تلعب منظمات المجتمع المدني دوراً حيوياً في إحداث الوعي والتنمية المجتمعية ..كما أنها تعبر على مدى حيوية الشعوب وقدرتها على الإسهام المنظم في حل قضاياها و التعبير عن رؤاها بطريقة إيجابية و فاعلة وذلك من خلال التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية في خدمة المجتمع في جوانبه المختلفة إضافة إلى أنها تشكل قوة ضغط حقيقي على الجهات الرسمية و أصحاب القرار لإحداث التغيرات المطلوبة في أي مجال من المجالات . . وبالرغم من أن الدول النامية ومنها بلادنا لا تعد بيئية حاضنة لمثل هكذا منظمات إلا أننا في السنوات الأخيرة بدأنا نلحظ افتتاح عدد من منظمات المجتمع المدني في بلادنا غير أن السمة الغالبة لكثير من هذه المؤسسات والجمعيات والمراكز الطوعية هي عمومية أهدافها و غياب التخصص في مجال محدد بالإضافة إلى ذلك غياب التنسيق فيما بينها الأمر الذي جعل جهوداً كثيرة من هذه المنظمات تتيه في قضايا المجتمع المختلفة دون أن تحقق أثراً ملموساً في مجال بعينه . هذا الأمر جعل القائمين على مركز الدراسات والإعلام التربوي يضعونه في حسبانهم عندما قرروا تأسيس المركز فرأوا أن يراعوا مجال العمل فكان قطاع التربية والتعليم نظرا لندرة المنظمات اليمنية العاملة في هذا القطاع الحيوي والمهم جدا هذا من جانب ومن جانب آخر لأن هذا القطاع أقصد التربية والتعليم إن وجد على سلم أهداف بعض المنظمات اليمنية فإنما يكون في الهامش منها إضافة إلا أنهم راعوا اختيار التخصص في هذا المجال فقرروا أن يكون الإعلام التربوي هو ميدان عملهم كون هذا الميدان مازال بكرا رغم أهميته ونحن هنا سنحاول أن نسلط الضوء عليه اكثر لتتضح الصورة للقارىء كونه أول مركز نوعي في مجال الإعلام التربوي في اليمن. وعن الحديث عن هذا المركز تحدثنا مع مدير المركز احمد البحيري وسألناه عن إعطاء صورة تعريفية عن المركز وعن فكرة تأسيسه ؟ تحدث قائلاً: مركز الدراسات والإعلام التربوي : منظمة مجتمع مدني غير ربحية متخصصة في الدراسات و الإعلام التربوي ، توجه نشاطها لخدمة القضايا التربوية والتعليمية في إطار السياستين الإعلامية والتعليمية للجمهورية اليمنية ويسعى المركز من أجل نظام تربوي قادر على إحداث التنمية المجتمعية من خلال التوعية بالقضايا التربوية ورفع مستوى الجودة و إشراك المجتمع في إنجاح العملية التربوية والتعليمية. كما يعمل لإيجاد إعلام تربوي مهني ومحترف ، وتحقيق تربية إعلامية متميزة ويسعى لتنفيذ أهدافه بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية ، معتمداً على خبرات متخصصة و كفوءة في مجال الدراسات والإعلام التربوي. للمركز مجلس إدارة تضم عدة وحدات إدارية منها وحدة الدراسات والبحوث ،و وحدة الإعلام والتثقيف ،و وحدة التدريب والتأهيل ،و وحدة المعايير والجودة - وحدة الرصد والتوثيق ومجلس استشاري يضم مجموعة من الأكاديميين والتربويين والإعلاميين المشهود لهم بالخبرة والكفاءة. ويضيف أحمد البحيري رئيس المركز قائلاً:إن فكرة تأسيس المركز تبلورت نتيجة لعدة أسباب لعل ابرزها هو استشعار حقيقي لحجم التردي الذي وصل إليه قطاع التربية والتعليم في بلادنا وما صاحب هذا التردي من ردة مجتمعية عن الاهتمام بالتعليم وصلت إلى حد استثقال أبناء المجتمع حتى لمجرد الشكوى من سوء حال التعليم وهذا يعبر عن وضعية اجتماعية مخيفة فإذا أضفنا إلى هذا ادراك حجم الهوة بين الرسالة الإعلامية والرسالة التعليمية وكيف تحولت وسائل الإعلام من وسائل مساعدة للعملية التربوية والتعليمة ومتبنية لقضاياها إلى وسيلة منافسة لها كل هذا جعلني أفكر بالقيام بعمل ما استطيع من خلاله إثارة اهتمام أبناء الشعب اليمني نحو قضايا التربية والتعليم بوصفها القضايا الأكثر فاعلية في تشكيل ملامح اليمن الجديد ومن خلال جلوسي مع مجموعة من الشباب المتنور والرائع الذين شاركوني نفس الهموم جاءت فكرة تأسيس مركز الدراسات والإعلام التربوي ،الذي تتلخص أهدافه في ردم الفجوة بين الإعلام والتربية من جهة وردم الجفوة بين التربية والتعليم والمجتمع من جهة أخرى . أبرز المشاريع القادمة هو مشروع الثقافة الإعلامية سنستهدف من خلاله طلاب الجامعات وطلاب الثانوية في المدارس والذي نهدف من خلاله إلى ترسيخ ثقافة إعلامية تجعل أبناءنا الطلاب قادرين على كيفية التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة وتحليل رسائلها والقدرة على اختيار الأفضل من هذه الوسائل. أما عن الأنشطة التي أقامها المركز يقول البحيري على الرغم من أن المركز حديث الولادة وبرغم شحة الإمكانيات الموجودة لدينا وصعوبات المرحلة الأولى لأي عمل استطاع المركز بجهود العاملين فيه أن يُعد عددا من البرامج والمشروعات التربوية والتعليمية منها البرنامج التدريبي الخاص بالصحافة المدرسية الذي يستهدف في مرحلته الأولى 80 مدرسة في أربع مديريات هي المظفر والقاهرة وصالة والتعزية أنجزنا منه حتى الآن مديريتين كما أن المركز سيعلن قريبا عن نتائج دراسة أعدها حول أولويات إصلاح التعليم في اليمن وقد شارك المركز في المؤتمر الدولي للتعليم المفتوح وفي عدد من الندوات ذات العلاقة بالجانب التربوي والتعليمي وطرح وجهت نظره فيها . ويضيف البحيري على جدول أعمال المركز عدد من البرامج التدريبية والندوات وورش العمل وحملات توعوية سترى النور قريبا إن شاء الله لعل أبرز المشاريع القادمة هو مشروع الثقافة الإعلامية سنستهدف من خلاله طلاب الجامعات وطلاب الثانوية في المدارس والذي نهدف من خلاله إلى ترسيخ ثقافة إعلامية تجعل أبناءنا الطلاب قادرين على كيفية التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة وتحليل رسائلها والقدرة على اختيار الأفضل من هذه الوسائل إضافة إلى مشروع أصوات الطلاب الذي نهدف من خلاله إلى تشجيع الطلاب في التعبير عن أرائهم و أفكارهم بطريقة إيجابية تعزز مبدأ المسئولية المجتمعية لديهم وتشركهم في حل مشاكل مدارسهم وجامعاتهم. أما عن المشاكل التي واجهت المركز يقول البحيري أن شحة الإمكانيات هي التحدي الأكبر خاصة ونحن ما زلنا في مراحلنا الأولى لكننا بعون الله وبجهودنا المضاعفة نستطيع أن نتجاوزها.