أفرزت الرياضة الحالمة بعودتها إلى خارطة الدوري اليمني الممتاز منذ العام 1998م أتراحاً رافقت الأفراح ..وصداماً جماهيرياً أصاب الأندية في تعز بهزات عنيفة متلاحقة نتج عنها شروخات في صروحها وهدم في الروح الرياضية التي كانت حاضرة بينها خلال فترة الغيبوبة والسبات الطويل للأهلي والصقر والطليعة والصحة الرباعي الذي شكل علماً بارزاً لكرة القدم بصورة خاصة والألعاب الأخرى عامة ،التي نقشت إنجازاتها في السبعينيات والثمانينيات وكانت رياضة تعز ورياضيوها وجماهيرها في الصدارة من غير أن تسجل حوادث تصادمية وخلافات عنيفة أو اعتداءات معنوية تسيء إلى الرياضة وتشوه مفاهيم ومبادئ التنافس الكروي بين أندية تعز التي ضربت أمثلة عملية ونماذج رائعة ،يرويها المؤسسون وقدامى النجوم في بلادنا ، وتحكي قصصاً أقرب إلى الخيال في حرارة التنافس والحشود الجماهيرية والطقوس والتقاليد المتبعة أثناء وقبل وبعد اللقاءات التي تجمع الرباعي الحالمي ضمن بطولات الدوري أو الكأس .. وأن المتعة والإثارة وسخونة التنافس صنعت وأخرجت الديربيات إلى تعميق الولاء ، كل فريق لشعار ناديه ، دون الإخلال بالروابط والوشائج بين اللاعبين والمدربين والإداريين والجماهير وأن الحالات الشاذة كانت تذوب في بوتقة «كلنا من أجل الرياضة تعز» وامتلكت الإدارات الناضجة والحكيمة للأندية الإدارة والعزيمة من أجل ترسيخ مبدأ الفوز لايفسد الود .. والخسارة لاتقتل الروح الرياضية. الانحراف إلى الخصومات كرة القدم تعني التنافس على المستطيل الأغبر الترابي حينذاك ولا تنتقل الخصومة خارج حدوده ، أو تتغلغل إلى صفوف اللاعبين والجماهير ، التي رغم عنف عشقها لفريقها لم تخرج عن التشجيع الساخن الذي يستحث اللاعبين على تقديم الأفضل وشحنهم بالحماس الإيجابي لتحقيق الانتصار والأداء الممتع وإحراز الأهداف ، والصمود والدفاع ببسالة عن المرمى وترديد الأهازيج والأناشيد وإبداء التعليقات اللاذعة الظريفة غير المخترقة للتقاليد المتبعة التي امتازت بها ديربيات الحالمة خلال عقدين من الزمن .. وحتى عندما غابت أندية تعز عن المشهد الكروي من أواخر الثمانينيات إلى أواخر التسعينيات كانت العلاقات بين مكونات هذه الأندية تتمتع بالتنافس على الصعود ملتزمة بقواعد رياضية بحتة لكن الانحراف حصل نتيجة تطورات متعاقبة دفعت إلى إيجاد تباينات في وجهات النظر لإداريين وشخصيات ذات تأثير قوي على الاتجاهات والقرارات وذلك حين أساءت تفسير مفهوم التنافس تفسيراً سلطوياً وتسلطياً وعنصرياً أجج في نفوس أتباع وجماهير ولاعبي أنديتهم الشعور بالفوقية ليتولد عنه اتجاه معاكس وعنيف يرفض لغة التفوق بالمال والنفوذ وسرعان ماتبددت العلاقات بين الإدارات للأندية وتهدمت وتصرمت روابط وثيقة كانت تسود الرياضيين الحالميين قبل انتقال الكرة اليمنية من مرحلة الهواية إلى الاحتراف،دون المرور بفترة انتقالية كافية لتشكيل رؤية لحقيقة التنافس ، ولتؤصل للتنافس بروح رياضية وتتأقلم الأندية مع أوضاعها الجديدة ، دون شطحات من الكبار مالياً .. وردود فعل عنيف من الكبار الآخرين تاريخياً وجماهيرياً المتواضعين مالياً. توأمة ووثيقة شرف تلك قراءة موجزة للأجواء التنافسية الرائعة التي سادت ثم بادت ونحن حرصنا على توثيقها هنا للتذكير بأهمية الالتفات إلى إحيائها من خلال إشهار وثيقة شرف ، تخرج من لقاء يتم تكريسه لإعادة ترميم الشروخ التي ظهرت على علاقات أندية الحالمة ببعضها وتسن إداراتها مجتمعة تحت رعاية محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل قواعد الروح الرياضية وتقاليد التشجيع من الروابط المؤازرة لكل نادٍ وحدودها التي تحول دون حدوث تجاوزات تخترق الإطار الذي تلتزم به الأندية وتلزم جماهيرها به ، للإبقاء على حيوية العلاقات بين الإدارات وترسخ مبادئ وأهداف الرياضة القائمة على أن الفوز أو الخسارة أو التعادل لايفسد الروح الرياضية ، ولايولد الضغائن..كما يمكن أن تتضمن وثيقة شرف أندية تعز وتوأمة بين الأندية الأربعة ومعها الرشيد أيضاً أسس وأساليب إعارات اللاعبين وتنقلاتهم بين فرقها الكروية ونبذ الطرق الملتوية التي عملت على توسيع الهوة وإشاعة الفرقة وبث الشكوك والأراجيف وسوء الظن والريبة من كل خطوة لهذه الإدارة أو تلك أو مدرب هذا الفريق أو ذاك. للمحافظ: هاقد آن الأوان إضافة إلى أنه يمكن أن يتمخض عن لقاء المحافظ مع إدارات الأندية العمل مع نادي الصحة في المدينة والأندية الريفية التي تمتلك مقومات النهوض على مدها بلاعبين أو منحها فرص التدريب على ملاعب أندية المدينة أو دعمها لوجستياً كلما دعت الظروف للتصفيات الفاصلة إليها .. وغيرها من الأهداف التي يمكنها أن تعمل على تصفية الأجواء المشوبة بالخلافات والتي تنذر بكوارث فضيعة إن لم يتم التحرك سريعاً من قيادة المحافظة أولاً، وإدارات الأندية ثانياً ، فيكفي رياضة تعز أنها تعادي أنديتها وتحطم طموحاتها بعضها ببعض وقد أهدرت الفرص المواتية لها للفوز بألقاب عديدة والاستحواذ على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في المواسم الثلاثة المنصرمة..فلماذا تقيم الخصومات وتستعدي بعضها،بينما هي قادرة على الفوز ببطولتي الكأس والدوري إن هي تجاوزت مرحلة الاحتقان وعبرت قنطرة التربص ووضع العراقيل وإبداء الشماتة وتأجيج الكراهية بين المشجعين الذين تفجرت اللقاءات والديربيات بصراعات كان أبطالها رؤساء الروابط التشجيعية لافتقادهم للأهلية وبسبب التعصب الأعمى من إداريين ومدربين ولاعبين انتقل إلى المدرجات ورسخ العداوة في الذهنية الجماهيرية بدلاً عن التنافس الكروي غير العنصري.