عصام القيسي مرة أخرى طبقات الفكر تشبه طبقات الجيولوجيا : تبدأ الفكرة أصيلة، واضحة. ثم بمرور الزمن تتراكم عليها أتربة الاجتهاد والرأي، وتتكون فوقها طبقات جيولوجية من الآراء والمذاهب، حتى تختفي تماماً عن الأنظار. ولكي تعيد الحقيقة الأصلية إلى السطح، لا بد من إجراء حفريات معرفية عميقة ومضنية. والذي يمر على المشهد مرور الكرام يظن أن الحقيقة غامضة ومعقدة. لأنه توقف أمام الحفريات لا أمام الحقيقة نفسها. هاشم الاباره عليك أن تدرك شيئين في غايه الأهمية عندما تبدأ باستخدام العنف كوسيلة للاقناع او للتطويع أو حتى لنشر ماتعتقده صائباً أولها أن ذلك الطرف الذي يتوسع بالعنف مفلس ولا يحمل فكرة صائبة يستطيع أن يحشد الناس عليها بالحجة والمنطق والشيء الآخر إنك توفر للآخر الحجة المسبقة لاستخدامه العنف ضدك كوسيلة لإقناعك أو تطويعك او لإدارة اختلافه معك.. ولهذا لايمكن أن ينتج العنف إلا فكرة مشوّهة وجماعة مشوّهة تعيش حالات صراع مزمنة تولد الكثير من الضحايا وكثيراً من حالات الظلم ودوافع الانتقام.. Mohammd Slah التعصّب و المزاج اليمني .. يجد القارئ لتاريخ هذه البلدة الطيبة أنها طاردة للتعصب والتطرف، حاضنة للتعدد والتمرد ، لا يمكنها أن تحيا بين خيارين نعم أو لا، و التطرف لا يجد نفسه ويزدهر إلاَّ بين جماعات تقبل بصيغة مع أو ضد . فتعدد الخيارات هو أكثر ما يلائم الذهنية والمزاج اليمني، لذلك لا نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا : إن الجماعات المتطرفة التي برزت فجأة إلى الواقع اليمني طارئة ولن تستطيع الاستقرار بين سكانه، فهي في الأغلب قد نشأت وترعرعت وتفتَّح وعيها بعيداً عن الثقافة اليمنية المتعددة والمنفتحة و لا نقول “الوسطية “. إلاَّ أننا لا نستبعد أن تجد هذه الجماعات ذات الصبغة الدينية المتطرفة ملاذاً آمناً في الأطراف النائية والبعيدة عن يد الحكومة بسبب ضعف إمكانات وقدرات الدولة، مستغلة أيضاً البيئة الجغرافية الصعبة، وغياب المشروع الوطني الجامع، مستبعدين في الوقت ذاته على هذه الجماعات أن تجد بيئة ثقافية واجتماعية تمكنها من الانتعاش بين الناس، فالتاريخ يعلمنا بأن اليمنيين كما يقول الأستاذ محمد أنعم غالب (غير متعصبين و ليس لديهم من الوقت ما يغرقهم في مشاكل دينية مجردة ) كما إنه من الصعب على الجماعات المتشددة و المتطرفة نشر أسلوبها و نمط تفكيرها على المجتمع، أو تلاقي رؤيتها وتفسيرها للواقع قبولاً بين اليمنيين. وليد الاباره ما يميز الحرب في دماج وأخواتها عن الحروب السابقة إن القوى العنفية لم تستطع أن تجر اليمنيين الى مربع الصراع مع أو ضد والتحريض من خلال الاعلام الموجة لإثارة النعرات الطائفية والعصبوية واستنهاضها للحصول على القوافل الغذائية للمتحاربين والتبرعات وارسال مجاميع الغارة والواجب. وفي مثل هذه الحالة لا يسعني إلا ان أقول : شكراً فيس بوك ، شكراً شهداء 11 فبراير على الاقل اليوم لم تعد مهنة نفخ ابواق الحرب تجلب المزيد من المشجعين بل على العكس الكثير من الاستهجان. أحمد السلامي أنا منحاز لوضع اعتبار للسعادة في تقييم أو اتخاذ أي موقف سياسي. سعادة الناس. سعادة الأغلبية. سعادة الأقلية. وليس سعادة النخب. يوسف مرعي في الحرب الطائفية ، أي تلك الحرب التي تعني في جوهرها أرهاق هذا الشعب وإشغاله في دوامات المتاهة وخلق مبررات كبيرة لشرعنة الإبقاء على أمراء الفيد والحرب.. في هذه الحالة يصبح القاتل والمقتول إلى الجنة.! محمد ناجي أحمد يجيدون صناعة الطوائف وتجريف الأوطان .. من أجل بلوغ غايتهم يستنفرون كل الأساطير ،يساعدهم في ذلك أمية تنمو بمتواليات هندسية ، وفقر يزحف لصالح20% من المترفين ،المحميين بأسوار من الوعّاظ والمال والسلاح ، وأمراض لكثرتها واعتيادية الناس عليها لم يعد يأبه لها أحد ، فحصاد الموت يأتي بأسباب عديدة!