الهبوط لن يكون نهاية العالم ولن يكون نهاية كل شيء ، هذا ما يجب على أبناء الطليعة «إدارة – جهازاً فنياً – لاعبين – جمهوراً» أن يفهموه ، فما حدث للطليعة قد تكون نتيجة حتمية لخلل يعانيه النادي ويمارسه الكل ضده, دون أن يشعروا به ,ويتمثل الخلل في الانهزامية الداخلية ,لدى كل طلعاوي أصبح يعيش في كثير من الإيحاءات السلبية ,التي تؤدي بدون شك إلى الانهزامية النفسية ,والشعور بالعجز عن تحقيق أية إيجابية. أسمع كثيرين يحمِّلون ما يمر به الطليعة المدرب السابق نبيل مكرم الذي كان له بصمة واضحة في عودة الطليعة ,والمشاركة في عودة الروح إليه ، ومن يرمي بالتهم عليه لايدرك العمل الإداري ,ولا يفرّق بين العمل الفني ,وبين العمل الإداري ، فقبل أن يحمل «مكرم» مسؤولية مايتعرض له الطليعة ينبغي أن تعلن الإدارة مسؤولياتها ,قبل المدرب السابق مع أنه يفترض أن نعرف أن فترة نبيل مكرم انتهت بتسليمه الفريق مبكراً من بدء الدوري لخلفه ,وفق بروتوكول معين ,اتفقوا عليه تكريماً لمكرم وللدور الذي قدمه. نبيل مكرم ترك الفريق ,وتسلمت الإدارة الفريق بعد أن كان يتهم مكرم أنه «مكوّش» على كل حاجة ,وأنه الكل بالكل مع أنه من العيب على إدارة الطليعة أن تقول هذا لأن سيطرة مكرم على الفريق إدارياً وفنياً ومالياً وقبولاً وفصلاً ومعاقبة «كله في كله» ليس عيباً من مكرم بقدر ماهو عيب من الإدارة التي عجزت في أن توجد فريقاً أو تقودهم فكان لابد للبديل وهو أن يكون المدرب في الواجهة ,وهو يريد أن ينجح وينجح فريقه فقاد الأمور وفق الخلل الإداري الموجود في النادي. ولذلك فإنه من العيب أن يظل الطلعاوية يرمون بفشل الفريق في الدوري وهبوطه المبكر على مدرب ,قد ترك الفريق ولم يعد له صلة به ، ونبيل مكرم هو في الأخير بشر كغيره من المدربين الطامحين للنجاح ،وكون الطليعة الفريق الأكثر تغييراً للمدربين ، فإن مسؤولية الهبوط لايتحملها مدرب أو لاعب, بل الكل مشترك في الوضع الذي يمر به الفريق والنادي ، ولذلك فالطليعة أمامه فرصة العودة المبكرة كذلك.. فقط لو أحسن التخطيط والتهديف لما بعد الهبوط. الآن خلاص حصل الهبوط هل نجلس نبكي ونندب حظنا ,ونوزع التهم على هذا وذاك وتمر فترة ومازال الجميع يبحثون عن عصا موسى لتخرجهم من وضعهم ؟ لا ..بل يلزم حركة إلى الإمام وينبغي التفكير لتجاوز الحال هذا من خلال الآتي: -لقاء مكاشفة ومصارحة ومصالحة بين كافة أطياف الطليعة والاتفاق على العمل من أجل النادي وإعادة الفريق الكروي لوضعه الطبيعي. -تقديم رؤية وتصور واضحين من قبل كبار الطليعة من النخبة الواعية والمدركة والتي تملك خبرة فنية وتجيد تشخيص الوضع ووضع الحلول له ,ويمكن للطلعاوية تحديد أسماء يتفقون عليهم يكونون هم المشخصون للحال. -أن تكون أبرز المعالجات التركيز على إعداد الشباب وتهيئتهم لأن يكونوا في الفريق الأول ,والاهتمام بالفئات العمرية لتكون رديفاً للكبار. -تحديد إدارة تنفيذية تكون مساعدة للإدارة خاصة رئيس النادي ونائبه وتكون مهمة الإدارة التنفيذية تنفيذ برامج وخطط الإدارة, وعلى ضوء الخطة والبرنامج المعد يكون الحساب والعتاب. -تحديد لائحة واضحة تنفيذية للنادي تشمل معايير استجلاب والتعاقد مع المحترفين,ووضع شروط وعقوبات صارمة ضد من يخل ببنود العقد والاتفاق مع النادي ، وينطبق على الجهاز الفني العقد والاتفاق. -تحديد لقاء أسبوعي عقب كل مباراة مع الإدارة والجهاز الفني يكون لقاء تقييمياً للفريق .. -ووفق التقييم تعلن أفضل ثلاثة أسماء ملتزمة بمعايير العمل في النادي سواء كان الفريق أم الجهاز الفني أم الإدارة التنفيذية, ويتم من خلال وسائل إعلام النادي والوسائل الأخرى نشرهم لكي يعطي حافزاً للكل في العمل بروح الفريق الواحد. -أن تعطى صلاحيات للمدرب تكون فنية وليست إدارية ومالية وعدم تكرار خطأ سابق. - إيجاد مدربين كبار للفئات العمرية ,وتقديم الشكر للمدربين الحاليين الذين هم بحاجة لمزيد من التأهيل في دورات كرة القدم ,وإشراكهم في دورات تأهيل مختص نفساني مع الفريق يعرف يحدد حال اللاعب قبل مشاركته ليتم على ضوء ذلك اتخاذ القرار المناسب. - التركيز على كافة الألعاب بحيث يسير النادي بشكل متوازِ مع كرة القدم. -رئيس النادي ونائبه ينبغي أن ترفع الحواجز عنهما ويتركا يمارسان عملهما دون تأثير من أطراف يخشون عليهما حسب قولهم من الضغط والتطفيش ..اتركوهما يمارسان عملهما «رئيساً ونائباً» وليس كوصيين على دعم يشرفان عليه فبقاؤهما بعيدين عن الواقع لن يكسبهما أية خبرة بالميدان الرياضي وما يعتمل به .. لذلك مطلوب منهما أن يقتحما الواقع بقوة ,وأن يكون لديهما نفَس طويل ,وسعة صدر لكل ماقد يكون من كلام من جمهور لا يريد إلا نتائج ,وشارع لايعرف سين أو صاد،فهما لن يكونا أفضل من الداعم الأول شوقي هائل الذي تعرض لكثير من النقد والهجوم وهو داعم .. ولن يكونا أقوى من عزيز الحروي ،وعمر عبده قائد ،ومحمد علي شكري... الخ،وبالتالي فبقاؤهما خلف شخصيات تتحدث باسميهما ويتعاطيان مع الأمور من نافذة ما يصلهما عبر وسطاء ,ينقلون وقد يكون النقل غير صائب. -لابد من عمل لقاءات متكررة مع الفريق والجهاز الفني وعمل زيارات مفاجئة للاعبين في مساكنهم وتخسيسهم بقرب الإدارة. عمق الهامش: الفشل ليس نهاية الحياة بل هو بداية النجاح .. فقط كيف نستفيد ونعيد التخطيط والبرمجة؟ [email protected]