نظمت منظمة صحفيات بلا قيود أمس الخميس “ندوة حول ظاهرة الاختطاف في اليمن الأسباب والآثار والمعالجات” قدمت خلالها العديد من أوراق العمل التي تحدثت عن الظاهرة. وفي الندوة قال الكاتب الصحفي عبدالباري طاهر: إننا أمام اختطاف دولة بكاملها.. مضيفاً في ورقة العمل التي قدمها إلى الندوة: إن الإرهاب هو المعنى الجامع والشامل لمفردات عديدة منها الاختطاف والإخفاء القسري والاغتيال وقطع الطريق وتدمير أنابيب النفط والماء والكهرباء وبث الرعب والذعر بمختلف الصور والأشكال. وقال: إن اليمن تشهد منذ طرح المبادرة الخليجية وبداية الحوار الوطني الشامل تصاعداً مطرداً في أعمال الإرهاب التي تتمثل في اغتيالات الضباط والطيارين بالإضافة إلى الاختطاف.. مشيراً إلى أن الاختطاف وقطع الطريق حسب المفهوم الإسلامي يأتي ضمن معاني الحرابة. وتابع: هناك خطان يسيران بشكل متوازٍ، الخط الأول: الحوار الوطني، والخط الآخر: القوى التقليدية وقوى الحرب، وهي القوة التي لا تزال مصرةً على حكم اليمن بالقوة والغلبة, لافتًا إلى أن ما هو حاصل الآن أن الحوار في وادٍ وما يجري على أرض الواقع في وادٍ آخر. وقال عبدالباري: إن الاختطاف بدأ بعد الوحدة وكان نذيرًا لحرب 94 وأصبح الآن يمثل نوعاً من الابتزاز, مضيفًا: للأسف الشديد أن الدولة تستجيب وتدفع فدية للخاطفين. وأضاف: خلال العقد الماضي تمثلت مطالب الخاطفين بمشاريع خدمية في مناطقهم القبلية وتطورت إلى بيع الرهائن لتنظيم القاعدة الذي بدوره يستغلهم للمطالبة بفديات مالية والحصول على تمويل لأنشطته. ولفت إلى أن دخول بعض الدول العربية ودفع الملايين كفدية للخاطفين فتح الشهية لدى القبائل والقاعدة للمزيد من الخطف. واعتبر عبدالباري عملية اختطاف الصحفية الهولندية “جوديت” وزوجها المترجم الأمريكي “لوك” لا تخرج عن دائرة الابتزاز والاتجار. وقال: إن العديد من الزملاء الصحفيين والمختطفين في بعض المناطق أكدوا أن هناك علاقات بين الخاطفين ومسؤولين كبار في الدولة قائمة على اقتسام عوائد الاختطاف. وأكد أن التغاضي عن هذه الظاهرة ومكافأة الخاطفين تظهر أن الخلل يكمن في رأس الدولة وليس في القبيلة, مشيراً إلى أن هنالك تواطؤًا بين أجهزة في الدولة وبين من يقومون بالإرهاب والاختطاف. وأرجع عبدالباري أسباب هذه الظاهرة إلى الفساد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والخطاب السياسي والديني الملغوم والمحرض والمخوّن. وأوضح أن من أهم المعالجات لهذه الظاهرة يتمثل في إعادة صياغة الحكم ومناهج التربية والتعليم وإعادة هيكلة الجيش والأمن كونهما أداة الدولة في ترسيخ الأمن والاستقرار.