شهد الموسم الكروي الفائت اتجاها غالباً لأندية الدرجة الأولى نحو المدربين الوطنيين, ومنهم أندية الحالمة الأربعة (الصقر في الدرجة الثانية) والأهلي والطليعة – والرشيد في الدرجة الثانية) فأخفق مدربا الفريقين اللذين قادا الأهلاوية والطلعاوية ونجح مدربا الصقر والرشيد في إحراز التأهل والعودة المبكرة إلى صفوف أندية النخبة.. الفوارق التي تضع المدربين في المحك والميزان أن بعضهم كان فريقه متواضع الأداء والنتائج،رغم أنه امتلك الدعم اللامحدود, وأتيحت له الفرص لإثبات جدارته التدريبية, واستحقاقه لتدريب فريق عريق, أنجب النجوم وتخرج منه عمالقة كرة القدم الطلعاويون, الذين لدى العديد منهم الخبرة الكافية ليقودوا فريقهم الزملكاوي أفضل من مدرب خدمته الظروف وصنعت له الشهرة قبل القدرة تاريخاً من التدريب الغامض. إخفاق مدرب الطاهش ظل طليعة تعز فريقاً عادياً خارج ملعبه طوال رحلة إياب الدوري للموسم الفائت الذي أعلن فيه المدرب نبيل مكرم أنه قادم من الدرجة الثانية ليحصد بطولة الدرجة الأولى.. فأخفق شديد الإخفاق في تدريب الطليعة, وانكشفت الثغرات لمنافسي الكتيبة البيضاء فكان أكبر انتصار حققه الزملكاوية أنهم فازوا على جيرانهم الأهلاوية بمساعدة حكم الساحة الغافل عن الخطأ الذي ارتكبه في الديربي الأول, ومساعد الحكم الذي لم يرفع الراية ويعلن خطأ التدخل العنيف من لاعب الطليعة زكريا مهيوب على مدافع الأهلي علي ناصر فتحصل الفريق الأبيض على ركلة حرة أهدته الفوز الصعب..أما غير ذلك فقد كان طاهش الحوبان حملاً وديعاً أمام الصغار والكبار وبملايين الريالات التي تجاوزت المعقول, وكانت كافية لجلب البطولة وحصد اللقب فتحول إلى لقب بطولة البقاء في الأولى, وليس بطولة دوري في الدرجة الأولى!!..وكانت الجماهير الطلعاوية تأمل في الحصول على أحد المراكز الثلاثة لكنها علمت أن العلة في الجهاز الفني الخائب الذي لم يحسن التعامل مع طموح الزملكاوية..لسبب بسيط هو أنه يمتلك الشهرة وفارغ تماماً من القدرة , وضعيف جداً في الخبرة التدريبية لأن الجميع يعلم كيف حصل على النتائج التي أحدثت ضجة إعلامية تجاه القفزة الخيالية للنتيجتين خارج قواعد الطليعة في إياب الدوري الماضي.. مجذور ومكيش وظروف الأهلاوية أما عبدالعزيز مجذور مدرب الأهلي فهو لايحتاج إلى مدح أو قدح فتاريخه يشهد له بالإنجازات والشخصية القوية والقدرة على قراءة المباريات وإحداث الفارق, وبقيادته تمكن الأهلاوية من إنزال هزيمة ثقيلة باتحاد إب.. إلا أن الأجواء المضطربة التي برزت في القلعة الحمراء دفعته إلى ترك مكانة للبديل عبدالله مكيش.. وكون أهلي تعز كان يمر بمرحلة حرجة مالياً, وترافق ذلك مع غياب ثمانية لاعبين أساسيين من لاعبيه في صفوف المنتخبات الوطنية والإصابة وتعثر انضمام علاء الصاصي وآخرين إلى صفوف الأهلاوية أحبط ذلك كله محاولات العميد في البقاء لكنه أسهم كثيراً في إنقاذ جاره الطليعة الذي حصل من أهلي تعز على ست نقاط منحته البقاء عاماً آخر ضمن الكبار.. الأكحلي الناجح وفي كفاحهما للعودة إلى الثانية حقق الصقر والرشيد إنجاز التأهل.. فالأول يقوده المدرب الصقراوي مراون الأكحلي الذي كان أهلاً لثقة الإدارة الصفراء فحافظ على سجله الرائع وخسر مباراة وحيدة أمام اليرموك لم تكن تهمه النتيجة, وتصدر منذ انطلاق المسابقة وحتى آخرها, وتفوق على متصدر المجموعة الأولى وحدة صنعاء بهدف وحيد جعله يحصل على لقب بطل الدرجة الثانية.. فكانت مسيرة الأكحلي مراون ناجحة. خالد الخربة.. استحقاق الثقة وبالمقابل قاد رشيد تعز المدرب الوطني خالد الخربة صاحب السجل التدريبي الجيد في الأعوام المنصرمة ونجح في خوض التجربة الجديدة وأعاد الأخضر الحالمي إلى صفوف الكبار رغم الصعوبات التي قابلته, وكادت تعصف بالرشيد, إلا أن الإدارة الخضراء أصرت على ثقتها بإمكانات خالد الخربة الذي أكد أنه صفقة ناجحة مثله مثل زميله (الدغيش) حيث قاد اتحاد إب إلى إحداث فارق كبير في الدرحة الأولى وأزاح بإمكاناته التدريبية فريق العروبة حامل اللقب للموسم الكروي 2010/2011م.. وكان خالد الخربة ومثله الدغيش مدرب اتحاد إب عنوانين للنجاح.. اللدغ مرتين!! فهل تستفيد أندية الحالمة من تقييمها لما قدمه كل مدرب فتعطي له الثقة, أو تصرفه عن لاعبيها وفريقها ما دام قد أخفق وفشل, وتبحث عن المدرب البديل الذي يجيد أداء مهمته في الميدان وليس إبرام اتفاقات في الغرف المغلقة مع لاعبي الأندية الأخرى للحصول على ضربة جزاء خيالية, والتراخي من حراس المرمى بمقابل مالي.. وسرقة جهود الآخرين بالاحتيال.. نأمل ذلك حتى لا تلدغ الأندية من مدرب فاشل مرتين..والتجريب بالمجرب جريمة.