دعا خطباء المساجد خلال خطبتي الجمعة أمس في عموم محافظات الجمهورية كافة وحدات القوات المسلحة والأمن إلى وقفة جادة وصادقة من كافة أبناء الوطن في وجه الإرهاب والتطرف الفكري والسلوكي. وذلك لتجاوز أخطار آفة الإرهاب المحدقة وويلاته المدمرة والدامية، كون التصدي للإرهاب ونبذ العنف ومحاربة التطرف، وكشف خيوطه يعد واجباً دينياً ووطنياً عظيماً يتحمل مسؤوليته الجميع دون استثناء وبلا تقاعس او تقصير، وبما من شأنه اقتلاع جذور الشر من نفوس المجرمين وأعداء الوطن والدين وتطهير البلاد من شر أعمالهم وسوء مكرهم، وإحلال الأمن في أوساط المجتمع وبسط ظلاله في أرجاء الوطن وصون دماء وأرواح أبنائه الأحرار وكل من وطأت قدماه هذه الأرض الطيبة التي لن يقبل أهلها الشرفاء أن يعكر نقاء ترابها الطاهر عبث ورجس ذئاب الإرهاب المسعورة التي لا ترقب في مؤمن إلّا ولا ذمة ولا عصمة ولا حرمة لنفس بشرية قال تعالى «اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .. لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ» صدق الله العظيم.. وأكد خطباء الجمعة، وفق ما نقلته وكالة (سبأ)، أن عملية الاعتداء الإجرامي والإرهابي على مستشفى مجمع الدفاع بالعرضي بتلك الطريقة البالغة في البشاعة والقسوة والخساسة وهوس سفك الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء والتي بينتها صور كاميرات المراقبة في المستشفى وعبر وسائل الإعلام المختلفة قد جاءت لتكشف الغطاء تماماً عن حقيقة أولئك المجرمين الذين اعتمدوا على التدليس والتستر باسم الدين ونصرة المسلمين، وهم أبعد ما يكون عن قيم وتعاليم ومفهوم الإسلام وجوهر رسالته وعقيدته وشريعته السمحة الجامعة لفضائل ومكارم الأخلاق ومحاسن الانسانية التي أقرتها كافة الاديان السماوية والقوانين الوضعية. وأوضح الخطباء أن هذا الحادث الإرهابي البشع وغيره من أعمال القتل والتدمير والتخريب لا تقع إلا ممن انحرفوا عن الإسلام وتنكروا لرسالته الانسانية العظيمة، فقد بين الإسلام وأرشد الناس الى أن العلاقات والمعاملات السوية هي التي تقوم على مقتضى الرحمة والسلم والأمان، وحذر من البغي والإثم والعدوان وسفك الدماء حتى في أوقات الحرب مع غير المسلمين قال تعالى «وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا»صدق الله العظيم.. وشدد خطباء المساجد في خطبتي الجمعة على واجب تضافر الجهود الى جانب الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية الذي أثبت صدق وقوة إرادته الوطنية المخلصة وجدارة مسؤوليته في القيادة لسفينة الوطن، والعمل على جمع الكلمة ووحدة الصف لكف يد العابثين وردع البغاة والمعتدين وتسكين وإخماد الفتن، وفي مقدمتها الفتنة الطائفية وايقاف الصراع بين الإخوة السلفيين والحوثيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة وانجاز عملية الصلح وتحقيق السلام والطمأنينة والوئام، وذلك بالالتزام بما تقره وتفرضه اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء النزاع الدائر هناك وحل اشكالياته ومسبباته بمنطق العقل والحوار والحكمة بعيداً عن السلاح والاقتتال بين أبناء الدين والوطن الواحد وبما يحقق القوة والمنعة عن المتربصين بأمن الوطن شراً في نيل مرادهم ومن يحاولون عرقلة وإعاقة مسيرة النجاح لمؤتمر الحوار الوطني وما سينبثق عنه من مخرجات في القريب العاجل لينتقل معها اليمنيون إلى عهد يمن جديد ونهج حكم رشيد. سائلين المولى عز وجل أن يحفظ اليمن وأهله وأن يحرس بعين عنايته قيادته الحكيمة والشجاعة ممثلة برئيس الجمهورية ويشد أزره بالرجال المخلصين الشرفاء ويسدد على طريق الخير خطاه. كما حث خطباء المساجد على أهمية تحصين أطفالهم ضد الشلل واستغلال الجولة الرابعة للتحصين التي تنطلق يوم الاثنين القادم وتستهدف تحصين وحماية أكثر من أربعة ملايين و700 ألف طفل وطفلة دون سن الخامسة في جميع المديريات وتستمر ثلاثة أيام. وتطرقوا الى الرسالة التوعوية التي وجهتها وزارة الصحة العامة والسكان والتي تحث الآباء والأمهات على المسارعة في تحصين أطفالهم خلال أيام الحملة بما فيهم الذين حصلوا على جرعات سابقة, مشيرين إلى العواقب الوخيمة المترتبة على عدم الحرص على حماية أطفالهم من الأمراض المعدية وفي مقدمتها مرض شلل الأطفال القاتل, مذكرين الآباء والأمهات بالعواقب الوخيمة المترتبة على عدم حماية اطفالهم والتي قد تؤدي الى الوفاة اوحصول الاعاقة الدائمة. وقالوا إن من دواعي تنفيذ الحملة هذه الأيام ظهور حالات الإصابة بشلل الأطفال في دول القرن الافريقي وسوريا. كما دعوا المسؤولين والسلطات المحلية في المحافظات والمديريات إلى التعاون ومساعدة فرق التحصين المتنقلة للوصول الى جميع الأطفال المستهدفين.