على الساحل الطويل ..وبجانب السور المتلوي كأفعى يقطعه الراكب بخمس وأربعين دقيقه في سيارة تسير بسرعة 60كم/ساعة .. أقيم السور ليحتضن جنة الصحراء والشاطئ.. هي جهنم بالنسبة للراعي الذي كان قبلها يسوق إبله إلى الشاطئ من أي مكان شاء يرعاها على ما تيسر من أشجار المنجروف ويغسلها أحياناً .. في هذا الموسم عاد فوجد شاطئه محاطاً بهذا الدرب اللامتناهٍ كما يراه، ولا يعلم مداه.. قال عنه أصحابه بأنه جنة الصحراء المزعومة.. بجسده المسود وثيابه الرثة وبقدميه الحافيتين اللتين دربهما الزمن على احتمال قيظ الصحارى وقف حائراً أين يتجه جنوباً أم شمالاً ،أيهما أقرب له ولإبله.. ظل يتمتم بمواويل الظهيرة ذاهباً بضع أمتار ثم يعود نفس المسافة تقريباً يكابد الغيظ ، ولا يدري ما الحيلة لقطع السور والعبور لرؤية الجنة المزعومة. هداه تفكيره للبحث عن أضعف مكان مليء بالرمل ليحفر فيه في حر الظهيرة تحت السور حتى وقع جزء منه ولسان حاله يقول : إما فتحنا كوة للضوء أو متنا على جنب الجدار.. ثم تنهد متمتماً: لعن الله من يسرق أحلام البسطاء في الصحارى ليعذبهم موهماً إياهم بأشياء لا توجد إلا في الجنة العليا.