أسف شديد.. وحزن عميق نشاهده في زمن أصبح فيه الحب سلعة رخيصة.. وفتيات معلّقات ما بين البيت، أو الانتظار لصاحب المال والجاه وفتيات بلغن سن اليأس ومازلن يعشن في حياة العزوبية.. إنها الظروف، لا إنه الحظ، لا ليس هذا ولا ذاك السبب الرئيسي.. هم أولياء الأمور الذين يمتلكون المفاتيح ولكن للأسف بعض الآباء ينتظر صفقة تحل عليه، وبعضهم وما هو منتشر يرى أنه عار عليه إذا قام بتزويج «بناته» ولكنه العكس. والزواج حقيقة هو سنّة الحياة وإكمال نصف الدين الآخر, والمرأة مكرمة، إنها إنسانة لها إحساس ومشاعر ولها طموح وتطلعات ولها حلم وأمنيات وقد تتمنى أن تكون ربة بيت ماهرة ولم لا وما هو المانع أن تكون كذلك؟، هذا ما سنتناوله في استطلاعنا هذا ونبحث عن السبب الذي من أجله لا تتزوج الفتيات وماهي العوائق التي يواجهنها ولماذا؟ وكيفة التصدي لها؟ والخروج من هذه الظاهرة المنتشرة في مجتمعنا وخاصة عند الآباء غير المثقفين أو غيرهم ممن يمنعون فلذات أكبادهم من الزواج؟. صدمات نفسية الأخ إبراهيم يحيى حسين يعمل مدرساً، قال: كل الشباب يبحثون عن شريكات العمر ليكملوا بذلك نصف دينهم ولكن البعض عندما يحصل على شريكة حياته ويكون بينهم الحب والحنان يتقدم لخطبتها ويصطدم بوالدها لرفضه وهذا قد يجعل الفتاة لا تفكر بغير هذا الشاب لأنها أكثر عاطفة وذات قلب مملوء بالحب والحنان ولكن بعد رفض أبيها لهذا الشاب تتغير ملامحها وتسوء حالتها النفسية ويتقلب لديها المزاج ويوجد كثير من الفتيات ممن أصبن بحالات نفسية من هذا القبيل ويكون العلاج فيها صعب، وقال: نحن كمثقفين وواعين وتربويين لابد أن نوعّي المجتمع بهذه الظاهرة وخاصة أولياء الأمور عنها التي قد تجلب من ورائها المصائب والفتن ونحن في مجتمع مسلم ودين إسلامي سمح وعلينا أن نطبق تعاليمه. طبقات ومعايير الأخ ياسر إبراهيم، طالب جامعي ، أراد أن يفضفض ما بداخله لأنه عانى من هذه الظاهرة من بعد عشيقته بعد رفض والدها وقال: في خلجات قلبي نار متقدة ومشاعر ملتهبة، وآهات تستعر ناراً.. ويقول: بحثت عن شطر ديني وعن حبيبتي التي تسعدني وفجأة وكما هي المشيئة الإلهية وجدتها فرحت واستبشرت قلت ها هو الأمل، تقدمت لخطبتها بعد اقتناعي بها ولكن وبدون مقدمات ورتوش ولأسباب ملتوية إن لم تكن الحفاظ على الثروة والمال.. هكذا قرر ولي الأمر قائلاً: «أنتم عرب ونحن سادة» وهكذا هم الطغاة في كل زمان يحرمون فلذات أكبادهم من الزواج، يدخلونهن في حوانيت العنوسة والذل والرذيلة.. رغم إحساسي أن الله بالمرصاد.. ودعوات البريئات ليس بينها وبين الله حجاب.. ولك أيها العم أصالة عن نفسي ونيابة عن بنته أقول: عسى أن تتدارك نفسك تذكر مصير الظلمة والطغاة والجبابرة.. تذكر أنك لن تدوم وقبل هذا وذاك قد تموت أنت وتترك فلذات كبدك للمجهول ولمصير غير مأمون وستندم حينها وسيكون مصيراً محتوماً.. هذه قصة ياسر ويقول: هو إلى الآن لم يقم بتزويج بناته وهن أكثر من خمس في البيت. أوهام وتخيّلات وفي نفس السياق تحدثت الأخت سمر، طالبة جامعية قائلة: قد تكون الفتاة بنفسها هي من جلبت على نفسها هذا الحكم الظالم وحكمت على نفسها بالعنوسة والكثير من الفتيات الموظفات قد يتقدم لهن الكثير ولكن بسبب سوء تقديرها للأمور قد تظن بأن هذا الزواج قائم على طمع الطرف الآخر براتبها أو أنه قد يتحكم بحريتها فترفض و بعض الفتيات لديهن صفات معينة لفارس الأحلام من حيث الشكل والحالة المادية وترسم لنفسها صورة قد لا توجد إلا في الخيال، فترفض كل المتقدمين على أساس عدم توافق صفاته مع صفات خيالها ويمضي الزمان والعنوسة وهي مازالت تنتظر خيالها وهو لم يأتِ بعد. أمانة في أعناقنا الأخ حسن البنا، ولي أمر، قال: من الخطأ أننا نرى مثل هؤلاء الآباء يمنعون بناتهم من ممارسة حياتهن لتكون بذاك المرأة شقيقة الرجل وأن لها حقوقاً وعليها واجبات، فترى أن هؤلاء الآباء يقومون بحجزهن في البيوت وهذا ما يزرع الحقد والكراهية لبناته ولمن حولهم من المجتمع.. وحقيقة نقول لأولياء الأمور: عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم وفي بناتهم فهن أمانة عندهم ويعالجوا ما قد ارتكبوا من ظلم للبريئات. عيب وعار طلال محمد البرعي تحدث قائلاً: هذه الظاهرة انتشرت وتوسعت في مجتمع أصبح فيه الزواج حلماً يراود شبابنا وقال: عوائق كثيرة تواجههم ومنها أن أولياء الأمور يرون بأن هذا عيب وعار عليهم وكأننا في زمن الجاهلية الأولى يخاف أن يقولوا الناس عنه بأنه زوج ابنته ولكن ستبقى في ذمته حتى يموت وبعد ذلك يتمنى أن يعود «الأب» ويكون لديه 100 بنت فيعمل لهن عرساً جماعياً. متاجرة بالبريئات وتقول الأستاذة زهرة نعمان الزيادي، عميدة المعهد الحديث للعلوم الصحية بالحديدة، قال الله عزوجل «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» ويقول الرسول «ص» «تناكحوا، تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم». الزواج سنة الله في الكون وهذا هو العرق البشري متواصل ولم ينته إلا بقيام الساعة ونقول: أيها الآباء هل نخالف شرع الله وكأننا في زمن الجاهلية عار على الرجل إذا كان لديه بنت ويذهب البعض ليدفنها والآخر ليقتلها وغير ذلك ولكن جاء الإسلام ليحررها ويخبرنا أنها إنسانة مكرمة وأن لها حقوقاً وعليها واجبات وهي المدرسة إذا أعددتها أنت وهي الأم والأخت والزوجة وإذا أراد ولي الأمر أن يمنع ابنته من الزواج فلماذا هو تزوج أم أنه ليس عاراً على من زوجوه إذا كان كذلك؟.. ونتائج هذه الظاهرة خطيرة جداً وهي انحراف الشباب والشابات و إغراقهم في الشهوات في بحر بدون شاطئ. نصيحتي إلى كل ولي أمر ولّاه الله ورزقه هذه النعمة العظيمة أن يقوم بالتربية الحسنة وتعليم البنات الأخلاق وكيفية التعامل لطاعة الزوج وأتمنى أن يخافوا الله في بناتهم وأن يتبعوا الدين والشرع وأنهم غير قادرين على تغيير شرع الله وأن يحرموا ما أحل الله؟، أولادنا أمانة فلا بد أن نحافظ عليهم بما يرضي الله سواءً في التربية أو التعليم أو الزواج وكل متطلبات الحياة. هذه هي آراء ووجهات نظر.. و آلام وصرخات.. وأحزان و آهات.. من شباب و شابات لاقوا في طريقهم الويلات ومازالوا يعانون من أولياء أمور يريدون أن يتاجروا بالبريئات.. و بنات يتعذرن بالدراسة.. وأخريات ينتظرن فارس الأحلام أياماً وسنوات.. ظاهرة يتألمون منها لأن في طريقها النكسات قد تفكر الفتاة بالانتحار أو عمل مصيبة لا تحمد عقباها أو ترفع يديها إلى السماء تدعي على والدها لأنه لم يصن كرامتها ولم يحفظ حق الله وأداء الأمانة فهذا حوار قصير بين اثنين من أولياء الأمور قال الأول: زوّجت بناتي من 300 ثلاثمائة ألف ريال يمني صاح عليه الثاني: لقد خسرت، أنا زوّجت بناتي من 50خمسين ألف سعودي هذا هو الذي خسر وسيرجع يوماً ما بالعار الذي سيلحق بداره وبترميل ابنته الذي نراه وبكثرة لنقتدي بالصحابة رضوان الله عليهم إذ أنهم كانوا يزوّجون بناتهم على سور من القرآن.. فنتمنى في يوم من الأيام أن نكون مثلهم.