ذهب زوران واندثرت أخبار نظرائه المدربين الأجانب الواحد تلو الآخر, منذ أول ظهور لمنتخبنا «أبو نقطة» المتطور إلى «منتخب أبو هدف» في عهد الكرواتي «ستريشكو» ثم إلى«منتخب H15» أو منتخب الهزائم ال 15 على التوالي في عهد البلجيكي «توم»..وهكذا صارمنتخبنا حقل تجارب للمكرضحين والنكرات من المدربين الفالصو «أبو العيون الزرق والشعر الأشقر»..ممن يلهفون من الوزارة والاتحاد الملايين من الدولارات,ويجلبون بالمقابل للملايين من الجماهير ألوان القهر والتعذيب النفسي ,ولا يكتفون..بل يرسخون القزمية والدونية في ذهنية لاعبي منتخبنا الوطني فلم يعودوا يؤمنون بإمكاناتهم ولابقدراتهم..وافتقدوا كثيراً للثقة بالنفس..فينهزمون قبل أي لقاء..وعاد بهم المدربون الأجانب إلى مربع الصفر..بإسهام وبمباركة من مسئولينا لإصرارهم على الخطأ،وعلمهم المسبق بفداحته. .. إن الإمكانات التي وضعت تحت تصرف الكرواتي «ستريشكو» منذ تسلمه قيادة منتخبنا الوطني لخوض منافسات خليجي عشرين,بلغت مئات الملايين والنتيجة خزي وقهر وخروج مذل من الدور الأول ومنتخبنا كان يلعب في عدن وأبين ووسط التفاف جماهيري لم يسبق له مثيل في بطولات الخليج منذ انطلاقها عام 1970م في المنامة البحرينية!!..ومع هذا لم يتم تقييم هذه التجربة ولاحتى محاسبة الجهاز الفني البلجيكي على إضاعة فرصة تاريخية للكرة اليمنية في 2010م..فلماذا إذاً الإصرار على الثقة بالمدرب الأجنبي الذي أثبتت الاستحقاقات الخليجية والآسيوية أنه أساس البلاء..وبيت الداء.. وأنه هو من أطاح بالكرة اليمنية ورماها إلى هاوية التخلف السحيقة؟! .. لماذا إذاً يقيم اتحاد القدم الدورات التأهيلية لمدربينا الوطنيين ثم يهملهم ويدفعهم إلى الرصيف..فيما يمنح الثقة للبلجيك والكروات والصرب والقلافد من المدربين المزيفين ,ومن ليس لهم سجل يشفع لاتحاد الكرة بتفضيلهم على مدربينا الوطنيين, بعدما تحصلوا على أعلى الشهادات التي يملكها مدربو المنتخبات والأندية المحترفة في العالم؟!. .. المدرب الوطني الناجح يستحق الاحترام والتقدير..وعلى الأقل ينبغي على اتحاد القدم الاكتفاء بالمرحلة الأجنبية الفاشلة ..والتحول باتجاه المدربين الوطنيين،وبخاصة أن منهم كفاءات لايمكن تجاهل مشوارها التدريبي المحلي مع الأندية والمنتخبات ..يتقدمهم الكابتن سامي نعاش..الذي نجح فيما فشل فيه الكرواتي «ستريشكو» والمصري «محسن صالح» والبلجيكي «توم»..وقاد منتخبي الناشئين والشباب بامتياز إلى التأهل إلى نهائيات كأس آسيا..كما فاز منتخبنا الأول على منتخب البحرين بثنائية نظيفة في كأس العرب المقامة في جدة العام المنصرم..وأوجد للأحمر اليمني شخصيته في البطولة..فلماذا لايمنح هذا الكادر الوطني الكفؤ الفرصة لقيادة منتخبنا الكبير ..وتتاح له الفترة الزمية الكافية ..وتعطى له بعض الإمكانات المادية التي وضعت تحت تصرف المدربين الأجانب وبددوها شذر مذر ..وكون «نعاش» ذي خبرة وتجربة تدريبية عالية فإن من المنتظر أن يصيغ شخصية إيجابية لمنتخبنا اليمني في قادم الاستحقاقات عطفاً على عطاءاته. .. الأهم أن تؤمن قيادة اتحاد القدم بقدرات «نعاش» وتتأنى عليه ,وتعطيه الفرصة الكاملة ليقود المنتخب،بناء واختيار عناصره, دونما إملاءات وتدخلات ,وضغوطات ,ومراضات للوجاهات والمشائخ وذوي القربى ,ودون استعمال الهواتف الخاصة بأعضاء اتحاد القدم لإدراج اسم لاعب أو إقصاء آخر..إلخ التكتيكات السائدة المسجلة كماركة خاصة بأداء لجان الاتحاد.. .. إن الجماهير الرياضية في بلادنا تسألكم :ألا يستحق مدربنا الوطني هذا؟!..أليس من حق لاعبينا أن يدربهم يمني ,يدرك أهمية تمثيل الوطن كروياً,ويمتلك الغيرة على بلده ..بدلاً من مدربين مزيفين من خارج الحدود لايفهمون لاعبنا,ولايهتمون للكوارث الكروية التي تصيب الرياضة اليمنية..إضافة الى أنهم لايعرفون كوعهم من بوعهم في التدريب, يااتحادنا اليمني للقدم؟!.. .. سننتظر إجاباتكم على ذلك عملياً..فلسنا هنا ننال من شخصكم ..إنما نضع حلاً عملياً لمعضلة أرّقت ملايين اليمنيين المكلومين..والله المعين.