مع تنامي الفقر وازدياد عدد الأسر الفقيرة والمعوزة في محافظة تعز، بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة، التي تمر بها بلادنا، خاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.. ازداد عدد الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة ومنهم أطفال الشوارع، الذين يتعرضون لمخاطر متنوعة من قبل المنحرفين الكبار الخارجين عن القانون. ولأن ظاهرة أطفال الشوارع باتت تشكل مشكلة مجتمعية، تستدعي تدخلات عاجلة للحد منها، يقوم حالياً الصندوق الاجتماعي للتنمية بتعز بتدخل للتخفيف من هذه المشكلة عبر الشراكة مع مركز الطفولة الآمنة، الذي يشرف عليه مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة من خلال برنامج متكامل يركز على محورين، أولهما التأهيل والتدريب للعاملين في المركز، والثاني من خلال الدعم المؤسسي للمركز ليشكل بيئة مناسبة وآمنة للأطفال، الذين يترددون عليه أو المقيمين فيه ومعظمهم من أطفال الشوارع والمشردين. ولمعرفة الكثير عن هذا البرنامج تحدثت ممثلة الصندوق الاجتماعي آمال الشميري بقولها: ضمن المرحلة الرابعة من إستراتيجية الصندوق الاجتماعي للتنمية الحالية، تعمل وحدة الحماية الاجتماعية على تنفيذ عدد من البرنامج فيما يتعلق بحماية حقوق الطفل بالمحافظة من جانبي الوقاية والحماية. وهذا العام تقدم مركز الطفولة الآمنة بتعز بمشروع متكامل حول كيفية تطويره حتى يستطيع تقديم خدمة نوعية تجاه الأطفال المستفيدين، سواءً من النزلاء أو المترديين، سواءً كانوا أطفالاً متشردين أو متسولين أو في خلاف مع القانون، بمعنى آخر (أطفال شوارع).. وحتى يصبح المركز له حضور على مستوى المحافظة يمكنه من الاستمرار النوعي في عمله ويخدم شريحة الأطفال في ظروف صعبة. وتضيف: ومنذ شهر مارس الماضي 2013 قمنا بتنفيذ برنامج المشروع المتكامل من خلال عقد دورات تدريبية تأهيلية ابتداء بالعاملين مع الأطفال بمركز الطفولة الآمنة من اخصائيين ومشرفين على الأساليب التربوية في التعامل مع الأطفال في الظروف الصعبة، وكان عددهم 31 منهم إخصائيون تربويون من خمس مدارس بتعز، الدورة استمرت لستة أيام، ثم عقدنا دورتين تدريبيتين ل 33 من الأطفال النزلاء بمركز الطفولة الآمنة والمترددين عليه، الدورتان استهدفت الأطفال من سن 10 وحتى 13سنة، ومن سن 14وحتى 18 سنة استمرتا ثمانية أيام, تدرب فيها الأطفال على الجانب الحقوقي وتعرفوا فيه على حقوقهم في الحياة من خلال القوانين المحلية والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والجانب الثاني تركز على المهارات الحياتية، تعزيز الذات والثقة بالنفس ومواجهة صعاب الحياة وحل المشاكل التي يواجهونها في حياتهم، وكيفية حماية ووقاية أنفسهم من التعرض لمخاطر الانحراف والاستغلال والإساءة بأنواعها والاندماج بالمجتمع بإيجابية وتقبل الآخرين، إضافة إلى دعم نفسي. وتابعت آمال الشميري ضابطة وحدة الحماية الاجتماعية بالصندوق الاجتماعي للتنمية بالقول: حالياً انتهينا من عملية التدريب والتأهيل للإخصائيين والمشرفين الموظفين الجدد بمركز الطفولة الآمنة ودار الأيتام ودار الرقابة الاجتماعية وعددهم 26 في مجال الاستقطاب والإحالة للأطفال في الظروف الصعبة لمركز الطفولة الآمنة من خلال إعداد خطة مسح ميداني مع استمارة البحث الخاصة بالاستقطاب والإحالة التي سينفذونها في مديريات تعز الثلاث (القاهرة والمظفر وصالة) في ثماني مدارس ونقاط تجمع الأطفال في الظروف الصعبة لمعرفة حجم المشكلة وأسبابها وعدد الأطفال المستهدفين للخروج بقاعدة بيانات دقيقة حتى يتم معرفة من هم الأطفال الذين هم بحاجة للإحالة إلى المركز والذين سيتم إعادتهم لأسرهم. وحتى يتم بعد ذلك القيام بحملات توعية في المدارس والأحياء التي تشكل نقاط تجمع لهؤلاء الأطفال ولعقال الحارات والأهالي والشخصيات المؤثرة للعمل معاً من أجل تغيير واقع حياة هؤلاء الأطفال وتقديم الدعم والمساندة ليحيوا بشكل سليم، ولتحفيز الشراكة المجتمعية في تبني وحل القضايا المجتمعية التي يكون الناس عادة طرف فيها. وعن المحور الثاني بالبرنامج قالت آمال: لكي يستطيع مركز الطفولة الآمنة بأن يؤدي رسالته الإنسانية والخدمية تجاه هؤلاء الأطفال سيتم دعمه من قبل الصندوق مؤسسياً من حيث تزويده بأجهزة ومعدات تعليمية ورياضية وترفيهية، يستفيد منها الأطفال وينمون من خلالها مواهبهم وتعينهم على الاستمرار في الحياة بشكل آمن.. واختتمت آمال حديثها بتوجيه نداء إلى وسائل الإعلام بالقيام بدورها بدعم المركز وحث المجتمع للمشاركة في حل هذه المشكلة المؤرقة بالنسبة للأطفال وحياتهم الآنية والمستقبلية ولمخططي التنمية والسلطة المحلية للحد منها، وتقديم خدمات نوعية لأطفال شاءت ظروفهم الأسرية والبيئية أن يكونوا منذ بداية حياتهم عرضة لظروف معيشية صعبة.