في الوقت الذي تقدم الجمعيات والمؤسسات الخيرية عملاً إنسانيا تجاه المجتمع بما تقوم به من جهود في دعم ومساندة الأسر بما تحتاج إليه من مواد غذائية خلال رمضان، في الوقت الذي نجد أن كثيرا من تلك الأعمال الإنسانية تحتاج إلى استمرارية طوال العام، وقد يقول قائل إن تلك الأعمال هي موسمية كون المساعدات الغذائية التي تقدم للفقراء والمساكين عبر تلك الجهات يقدمها الميسورون من الناس سواء في اليمن أو خارجها زكاة أموالهم وبالتالي فاستمرارها مرهون بمدى حب الخيرين لاستمرار الخير الذي وفقهم الله لفعله في رمضان أن يفعلوه في غير رمضان. وأنا لن أفتش في عيوب العمل الخيري؛ لأن من يستغل ظروف الناس ويتسلق على ظهورهم بأخذ حقوقهم فإن الله كفيل أن يفضحه بين الخلائق في الدنيا ويقتص لهم منه في الآخرة ومن كان يرى في نفسه ضعفا عن مقاومة لذة أقل ما يجود به المحسنون باسم الفقراء والمساكين والمحتاجين فعليه أن يتنحى عن العمل الخيري ويكفي الناس شره ويترك المخلصين يعملون. الدور الذي تقدمه الجهات الخيرية في اليمن كبير وعظيم ومهما حاول البعض تشويهه والإساءة إلى تلك الجهات واتهامها بأنها جمعيات ومؤسسات موسمية لا تظهر إلا مع ظهور هلال رمضان وهو أمر طبيعي أن تنشط وتتحول إلى همزة وصل بين المحسنين والمتصدقين والموزعين زكاتهم وبين من يستحقها من أفراد المجتمع ومن الفئات المستحقة لتلك الصدقات التي تقدم تحت مسميات مختلفة ومتنوعة كل جهة وطريقة تنفيذها المهم أن تصل إلى من يستحقها. ومع كل تلك الجهود التي تقدم من قبل القائمين على تلك الجهات العاملة في المجال الخيري إلا أننا نعتب على الكثير منها أنها تسير دون توفر قاعدة بيانات لديها بالحالات المستحقة للمساعدات فتتحول العملية إلى عشوائية ومعرفة وقرابة وهذا من أصحاب فلان ومن جماعات علان ومن أصحابنا ومن ومن.. الخ، فيضيع بين هذه الأصناف الصنف الأكثر حاجة للمساعدة وهم الذين يتخفون عن أعين الناس ولا يعرفهم أحد أنهم أصحاب حاجة وأنهم أسوأ حالاً من أولئك الذين يلحون في السؤال والتذلل وإحراج الجهات المنفذة للمشاريع الخيرية. هناك أسر تخجل أن تقول إنها لا تملك قيمة رغيف خبز أو تقول إنها بحاجة إلى من يقدم لها المساعدة فهؤلاء من حق العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية أن يبحثوا عنهم ويدونوا أسماءهم ويتفقدوهم في كل دعم يصلهم ويقدموهم للداعمين من أهل الخير بصورة لا تعرضهم للمهانة والإذلال، احتراماً لمشاعرهم وأحاسيسهم وتعففهم النبيل عن سؤال الناس. هناك أسر تنام على بطون خاوية وتغلق على نفسها أبواب مساكنها وتنام ولا أحد يعرف عنها إلا أنها أسر تسكن هنا أو هناك، وأنهم يظهرون الستر ولا يمدون لأحد يدا يسألون حتى شربة ماء فهؤلاء يفترض أن تكون هناك حملة للبحث عنهم والوصول إليهم دون إحراجهم أو تعريضهم للمهانة. الفقراء المتعففون أغنياء بعفافهم وصبرهم فهل وصلت إليهم تلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية!؟ #مدرب مهارات إعلامية. [email protected]