سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزواجنا يموتون في السجن وأطفالنا كذلك! 3 زوجات لسجناء منذ عقدين يناشدن استئناف تعز تنفيذ الشق المدني لصالحهم بالتعويض قبل تنفيذ القصاص في حق أزواجهن بعد رمضان .. ويصرخن:
ثمة قصة إنسانية غاية في البؤس أبرز ضحاياها أطفال وشابات يافعات وأمهات ترملن منذ 19عاماً فيما أزواجهن على قيد الحياة يترقبون الموت نهاية كل أسبوع من خلف قضبان الفولاذ, ومن خارجها يموت صغارهم كل يوم ذلاً وتشرداً وبعداً عن الديار التي هُجروا منها قسراً ولم يتمكنوا طيلة عقدين من استعادة آبائهم ليطعموهم, ولا استعادة ماحكم القضاء به لصالحهم من تعويض عن منازلهم المدمرة وحقولهم وأملاكم, ليستمروا على قيد الحياة .. شبهات خلف قضبان السجن المركزي في تعز يقبع 3 سجناء منذ 19عاماَ حكم عليهم بالقصاص .. أصغرهم سناً (عبدالباري محمود عبدالحميد) سُجن عقب زفافه بأسبوع ويزعم أنه لم يشارك أخاه أحمد في القتل وأن سنه يوم الحادثة كان ستة عشر عاماً وينعته زملاؤه في السجن بعميد أحداث العالم العربي , لذا فقد استصرخ الصحيفة مع شقيقه وثالث المحكوم عليهم بالقصاص عبدالجليل حمود عبدالحق .. وقد وافقنا على إيصال صرخاتهم وصرخات أطفالهم وزوجاتهم , لا تدخلاً في الأحكام القضائية الباتة عليهم بالقصاص سواء صدقت وثائق عبدالباري المرفقة والمبينة بأن سنه في العام 95 كان 16عاماً أم لا فهذا شأن القضاء ومنظمات حقوق الإنسان التي بإمكانها الاستعانة بالطبيب الشرعي ... فقد كان الدافع الصحفي والإنساني والأخلاقي والديني هو المحرك الأساس لنشر قضيتهم ولكن من زاوية أخرى , وهو الكشف عن الشق المدني من الحكم القضائي الذي لم ينفذ والمحكوم به لصالح السجناء الثلاثة الذي لم ينفذ قرابة من سنوات سجنهم, فلا هم بالأحياء ولا هم بالأموات , فتراهم يكرهون يوم الأربعاء أكثر من كره أهل البيضاء, الموعد المحدد لتنفيذ القصاص, يعدون ساعاتهم ويلوكون أيامهم في مضض وقهر, إذ لا تتفاقم حسراتهم على أنفسهم أعظم من حسراتهم على عائلاتهم الثلاث التي حملت كرها وزرهم رغم دخولهم السجن من يومها , وهذا هو بيت القصيد والمحرك الأساس لنشر مأساة تلك الأسر الثلاث لأولئك السجناء, كون الشرائع الإسلامية والعالمية لا تحمل البشر أوزار غيرهم. أرشيف وقبل الولوج في المأساة, من العدل والحكمة التذكير بقصة الجريمة أو الحادثة التي أرسلت الثلاثة إلى السجن: في منتصف العام 1995 نشب خلاف بين آباء المحكوم عليهم بالقصاص وبين أولياء الدم , قيل بأن سببه كان التلاسن, وتطور الأمر لترقب طرف للطرف الآخر في الصف الأول في خطبة الجمعة في جامع قريتهم (جاره) المسراخ جبل صبر, وتجنباً لتورط المحرر في من بدء الاعتداء , فالمهم أن الثلاثة الآباء المحكوم عليهم أسعفوا إلى غرف الإنعاش ودمائهم سقت أجسامهم وسجاد الجامع, وفي المقابل خرج ثلاثة من الطرف الآخر الغرماء جثث هامدة, وحسب الحكم القضائي فإن الثلاثة المحوم عليهم بالقصاص هم الجناة, وبحسب عبدالباري أصغر المحكوم عليهم سناً فإنه لم يشارك في القتل وأن شقيقه فقط هو من قتل الثلاثة الذين اعتبرهم المعتدين على والده وأعمامه, في محاولة لإنقاذ آبائهم الذين منع المصلون من وقف الاعتداء عليهم وإسعافهم. ما يهم هو الخلاصة .. فقد حُكم على الثلاثة بالقصاص لإدانتهم بقتل الثلاثة. المأساة أما المهم في نشر حالة السجناء فهي المأساة الحقيقية التي تعيشها عائلاتهم من بعد أن هُجرت قسراً من قراها في مسراخ صبر. زوجة عبدالباري أصغر السجناء, أجهشت في البكاء فور بوحها بحالها وقهرها على زوجها الذي فارقها في شهر العسل, فأضاعت شبابها لتربية طفليها التوأمين. وهي تعيش حالياً في منزل شقيقها في وادي صالة. أما زوجة أحمد شقيق عبدالباري محمود عبدالحميد فعلى أكتافها حمل ثقيل (5) بنات وولد سادس, أوجزت مأساتها وأولادها بالقول: أزواجنا يموتوا يا أخي كل يوم في السجن ونحن لا نلاقي اللقمة, وأولادنا خارج السجن يموتوا أعظم بسبب المهانة واليتم والقهر والمرض. ولتلمس المأساة عن قرب قمنا بزيارة رمضانية لأسرة أكبرهم سناً (عبدالجليل حمود عبدالحق) الرجل الذي صار خمسينياً وأباً ل 4 بنات وصبي خامس لم يتجاوز الخامسة عشرة من العمر, لم تتمكن والدته من تدريسه كما شقيقاته الأربع! يسكنون غرفتين صغيرتين في غاية من البؤس أمام محطة الوقود في ثعبات أعلى مدينة تعز. تقول أمهم: بعد الحادثة أمهلونا أولياء الدم يومين لنرحل من منازلنا فهربنا ليلاً دون متاع أو زاد إلى أعلى جبل صبر إلى قرية وتير, وهناك أشفق علينا الأهالي وآوونا وأطعمونا عامين, لكن الغرماء ضغطوا عليهم لنرحل بعيداً ومن يومها إلى اليوم نتنقل في بيوت الإيجار في مدينة تعز ونعتمد في الاستمرار على قيد الحياة, على صدقات ومساعدات الأقارب والأهل وبعض الخيرين , ويشهد الله أن مالك هذا البيت الذي نسكنه منذ 10 سنوات صابر علينا منذ عام بلا إيجار, وأني (مكلف) أمية وما فيش معي حتى راتب شؤون, وهذا شقيق زوجي ساكن معانا ومعاق بدنياً وذهنياً وهم أصم وأبكم, عمتي العجوز والدة زوجي تسكن معنا وبناتي ثلاث شباب والرابعة في الطريق, وكذلك هو حال عائلتي عبدالباري وأخوه أحمد المحكوم عليهم مع زوجي بالقصاص , كلنا نلاقي المذلة والهوان, وغيرنا (يشارعوننا) من حصاد ثمار وقات مزارعنا وجربنا (مد النظر) فقد كنا أعزاء, ولكي نستعيد حقنا نناشد رئيس نيابة استئناف تعز القاضي بدر العارضة أن يلزم وكيل نيابة المسراخ بتنفيذ الشق المدني من الحكم القضائي المحكوم به لنا وقد قدر بعض المشائخ قبل سنوات أن ثمارنا ومزارعنا التي نهبت ودمرت مع منازلنا وطواحيننا ومجمل أملاكنا نحو 45 مليون ريال, واليوم نطالب بإنصافنا وتسليمنا التعويض المقرر شرعاً, وبين أيديكم أوامر من النائب العام الأول سنة 97 بعد صدور الحكم وآخر في سنة 2004 وغيره كلها توجه بعدم تنفيذ حكم القصاص قبل تنفيذ الشق المدني بتسليمنا التعويض المقرر, لكن جميع تلك التوجيات تصل إلى نيابة المسراخ وتتعثر, وهذا هو سبب تأخير القصاص في حق أزواجنا فالغرماء أرهقونا في الشريعة والتشرد والمهنة وأرهقوا أزواجنا في السجن فلا هم أحياء ولا أموات ولا يريد الغرماء تسليم التعويض. * وبناءً على ما سلف تختتم زوجة عبدالجليل حمود عبدالحق هذا الموضوع بمناشدتها للنائب العام ولرئيس نيابة تعز قائلة : ما ذنبنا وأطفالنا نعيش اليتم قبل وبعد القصاص , وحسبنا الله ونعم الوكيل وقلدكم الله أن لا تنفذا القصاص الوشيك بعد رمضان حد علمنا إلا وقد نفذتم الحكم المدني فقد سمعنا أن هناك محاولات لفصل تنفيذ الحكم الجنائي والمدني , وأنتم تعلمون أن القصاص إذا تم فلا قدرة لنا في فقرنا من متابعة سنوات قادمة لتنفيذ الحكم المدني لصالحنا .. ونحن وأطفالنا في رقاب كل من يتراخى في إنصافنا ونشهد الله في هذه الأيام الفضيلة التي لا يرد فيها دعوة المظلوم.