برحيل جنرال الرياضة المصرية والعربية أمير الاستراتيجيات والتخطيط المدرب المصري الكبير محمود الجوهري تكون الرياضة المصرية والعربية قد فقدت واحداً من أهم مدربي كرة القدم ليس في المنطقة العربية فحسب،بل في القارة السمراء, فالراحل محمود الجوهري الذي تعود أصوله إلى المملكة المغربية،حيث كان جده الرابع لأبيه مغربياً جاء إلى أرض الكنانة مع مطلع الحملة الفرنسية للمنطقة في أواخر القرن قبل المنصرم..والراحل الجوهري الذي لقب بعديد الألقاب وأهمها جنرال الكرة المصرية هو من مواليد عام 38م بقاهرة المعز وقد انضم إلى صفوف النادي الأهلي القاهري مع كوكبة من النجوم أمثال رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم الأسبق الكابتن سمير زاهر وذلك في الموسم الكروي 55م ولم يمضِ في الملاعب أكثر من 10 أعوام بسبب الإصابة اللعينة في الغضروف لينتقل بعد ذلك إلى مجال التدريب،حيث برز اسمه كمدرب في صفوف الأهلي وبسرعة قياسية ليخطف الأضواء من عديد المدربين والراحل محمود الجوهري الذي شارك في حرب ال6 من أكتوبر عام 73م حينما كان برتبة مقدم أبلى بلاءً حسناً في تلك الحرب التاريخية والمصرية وقد ترك الخدمة العسكرية بعد أن وصل إلى رتبه العميد. وللجوهري إنجازات رياضية كثيرة ومتعددة،حيث كان النجم واللاعب المصري الوحيد الذي أحرز لبلاده بطولة كأس الأمم الأفريقية كلاعب ومدرب وهداف للبطولة (59 م )وأهم إنجازاته بطولة الدوري العام للنادي الأهلي عام 82م ومن ثم البطولة العربية في سوريا كمدرب في العام 92 إلاّ أن الإنجاز الأروع قبل الإنجاز المتمثل ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 98 في بوركينا فاسو حينما شنت عليه حملة بشعة بسبب إشراكه للمهاجم حسام حسن الذي قيل عنه أنه شاخ وعجز ليحرز بعدها لقب الهداف للبطولة التي أحرزتها مصر بقيادة الجوهري..كان ذلك الإنجاز الذي تمثل بوصول المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم عام 90م يوم أن قدم المنتخب المصري بقيادته أروع العروض الكروية ليتعادل مع هولندا في عز مجدها( 1 1)أمام إيرلندا( صفر/صفر) وكان الجوهري رحمه الله المدرب الوحيد الذي انتقل من الأهلي لتدريب الزمالك ليحرز معه أهم البطولات المحلية والأفريقية وعلى حساب ناديه الأهلي, كما أنه درب في السعودية وسلطنة عمان والإمارات محققاً أروع الإنجازات ومن ثم استقر به المقام في المملكة الأردنية الهاشمية ليشرف على تدريب منتخباتها المختلفة ويحقق للنشامى أروع الإنجازات الرياضية أهمها الوصول إلى النهائيات الآسيوية وقبيل السكتة الدماغية التي أودت بحياته في العاصمة الأردنيةعمان كان يعمل كمستشار للأمير علي بن حسين رئيس الاتحاد الأردني ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي وتقديراً لمجهوداته وعطاءاته الفنية في تطوير الكرة الأردنية حصل الراحل محمود الجوهري على وسام العطاء المتميز من الملك عبدالله وهو من أرفع الأوسمه التي تمنحها المملكة الأردنية للمبرزين كما سبق وأن كُرم من أكثر من دولة عربية وخليجية تقديراً لعطاءاته الرياضية المتميزه التي أسهمت في تطوير كرة القدم العربية والمحزن حقاً أن لايكرم الجوهري في موطنه بل همشت تصوراته الرامية لتطوير الكرة المصرية كما حدث معه مؤخراً مما اضطره للعودة مجدداً إلى الأردن..تغمد الله جنرال الكرة المصرية محمود الجوهري الذي رحل إلى ذمة الله بواسع الرحمة والمغفرة (إنا لله وانا اليه راجعون).