قال رئيس منظمة «صناع النهضة» بعدن عمار الصوفي أن مشروع دبلوم إنسان النهضة الذي تنفذه المنظمة خلال العام الجاري يهدف إلى بناء الإنسان من النواحي الفكرية والسياسية والاجتماعية والإدارية عن طريق دورات متخصصة يقدمها كبار المدّربين في الوطن العربي.. وأوضح الصوفي ل(إبداع) أن منظمة «صناع النهضة» تسعى من خلال مشاريعها إلى بلورة مهارات وقدرات الشباب لكي يتمكنوا من المساهمة في تنمية المجتمع.. مشيرًا إلى أن المنظمة تعتمد على الشباب في أنشطتها بنسبة 90 %..ودعا منظمات المجتمع المدني إلى التنسيق والشراكة الفاعلة فيما بينها باعتبار أن ذلك من أهم عوامل النجاح.. جاء ذلك في ثنايا الحوار الآتي: .. لنبدأ من آخر لقاء جمعكم برائد النهضة المفكر الدكتور جاسم سلطان..ما هي مخرجاته؟ خلال اللقاء تم التعرف عن قرب على مشروع النهضة والذي يتلخص بالتالي (إعداد مواد فكرية تسهم في تغيير وتنمية الفكر في العالم العربي في كل المجالات لان الأعمال والنجاحات تنطلق من الفكر الصحيح بالإضافة إلى إعداد قيادات تساهم في نهضة الأمة, وأيضًا تسكين الملفات الكبرى للأمة (الاقتصاد - التعليم - الزراعة - البحث العلمي)، كما تمت الاستفادة من أفكار وخبرة الدكتور في البلورة النهائية لمشروع صناع النهضة في إعداد قيادات تخصصية تساهم في نهضة المجتمع , وأخيرًا التنسيق لاستضافته في عدن خلال الفترة المقبلة ضمن مشاريع المنظمة. .. ماذا عن مشروع “دبلوم إنسان النهضة في عدن” وإلى ماذا يهدف؟ دبلوم إنسان النهضة يهدف إلى بناء الإنسان من النواحي الفكرية والسياسية والاجتماعية والإدارية عن طريق دورات متخصصة لمدة عام بدأت شهر فبراير /2013م, وتنتهي بعون الله شهر فبراير / 2014م, ويدرب فيها كبار المدربين في العالم العربي أمثال الدكتور جاسم سلطان والدكتور طارق السويدان والأستاذ هاني المنيعي وغيرهم.. ويهدف المشروع إلى نشر الفكر والوعي لأكبر شريحة من الشباب عن طريق أمسيات جماهيرية ستقام في عدن خلال الفترة القادمة. .. كيف تم التنسيق مع المدربين؟ تم التنسيق معهم عن طريق مؤسسة اليقظة التنموية المنظم الرئيسي للمشروع بقيادة المفكر اليمني أ. جمال حميد المليكي. .. أستاذ عمار, كان يوم 12/12/2012م يوم مميزًا وهو يوم ولادة منظمتكم “صناع النهضة” لماذا تحديدًا اخترتم هذا اليوم لإعلانها.. ما هو السر في ذلك؟ السر بالنسبة لتحديد التاريخ أنه يوم مميز ولا يتكرر إلا كل مائة عام ويصادف اهتمام كبير من المجتمع ككل بهذا التاريخ. .. لو تعطي القارئ نبذة مختصرة عن “صناع النهضة” وأهم أنشطتها؟ منظمتنا منظمة تنموية غير حكومية مرخصة برقم ( 284 (تعمل على إعداد قيادات مجتمعية وإقامة برامج نوعية وبناء شراكات فاعلة للمساهمة في نهضة المجتمع, ونفذت الكثير من المشاريع بشراكة وتمويل منظمات دولية ومحلية أبرزها منظمة المجلس الدنماركي للاجئين (DRC) ومنظمة حماية الأطفال ومنظمة أوكسفام ومنظمة الإغاثة الإسلامية ومنظمة ميرسي كورس وكذا مؤسسة اليقظة التنموية وأكاديمية أوسكار والجيل للإنتاج الفني والإعلاني وغيرها. .. ما هي أبرز المشاريع التي نفذتها «صناع النهضة» ؟ نفذنا العديد من المشاريع والأنشطة خلال الفترة الماضية من العام الحالي 2013م أبزها كان مشروع دبلوم إنسان النهضة عدن بالتعاون مع مؤسسة اليقظة التنموية ومشروع قائد الذات بالتعاون مع أكاديمية أوسكار ومشروع أنا قارئ لتدريب ألف طالب وطالبة على القراءة وأهميتها وماذا يقرأون وسوف يستمر هذا المشروع في مراحل جديدة, وكذا العديد من الدورات التدريبية العامة والمتخصصة سواء لفرق عمل المنظمة في عدنوأبين ولحج أو للمجتمع. .. أيضاً كان لكم أنشطة إنسانية في أبين ولحج وعدن وأخرى تم توقيعها مع جهات عدة وأخرى بصدد تنفيذها أو نفذتم جزءاً منها.. ماذا عنها؟ لدينا في المنظمة قطاع رئيسي وهو قطاع (الاستجابة الإنسانية) نعمل من خلاله وفق معايير مشروع اسفير للاستجابة الإنسانية ونفذنا العديد من المشاريع في هذا الجانب أبرزها مشاريع توفير المياه ومشاريع توزيع المواد الصحية لثمانية عشر آلاف أسرة في أبين بتمويل من منظمة (ميرسي كورس) ومشاريع المياه بتمويل منظمتي رعاية الأطفال واوكسفام ومشاريع التوعية والحماية. .. كان أول مشروع قمتم بتنفيذه مشروع “ أنا قارئ” لو حدثتنا عن أهمية ذلك؟ أهمية هذا المشروع تنبع أنه لا تنهض أمة ولا تقود إلا الأمة القارئة فالقراءة هي أساس النجاح والنهضة لأي مجتمع ولأي شخص في مختلف جوانب حياته الشخصية ومن هذا المنطلق أتت أهمية المشروع حيث, ركزنا في المشروع على التدريب العملي للطلاب على أهمية القراءة وكيف يقرأ وكيف تكون المذاكرة الصحيحة لدروسه بداية تعلقه بالقراءة عمومًا ووصلنا بحمد الله إلى تدريب ألف طالب وطالبة في خمس مديريات في محافظة عدن. .. قيامكم بالمهام الشبابية وجوانب التنمية البشرية, وفي نفس الوقت القيام بالمهام الإنسانية, ألا ترى أن هذا (خلط) لماذا لا تركزون على مجال معين؟ بطبيعة مجتمعنا الذي يحتاج للعمل الإنساني أولاً وخصوصاً في بعض المحافظات مثل أبين التي عانت من الحرب وأيضا الاحتياج التنموي الحقيقي للمجتمع ركزنا في مجالين أساسيين كل مجال له قطاعه الخاص وفريق العمل الرئيسي المتخصص في هذا المجال وهذان المجالان هما قطاع الاستجابة الإنسانية وقطاع يهتم بالإعداد القيادي للشباب وبناء قدراتهم الشخصية والمجتمعية والمؤسسية. .. باعتبارك أحد المهتمين بالشباب وخبيراً في التنمية البشرية.. كيف وجدت تفاعل الشباب مع الأنشطة التي قمتم بها؟ وما الذي ينقصهم لكي يغيروا من واقعهم من وجهة نظرك؟ الحمد لله, دومًا كان تفاعل الشباب هو الأكثر تأثيرًا ومنظمتنا تعتمد بنسبة 90 % على الشباب؛ فهم الأكثر إنجازًا ومبادرة, وأبرز ما ينقص الشباب هي الإمكانات المادية أولًا ثم التأهيل المتخصص ومجالات الممارسة التي يستطيع من خلالها بلورة مهاراته وقدراته ليصبح قائدًا مؤثرًا يسهم في تنمية مجتمعه وهذا ما نسعى من خلال مشاريعنا أن نحققه لمن نستطيع من الشباب. .. أستاذ.. لو تحدثنا عن منظمات المجتمع المدني ودورها في المجتمع.. البعض يقول أنه «ليس لها أي دور إلا الابتزاز» ماذا ترى أنت؟ منظمات المجتمع المدني مثلها مثل الكثير من القطاعات في منطقتنا العربية وهي برأيي مقسمة على ثلاثة أقسام: القسم الأول مبادرات وجمعيات طوعية 100 % تسعى لنشر الخير في المجتمع وهي صادقة جدًا لكنها بسبب العمل الطوعي وحدة لا تستطيع أن تكون كيانات مؤسسية, ومن ثم لا تستطيع إنجاز مشاريع مؤثرة ولا تنقل كوادرها نقلات نوعية ويبقى أثرها محدود, والقسم الآخر من المنظمات هي القائمة على العمل المؤسسي الجاد والعمل الطوعي المخلص, وبرأيي هي من أنجح المنظمات وأكثرها أثراً, وهناك القسم الثالث وهي الأكثر للأسف الشديد, وهي التي يتعامل أصحابها ومؤسسوها على أنها مشروع تجاري فقط وبالتالي يعملون في كل المجالات التي فيها تمويل ويكون همهم الأول والأخير كم الفائدة المادية التي سيحققونها لأنفسهم وهذه في معظم الحالات تفشل وتنتهي مع الزمن. .. كيف يمكن أن تصل منظمات المجتمع المدني إلى مستوى مطلوب من الأداء بحيث يجعلها تحوز على ثقة المجتمع؟ عن طريق التنسيق والشراكة الفاعلة بعيدًا عن أي مصالح أو ارتباطات سواء سياسية أو غيرها وهذا ممكن يتأتى بين منظمة وأخرى أو بين مجموعة منظمات وهناك الكثير من التجارب الناجحة في هذا المجال. .. أنتم في “صُناع النهضة” هل بينكم تعاون مع الجهات الرسمية؟ نعم بحمد الله خلقنا شبكة علاقات واسعة سواء مع بعض الوزراء أو المحافظين في عدن ولحج وأبين وكذا المكاتب الحكومية الرئيسية مثل مكاتب التربية والصحة والتدريب الفني وغيرها.