في ظل ما تمر به اليمن من أزمة سياسية، تغيب عدد من الأدوات الإعلامية الأساسية التي تعزز من إظهار المجتمع بشكل لائق، أهمها يتجلى في غياب الإعلام التصويري ومدى فاعليته في إضافة الجماليات للمجتمع ، ورسم المجتمع بعدة أشكال وإظهاره كجانب حضاري من خلال توثيق العديد من المناظر التراثية والحضارية، وإتاحتها للعموم، لتوثيق الذاكرة والهوية الوطنية، وإظهار التنوع الثقافي واللغوي بين الحضارات، من خلال الإبداع في فنون التصوير الفوتوغرافي، مرافقاً لها التعليق الجمالي ، وهدة المعضلة التي يعاني منها المصور من عدة جوانب في ظل غياب تشجيع رسمي للمصورين، وانعدام التدريب في مجال الإعلام التصويري والتوثيق الحضاري من جهة، وملاحقة الفنانين من جهة أخرى: محمد يوسف أحد المصورين غير التابعين لأي جهة، ممن لديه أعمال فنية في مجال الفوتوغراف، تحدث أن الهدف أولاً وأخيراً من عملية التصوير كهواية له، إظهار جانب إيجابي لليمن وتوثيق الجماليات دعماً للعملية السياحية في اليمن. ويضيف يوسف أنه لطالما أصبحت الفنون التصويرية هواية قيمة، إلا أن هناك من يقف في طريق أدائهم الفني في توثيق السياحة، كالملاحقات الأمنية تحت مبرر عدم وجود تراخيص لذلك، وهذا ما صرح به أكثر المصورين من معاناة مستمرة لهم، في ظل غياب تشجيع الجهات الرسمية ممثلة بوزارة الثقافة في إصدار تراخيص تسمح لهم بتوثيق الحضارة والجمال. أما الإعلامي والشاعر اللبناني محمد علوش تحدث أن الصورة هي لغة ولها قواعدها للوصول للمعنى الدقيق تسهم في الإقناع وذلك من خلال التأثير وتكرارها يؤدي إلى الألفة. قائلاً بأنها قيمة ثقافية وهي صيغة تعبيرية في الثقافة البشرية ومن نتيجة تجلي الصورة بوصفها علامة ثقافية، أنها كسرت الحاجز الطبقي بين الفئات فأي شخص ومهما كانت ثقافته يمكنه اليوم أن يقرأ صورة ما ويتلقف رسالتها ومغزاها. ويضيف علوش أن للصورة دورا كبيرا في جذب السياحة، مستدلاً بذلك أن الإحصائيات الرسمية في هدا المجال أثبتت أن ساحة التايمز في نيويورك في الولاياتالمتحدة احتلت المركز الأول بعدد الزائرين وقد زارها في العام 2007 حوالي 35 مليون شخص ويأتي في المرتبة الثانية المنتزه القومي في واشنطن وأيضا في الولاياتالمتحدة. متسائلاً هل ساحة التايمز أكثر عراقة من الأهرامات في مصر!؟ وهل المنتزه القومي أكثر عراقة من حضارة سبأ وحضرموت في اليمن!؟ وهل الطقس هناك أجمل من الطقس في لبنان أو تونس!؟ مرجعاً السبب في ذلك هو أن الولاياتالمتحدة تعمل كثيرا على صورتها الإعلامية والسياحية وهي تولي هذا المجال الكثير من التخصص والاهتمام والاحتراف، مضيفاً بأن بعض الدول في العالم العربي اكتفت بالاهتمام بالمواقع السياحية، دون النظر للترويج لها من خلال دعم وتشجيع المبدعين بهذا الشأن. غياب الدعم المعنوي ويشتكي أكثر المصورين القاطنين في عدة محافظات يمنية إلى غياب تام لمراكز التدريب والتأهيل الصوري في التوثيق الجمالي، مما جعل مؤسسات خاصة تتبنى مثل هدة الأعمال، كان آخرها ما أقامته مؤسسة حرية للحقوق والحريات الإعلامية، من توفير مدربين بهذا الشأن والعمل على استهداف قدر من الإعلاميين لتأهيلهم. وتضيف المؤسسة في تصريح لرئيسها خالد الحمادي، أن الموسم المقبل سيكون حافلاً بالعديد من الدورات النوعية لكافة العاملين في مختلف المهام الإعلامية. لكن بالمقابل يبقى البيت الثقافي والفني مسئولا عن هذه المهام، من خلال توفيره المناخات الملائمة للمبدعين من خلال إيجاد التسهيلات اللازمة لهم.