نصر الدین جحا، شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة، ونسبت إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة.. وجحا اسم لا ينصرف لأنه معدول من جاح، مثل عمرو من عامر ويقال: جحا يجحو جحواً إذا رمى. وفي الأدب العربي، نسب جحا إلى أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاصر الدولة الأموية، وهو أقدم شخصيات جحا والنكات العربية تنسب إليه، وفي الأدب التركي، نسبت قصص جحا إلى الشيخ نصر الدين خوجة الرومي الذي عاش في قونية معاصراً الحكم المغولي لبلاد الأناضول ومعظم القصص المعروفة في الأدب العالمي تُنسب له. من نوادره: مَنْ يعلمُ يُعْلِمُ مَنْ لا يَعْلم جلس الشيخ نصر الدين أفندي، يوماً على منصة الوعظ في أحد جوامع “آق شهر” وقال: أيها المؤمنون, هل تعلمون ما سأقوله لكم؟! فأجابه السامعون: كلا, لا نعلم.. قال: إذا كنتم لا تعلمون, فما الفائدة من التكلم, ثم نزل. وعاد في يوم آخر فألقى عليهم نفس السؤال, فأجابوه, هذه المرة: أجل إنا نعلم.. فقال: ما دمتم تعلمون ما سأقوله فما الفائدة من الكلام؟!. حار الحاضرون في أمرهم واتفقوا فيما بينهم, على أن تكون الإجابة في المرة القادمة متناقضة, قسم يجيب: لا, وقسم يجيب: نعم, ولما أتاهم المرة الثالثة, وألقى عليهم سؤاله الأول, اختلفت أصواتهم بين: لا ونعم. فقال: حسناً جداً مَنْ يعلمُ يُعْلِمُ مَنْ لا يَعْلم.