودورها مشرق ومفيد.. ومرتعاها يانع يستحق الانتباه، يتوافد إليها الطلبة لإمضاء الأربعين يوما في سبيل التعلم, فدورها المشرق في نشر الثقافة الإسلامية المحضة في جميع البقاع, تتربع أماكنها حيث يتوارد إليها الطلبة برغبة ملحة لتعيش تلك اللحظات الموسمية التي تستهل من العام إلى العام.. ميزه خاصة - من منتدى تعز الثقافي كانت نقطة الانطلاق حيث تعج بالطلبة.. على خلاف بقية المراكز التابعة لمكتب الأوقاف من (جبل صبر, وشرعب وشمير)، هالني فيها تواجد الطلبة في مكان ضيق رغم الحشود المنسلخة إليها, كانت بالفعل مشكلة تمنع الزخم الطلابي بأن يقيموا في مكان صغير, لا يمتلك مساحة كافية ليستوعب فيها عدد أكبر من الطلاب, تبقى المشكلة نفسها تتجدد كل عام.. حيث يضطر البعض للخروج من هناك وعلى وجناتهم الغضب كدليل حب البقاء بصرح خصب بالعلوم الشرعية, لاسيما مميزاته الخاصة التي يتسم بها من السكن والأكل والشرب لحساب فاعلي الخير، بينما المراكز الأخرى لا يتوفر فيها شيء غير تدريس وبأجور قليلة. - في سياق تلك المعاناة التي أضحى في زواياها مدرسون وطلاب, قادتنا - أيضا- منعطفات جبل صبر إلى أحد مراكز الدورة الصيفية التي تتربع في (قرية السلف) عزلة سيعة، وما يعتصرها من ألم لوعود زائفة تركت بصمة من الإحراجات عند كثير من أهالي القرية, لا سبيل للخلاص منها غير تفنيد المركز وإلغائه من قبل الأهالي.. - يقول شكري صادق وهو أحد أهالي القرية موضحا جعجعة الوعود الزائفة التي مرت بها وجوه الأهالي بالإحراجات من المدرسين الذين يعملون في المركز لحساب المكتب “حسب الوعد” لم تصرف إعاشتهم بعد بذل الجهد بتدريس أبنائهم التي هم بأمسّ الحاجة لها ف”الحاجة أصل المذلة “، تكفلوا في الأكل والشرب وضيافتهم كل يوم عند أحدهم حتى ملئت وجناتهم بالإحراج من (المرمطة) التي يتعرض لها المدرسون, كانت المأساة بديل مقابل يتلقفونها من المكتب عند صرف (2500) لكل مدرس لا تكفي مصاريف العودة للبيت وبجهود ذاتية قام أهالي القرية بجمع الفلوس.. ما يكفل عودة المدرسين إلى مسقط رأسهم يضيف الطيب: بصمة من الإحراجات التي أوقعتها الوعود حالت بيننا والمدرسين, وتسببت بإلغاء المركز من قبيل الأهالي جراء الخداع والكذب فشراء الكتب للطلاب وإعاشات المدرسين وتكريم المتفوقين كان كله على عاتق الأهالي لا شيء غير الاسم والشهرة من صنيع الأوقاف.. لا ترد ميت - على حد أدنى فالمراكز تحتاج للرعاية والاهتمام بعيداً عن تلك المغالطات التي يتقنها الجميع.. فخلال العام المنصرم باتت أجور العاملين في (كروش) المشرفين عليها وبمعنى أشمل “ مقبرة لا ترد ميت”.. نمت كيناتها من الحرام.. فبدلاً من أن يعطى الأجير حقه قبل أن يجف عرقه, يبقى همها الوحيد كيف تورد معاشات المدرسين إلى ملعب (المشاطرة )..! من مبلغ بسيط لا يفي باحتياجات بسيطة (20000) ريال يساوم عليها من مسئول إلى آخر ريال وإذا تبقت (2000) ريال يحبرون بها الورق ويضيفون الصفر إليها ويتناسون التي “كلفتوها” للجيب, يصفها البعض بأنها (قسمة ضيزى) استحوذت على الصفر الأكثر أهمية، وضحايا الاحتيال كثر.. - مصطفى الشرعبي أحد مدرسي المركز الصيفي يحكي ما حدث خلال العام المنصرف قائلا: بعد انتهاء الدورة الصيفية ذهب ليستلم حقوقه والتي حددت (20000) ريال وقد اعتمدت من الوزارة لكل مركز صيفي (200.000) ريال وعند وصوله فوجئ بتقليصها إلى (2000) رفض استلامها ناقصة إلا أن يعطى جميع حقوقه, قضاها معاملة كما يقتضي الحال حتى يسترد ما اختلسه العاملون عليها لكن بالنهاية” لُهطت” ولم يستلم منها شيئا ويفصح – أيضا – عن قلقه الزائد من أن يحتال على حقوقه هذا العام.. يشاركه المعاناة كثير من هؤلاء منهم موظف متعاقد- رفض ذكر اسمه - يؤكد: طالما صدحت حناجرهم وبحت.. فبؤر الفساد تعشعش بكل مرفق حكومي والمهم “يمشونا غلطة” فالقيادة الفاسدة تتبرزخ بأماكنها, بتحد سافر فاجتثاث مكامن الفساد المشتعلة من مكتب الأوقاف قلعت ومازال البعض يتربع على الكرسي – بكل بساطة- يستطيع إشعال الفساد مرة أخرى، إذا الإدارة لم تغربل موظفيها ويبين مدى قلقه هو الآخر ويتمنى من المدير الجديد “يطلع شابع من البيت “ ويسلم حقوق المدرسين ويصلح ما أفسده الآخرون ونحن نتوسم به الخير. فشخرة ولعب - تضم محافظة تعز العديد من المراكز الصيفية البالغ عددها (16) مركزاً كانت بالفعل منشطة للركود الطلابي خلال فترة العطلة الدراسية, عملت على استقطابهم من أماكن الترفيه القاتلة للوقت حيث يهدر الجميع فيها وقته “فشخرة ولعب “ لكن يبقى السؤال المهم !..عن السبب الذي جعل الوزير يعيد هيكلتها من (62) مركزا كانت تقام سنويا في محافظة تعز ولم يوافق إلا على اعتماد (16) مركزا.... - تبادرت إلينا الإجابة مؤخرا كاشفة خفايا سؤالنا المهم.. بعد تلكؤ الجميع في الإجابة عنه, وجلها تكمن في مخالفات مكتب الأوقاف في محافظة تعز طول الفترة المنصرمة, من قبيل تلك المخالفات، المراكز الوهمية التي أحدثت بشكل طائل دون العثور عليها, كان منطلق تعين قرار من الجهات العليا بصنعاء بحصر المراكز وانتقاصها من رقم عالي إلى رقم أقل من المتوسط لا يكفي الطلاب الراغبون والمتوجهون إلي هذه الأماكن لتحصيل المعارف خلال هذه الدورة.. جزئيات مهمة - تعد المراكز الصيفية هما لكثير من أولياء الأمور.. محمد عبد الحق أحد هؤلاء ويعتبرها خطوة فاعلة لأنها تشغل فراغ أبنائهم.. ويؤكد: لولاها لبقي أبناؤنا يلعبون بالشوارع دون الاستفادة من أيام العطلة فهي محطة انطلاق ينبغي استغلالها بالأشياء النافعة وإيجادها بجميع المناطق لكي تستوعب من يفندون حياة التدارس خلف ظهورهم ولا يستذكرونها إلا بحلول عام جديد.. - يشاركه الرأي جلال الوشاح - ماجستير أصول فقه - متحدثا عن أهميتها بقوله: هي أشبه بالتحصين فهي عبارة عن سلوكيات يتدارسها الطلاب أفعالا وأقولا، و يعتبرها الميزة الوحيدة التي تنفرد بها عن المدارس و يضيف بأنها بعيدة عن لغة الإقصاء والإلغاء لأي فئة, محدداً جزئيات هامة يتحصلها الطالب منها تعلم اللغة العربية ببساطة ناسخا للتعقيد التي تزرعه المدارس في مجال النحو, معتبراً من جهته بأن تدريسها مشطوراً مما يزيدها تعقيدا مدركاً تقصير المناهج الدراسية في تدريس علم المواريث مدللا على ذلك من كلام الرسول الكريم بأنه أول علم ينزع من الأرض وتعلمه يزيدنا دراية بالذي لنا وعلينا.. “ عقب الانتهاء” - في تضاريس تلك الأماكن الضيقة التي تحتوي الطلاب تظهر معاناة الطلاب قبل انتهاء الدورة التي لا تغيب عن مسامعنا، فعقب الانتهاء يصدر ضجيج الطلبة مطالبا بأن تضم الدورة نشاطاتها من الرحلات الترفيهية التي يحرمون منها كل عام, وما يزيد وتيرة المعاناة عدم تكريم الطلاب المتميزين، وإقامة حفل تشجيعي يحتفي به الدارسون في المراكز الصيفية والمدرسون تقديرا للجهود التي يبذلونها في سبيل تحقيق جيل واع بأمور دينه.. - في تفاصيل ما سبق يستهل الطالب داود علي قائلا: ينقصنا الكثير من التحفيز الذي يبعث فينا روح المثابرة وحب الاطلاع فالنشاطات أحد الحوافز التي يتساهل الكل فيها؛ ويتساءل: لماذا لا يحدد ميزانية خاصة تكفل الرحلات الطلابية وغيرها من عوامل التحفيز. - أما الأستاذ عفيف مصطفى: يخبرنا عن مدى أهمية وضع أماكن دراسية واسعة تختص بالدورات الصيفية، وتوفير الاحتياجات الأساسية من السكن والأكل والشرب، وغير ذلك من المطالب فتخصيص أماكن دراسية تضمن توافد الطلاب إليها وتعم الفائدة لطلاب، و-أيضا- من يشرفون على هذا المسار بحيث يستطيعون حصر الطلاب والمدرسين والمراكز الصيفية وتحقق الأنشطة نظرا لاجتماع الطلاب مما يسهل عملية نجاحها. من كل شيء قليل - الدكتور محمد حمود الأهدل مدير الوعظ والإرشاد بمحافظة تعز أحد القائمين على المركز الصيفي بمنتدى تعز الثقافي من جانبه ينبهنا عن بعض الإهمالات تجاه المراكز الصيفية يقول مسترسلا: للمراكز الصيفية أهمية بالغة كونها تخدم المجال العلمي وتنور بصيرة الطالب بمعارف دينية يفتقدها فئة كثيرة من الطلاب, وينوه على تقاعس الجهات القائمة على المراكز الصيفية من توفير احتياجاتها وخدماتها التي يعتمد عليها, فعند إكمال الدورة يحتاج الطلاب لرحلات ترفيهية تكون ضمن أنشطة البرامج الذي نسير عليه فهي محفزة وطاردة للملل بحيث يتولد حب الطالب لمثل هذه الأماكن.. - ويزيد الأهدل: ما يكتسبه الطالب من المعارف الدينية خلال الفترة الوجيزة نعمة كبيرة، فهو يكتسب من كل شيء قليلا يعينه على التعرف على دينه.. مثلا فهو يأخذ سفينة النجاة شرحا وحفظاً من بين سائر كتب الفقه وغيرها من الكتيبات الصغيرة يستخلص من خلالها ثقافة إسلامية تزرع فيه قيم ومبادئ الدين.. إعاشات ومفاجآت.. - تواصلنا بعد رحلتنا الوجيزة مع أحمد سعيد مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد م/ تعز متقصين في ذلك سير المراكز الصيفية.. ومن جهته أطلعنا على عدد المراكز البالغة (11) لقطاع الأوقاف و(16) مركزا تابعة للإرشاد والتي لم تعتمد الوزارة سوى (6) مراكز صيفية ذكور وإناث من (50) مركزا، نتيجة لعدم توفر الإمكانات.. ويوضح نصيب المركز الواحد بأنه حسب عدد المدرسين المتواجدين فيها وتتراوح إعاشات الفرد مابين (8000) و (10000) ريال، و تم تشكيل فريق عمل ميداني يراقب عمل سير المراكز وكشف ما تحتويها من نواقص، ومعالجتها ببعض الحلول من التوقيف وغيرها موضحا الإشراف الوهمي من أبناء قيادة مكتب الأوقاف السابقة والتي تم تغييرها بطاقم جديد غير الأول.. - ويزيد على ذلك: عقب الاجتماع في الأسبوع الفائت مع المحافظ”عظم الله أجره” تم دمج المراكز الصيفية التابعة للأوقاف مع المراكز التابعة للشباب والرياضة كعملية تكامل ورابطة بين الجميع.. ويبشر بأن هناك العديد من المفاجآت المعدة للطلاب لا يريد الإفصاح عنها إلا في وقتها، وفيما يخص الرحلات الطلابية التي تعتبر من ضمن الأنشطة التي يرى بأنه لا مانع من اعتمادها، ويؤكد وجود حفظة للقرآن الكريم بالسبع القراءات تضمها المراكز سيتم توزيعها على المساجد خلال شهر رمضان.