Mohammd Slah اليمن الطيبة المقدسة المباركة وصفها المولى عز وجل بالبلدة الطيبة، فقال ( بلدة طيبة ورب غفور)، ونعت أهلها الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، بالحكمة، وليونة التفكير، ورقة الأفئدة، قائلاً “ أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً، وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية “ وقال صلى الله عليه وسلم “ إني لأجد نفس الرحمن يأتي من قبل اليمن “ . ولم يبعد هذا الوصف الذي جاء في القرآن والسنة النبوية، عما ورد في النقوش القديمة، والكتب السماوية الأخرى، والمصادر الكلاسيكية . فقد عرَّفتها النقوش الفرعونية بالأرض المقدسة، وأطلق عليها أبو التاريخ الإغريقي هيرودوت العربية السعيدة، وبين الرومان شاع هذا الوصف كذلك، وبلاد الرب والمباركة أيضاً .وذكرت في العهد القديم في سياقات تدل على النعمة والطمأنينة والأمان. وهي عند العرب مركز قوتهم، وموضع ثقتهم واعتزازهم، تحفها هالة من القداسة، ما زالت آثارها شاهدة وحاضرة حتى اليوم في الكعبة المشرفة من خلال الركن اليماني، الذي يشير إلى اليمن، فهو ما زال يحمل شحنة القداسة منذ أزمنة مضت . ولو عدنا إلى الجذر “ يمن “ في اللغة العربية، لوجدنا من معانيه الخير والرخاء والنعيم والغنى والحبور، وتصاحبه كذلك معاني القوة، والقدرة، والشدة، والعظمة، كما تدل عليه كلمة يمين، المشتقة من الجذر يُمن . هذه هي صورة اليمن واليمنيين في التاريخ، وعند أبناء الحضارات التي عرفها الزمان، محفوفة ومشحونة بالرخاء والاستقرار، والقدرة والقوة و الثراء والفطنة، كلما ذكرت قفزت إلى الذهن جميع تلك الصور . واليوم ماذا تبقَّى من اليمن واليمنيين، فللأسف فإن اليمن إلى قبل ثورة 11 - فبراير – 2011م، تبدو أمامنا وأمام الآخرين كصورة في مرآة مكسورة . الأهم من ذلك لماذا تهشمت تلك الصورة الزاهية البهية أولاً، وهل بوسع اليمنيين أن يعيدوا رسم صورتهم الأولى ثانياً .. الجواب متروك لإعادة قراءة خبرة اليمن التاريخية وقدراتها أرضاً وإنساناً ...