ولدتُ زمان الهوى الأخضرِ ورُبّيت في حضنه العَبقَرِي فاخْضر رُوحي من مائه بكلِّ قضيبٍ له مُثِمرِ فمنْ عاصرٍ للكرى لم ير سوى طرفه الفاتن الباترِ ومن مازج ٍ للضنى بالنوى تولى بجرحِ الَفنا الغائرِ وربَّ نديم عصرتُ له مدامين رُوحي ومن نَاظري سرتْ روحه كحباب سرى تدبُّ بجنبي ولم تشعرِ ولما أفاق رآني به يسائل عن غائبٍ حاضرِ فقلَّب قلبي على كفه وبعثر روحي كالجوهرِ فأثمر بالحبِّ روحا هو وأسقاه من نوره الأزهرِ ورشَّ النجوم على خصره لتنمو على قده المقمر وقد لفَّ بالصبح غصنا ربا على كوكب لاح كالمشتري فأبصرتُه والهوى واحداً يترجم عن خضرِها الأشهرِ فما بين “لمْ” في الغرام “ ولنْ” مقامات عشق بلا آخر حجبت بها وهي صون الحيا تسربل منها حجا الشاعر فياليت شعري أعصرُ الصِّبا يخاطب أم خاطبت مشعري وكم ظل طيف الكرى ساهراً تدرسه لغة الساهر وتتلو على ساحري بابل لكي يتقنا صنعة الساحر فيعرف من درسها ما الهوى لمن أنكر الحب بالغافر فيا نبض قلبي على فمها وياومض برقي على المنحر ويا أنت أين القميص الذي أعاد البصيرة للصابر وأي قميص ترى روحه بديع غريب اللقا الطاهر بوجه الثقافة فارم به ستلقاه في يوسف الثائر تجلى به في تعزّ الهوى بقاهرة للجوى القاهر لبست العلوم كذا حلةً ضميراً تَقَمَّصَ بالظاهر