شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رتبنا البيت الجامعي وبدأنا بمرحلة التطوير
د. محمد الشعيبي ل «الجمهورية»:
نشر في الجمهورية يوم 01 - 03 - 2014

قال إنه تم منح الكليات استقلالية إدارية ومالية وفق ضوابط محددة حتى لا يتم التلاعب وممارسة الفساد
قال الدكتور محمد الشعيبي – رئيس جامعة تعز إنه تم الإعداد لسياسة استراتيجية تعليمية متطورة للجامعة بهدف الارتقاء بوضع التعليم الجامعي والدراسات والأبحاث وتجويدهما فيها وبما يتلاءم وسوق العمل ويعالج قضايا المجتمع سيتم عرضها على المجالس الأكاديمية وإقرارها قريباً، لتكون السياسة الجديدة للجامعة والتي على ضوئها سيتم وضع الخطط والآليات لتنفيذها على أرض الواقع وفق عملية مزمنة حتى لا تصبح حبراً على ورق، مؤكداً في حواره مع (الجمهورية) أن الجامعة كمؤسسة تنويرية يجب أن تكون بمنأى عن الصراعات وإنتاج الأزمات و المماحكات السياسية لما لذلك من تأثيرات سلبية على مستوى التحصيل العلمي والمعرفي وهو ما سيفرض وضع حد للنشاط الحزبي داخل الجامعة ومنعه نهائياً ومحاسبة كل من يثبت تورطه بالقيام بأي من هذه الأعمال ندعكم مع تفاصيل الحوار: بعد موجة التوقف والإضرابات التي شهدتها جامعة تعز العام المنصرم وتأثر العملية التعليمية فيها.. كيف هو وضعها اليوم؟
هي اليوم كما تراها بخير وعافية، نحن الآن في مرحلة تطوير الجامعة وإعادة الأمور إلى نصابها.. وخلال الفترة الماضية اتخذنا حزمة من الإجراءات حيث منحنا الكليات الاستقلالية المالية والإدارية وبالذات الاستقلالية المالية، كانت من أبرز المعوقات التي حالت دون تطوير التعليم الجامعي.. وإن شاء الله في القريب العاجل ستسمعون أخباراً طيبة.
عاشت الجامعة خلال الفترة الماضية حالة من التجاذبات والإشكالات.. هل مازالت موجودة؟ ومن كان يقف وراءها؟
أكاد أجزم أن التجاذبات التي كانت حاصلة في الجامعة قد انتهت.. فالجامعة مؤسسة تعليمية حكومية وهي جزء لا يتجزأ من الدولة والصراع السياسي بين القوى والتيارات السياسية الذي كان حاصلاً في البلاد انعكس سلباً على الوضع التعليمي فيها.. وبالتالي من ضمن أولوياتنا خلال هذه المرحلة جعل الجامعة بمنأى عن العمل السياسي وإبعادها تماماً عن الاستقطاب والصراعات واعتبار ذلك جريمة بما تعنيه الكلمة من منطلق وطني وأخلاقي نسعى من خلاله تطوير التعليم الجامعي في جامعة تعز وجعلها صرحاً أكاديمياً تعليمياً تقتدي بها المؤسسات التعليمية الأكاديمية المماثلة، وثانياً هذه المؤسسة تنويرية يجب أن تكون بمنأى عن الصراعات لما لذلك من تأثيرات سلبية على مستوى التحصيل العلمي والمعرفي لدى الطلاب والأكاديميين، و كما قلت- سنعمل على وضع حد لما كان موجود سابقاً حتى نستطيع تحقيق الهدف المطلوب الذي يجب أن تكون عليه الجامعة كمؤسسة تنويرية وليست وسيلة أو منطلقاً لبث السموم وإنتاج الأزمات والصراعات، وصولاً إلى أن تصبح هذه المؤسسة التعليمية وسيلة مساعدة في البناء والتنمية والتطور وخلق مجتمع يؤمن بأنه لا يمكن للبلاد أن تتطور وتزدهر ويعمها الأمن والاستقرار ما لم يسعَ الجميع إلى الاهتمام بهذه المؤسسات التعليمية بدءاً من المدرسة في التعليم الأساسي وانتهاء بالجامعة والمراكز البحثية، وإبعادها عن المماحكات السياسية التي لا تجر البلاد والعباد سوى إلى الخراب والدمار، وعلى هذا المضمار سنحاول بكل ما أوتينا من قوة وبمساعدة الخيرين في الجامعة من أكاديميين وطلاب وكذلك الخيرين في قيادة المحافظة وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وضع حد للنشاط الحزبي داخل الجامعة ومنعه نهائياً ومحاسبة كل من يثبت تورطه بالقيام بأي من هذه الأعمال وهذا ما اتفقنا عليه مع القيادات الحزبية في المحافظة في سلسلة من اللقاءات معهم خارج الجامعة من منطلق حرصنا جميعاً على الارتقاء بجامعة تعز واتباع معايير الكفاءة فيما يخص التعيين في المناصب الإدارية في الجامعة والى الآن استطيع الجزم أن الأحزاب والقوى السياسية في المحافظة ملتزمة بما اتفقنا عليه وبالتالي الوضع في الجامعة تحسن والأمور تسير بشكل جيد.
دكتور.. تعز المحافظة المعروفة بثقافتها وأصالتها والمشهود لها بكفاءة أبنائها الإدارية والقيادية وبصماتهم في العملية التنويرية داخل البلاد من شرقها تمر اليوم بوضع مأساوي وتشهد اختلالات أمنية بطولها وعرضها من وجهة نظركم ما هي الأسباب؟
اعتبر أن هذه سحابة وستنتهي.. وإذا قرأنا هذا الأمر وتفحصناه بشكل دقيق نجد أن هذه الأمور الحاصلة ما هي إلاّ تداعيات طبيعية جداً، وأسبابها كثيرة، ونحن في الجامعة نفكر في الخوض في كل الإشكاليات التي تعانيها المحافظة من خلال الدراسات التي سوف تجرى.. والمحافظة كانت تعاني في الماضي من ظلم وضيم كبيرين ولم تعطَ حقها من الرعاية والاهتمام وأهملت تماماً وكأنها من كوكب آخر وهو ما خلق أفكاراً ورؤى شكلت مع مرور الوقت حمماً بركانية والآخر حاول جاهداً إخمادها فكان ما وصلت إليه تعز حينما استباح حرمها يد العابثين ممن تنكروا للجميل وما قدمته هذه الأبية منذ زمن من تضحيات يعجز عن ذكرها اللسان، كانت وستظل عصية على الطغاة والذل والهوان.. ولأنها كانت أبية وعصية ولم تقبل يوماً حياة الذل وعيش العبيد انطلقت حمم براكينها فأشعلت ثورة أجبرت الطغاة على الترجل والتسليم بالتغيير، ولأن هذه المحافظة كان لها تأثيرها على الوضع العام في البلد وكسر حاجز الخوف عند الآخرين وإشعال فتيل التغيير حاولت الكثير من القوى تدميرها وجعلها على الأقل تعيش جملة من الإشكالات هنا وهناك وخلق نوع من القلاقل والاختلالات الأمنية وتغذية الصراعات حتى داخل الأسرة الواحدة، و هذه الأمور ما هي إلاّ تداعيات ناتجة عن الوضع العام للبلد وحتماً ستنتهي وتزول وستعود الأمور إلى نصابها لحكمة وتعقل أبنائها كما عهدناهم دوماً منذ زمن بعيد، وتعز لن تكون إلاّ عاصمة ثقافية ومنارة لزرع الثقافة والعلم في ربوع اليمن الحبيب.
تعز ستظل حاضرة في قلب الأحداث التي يمر بها الوطن وما نرجوه من الأحزاب هو أن تتعامل بجدية مع تعز وترجح مصلحة تعز عن كل المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، تعز في كل الأزمنة فهي الشريان الذي يغذي اليمن بالطاقة البشرية والفكرية والنهضوية فإن سارت الأمور فيها بشكل سليم وصحيح فان عجلة التنمية والرقي ستدار بشكل سليم وصحيح ليس فقط في تعز بل وكل اليمن.
برأيكم كيف يمكن وضع حد لهذه الإشكالات؟
هذه المسألة مرتبطة بالوضع العام في البلد.. الأمور استتبت إلى حدً ما في الأيام الأخيرة، لكن انتهاء هذه الإشكالات واستقرار المحافظة مرتبط بتحسن الوضع العام في البلد، فإذا حصل مثلاً استقرار في صنعاء سيحصل استقرار في كل أرجاء البلد.. والاستقرار الحقيقي مرتبط تماماً بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، فإذا تم التنفيذ لهذه المخرجات على أرض الواقع فبالتأكيد ستتلاشى تدريجياً هذه المظاهر المقززة وسيدخل البلد مرحلة جديدة.
في هذا الإطار أين يكمن دور جامعة تعز الثقافي التنويري؟
بالتأكيد الجامعة ينبغي أن يكون لها دور ريادي وتنويري في خلق الوعي المجتمعي لدى الناس ووضع الدراسات اللازمة لقضاياهم ومشاكلهم وهمومهم واحتياجاتهم والحلول المناسبة لها.. وطبعاً نحن بدأنا بترتيب وضع بيتنا الداخلي في الجامعة، و لدينا الكثير من الأنشطة والفعاليات التي نفذناها على مستوى الأبحاث والدراسات والندوات والمؤتمرات في سبيل المشاركة الحقيقية في إعادة تعز إلى وضعها الطبيعي وحاضنتها الثقافية وبحيث يكون للجامعة دور كبير وفاعل في الإسهام في تقديم الرؤى والمعالجات للجهات المعنية في المحافظة بهدف تصحيح الأوضاع، ونحن في الجامعة على استعداد للقيام بهذا الدور.. وهناك تعاون جاد قائم بين الجامعة والسلطة المحلية على رأسها الأخ المحافظ شوقي أحمد هائل، و أيضاً تعاون وشراكة بين الجامعة والقطاع الخاص، والجامعة ومنظمات المجتمع المدني.
هل تعتقدون أن هناك أطرافاً وجهات لها اليد في الاختلالات الحاصلة في المحافظة؟
بكل تأكيد هناك جهات وأطراف تقف وراء ما وصلت إليه محافظة تعز بنية القصد.. ولهذا أقول إنه ينبغي على أبناء تعز أن يتنبهوا لمثل هذه الأمور ويعملوا على تجاوزها وأن يقفوا صفاً واحداً في وجه كل من يحاول العبث بمحافظتهم وألاّ يسمحوا للحاقدين ومرضى النفوس وعديمي الضمائر بشق صفهم وضربهم ببعضهم وإقلاق أمنهم وحياتهم.. فتعز انطلقت منها الثورات.. تعز القادرة على تغيير موازين القوى في البلد، وقواعد اللعب، وبالتالي هناك من يحاول جرها إلى مستنقع العنف ومزجها بصراع مختلف وتغييبها تماماً عن دورها وواقعها المأمول الذي يجب أن تكون عليه وصاحبة الرأي الفصل فيه، ولهذا لا يوجد خير محض ولا شر محض، وفي آخر هذا المطاف ما هو الدور المطلوب من أبناء تعز..؟ على أبناء تعز استيعاب قضية محافظتهم وما يحصل لها وتجاوز كل الصعوبات والمشاكل التي تعانيها وتبني الحلول العقلانية والمناسبة لبناء محافظتهم.. وألاّ يظلوا تابعين لهذا الطرف أو ذاك، كون التبعية أضحت مسألة كارثية ويمكن أن تدمر المحافظة، وعلى أبناء تعز أن يفكروا ما الذي يجب أن تكون عليه تعز وما هي المكانة التي ينبغي أن تتربعها لتصبح واقعاً ملموساً.
كيف تنظرون إلى نتائج ومخرجات مؤتمر الحوار؟ وهل تعتقدون أن هذا النجاح يمكن أن ينعكس إيجاباً على الوضع العام في البلد؟
لاشك إنه من حيث المبدأ لا حل لمشاكلنا إلاّ بالحوار.. فيجب أن نتعلم من الدول التي سبقتنا، وفي آخر المطاف الناس يلتمون حول طاولة، لكن الفرق هو إما أن تجلس على الطاولة بدون خسائر أو أن تجلس بخسائر كبيرة، ولهذا اعتقد أن ما حصل كان خطوة جيدة من منطلق إيماني اللامحدود بالحوار.. وباتجاهنا نحو الحوار قطعنا شوطاً كبيراً رغم أن الكثيرين لم يكونوا يتوقعون وصول البلاد إلى هذه المرحلة.. فمخرجات الحوار كانت واضحة وإذا بدأنا بالتنفيذ فأعتقد حينها أننا سنكون قد خرجنا من عنق الزجاجة، وهذه العملية لن تتم إلاّ بتضافر كافة جهود أبناء الشعب اليمني بمختلف أطيافه وقواه السياسية وأيديولوجياته وتوجهاته الفكرية مع القيادة السياسية.. فما أحوجنا اليوم لاستيعاب بعضنا البعض و تقبل، فأسباب مشاكلنا السابقة هو الإقصاء والتهميش وإذا عدنا إليها فلن نصل إلى حل ولن يجني البلد سوى الصراع والاحتراب.
كيف تنظرون إلى حنكة الرئيس هادي في إدارة الحوار وإنجاحه رغم التحديات؟
الحقيقة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أبدى حنكة سياسية غير عادية في قيادته الحكيمة للبلد في أحلك الظروف وأكثرها تعقيداً، واستطاع بفطنته ووطنيته وشجاعته وإصراره رغم التحديات، من إدارة مؤتمر الحوار بشكل متوازن وكان مرجعاً لكل القوى حينما كانوا يصلون إلى طريق مسدود فيوائم بينهم ويتوسط الأمور ليتفق الجميع وينتصر الوطن لإيمانه المطلق بأهمية إخراج البلد إلى بر الأمان وفق حلول وسطية يرتضيها الجميع لمصلحة البلد والأمة.
ما الذى شهدته الجامعة خلال هذه الفترة القريبة؟
- لا أحب أن أتحدث عن نفسي، لكن الشواهد واضحة وأنتم زرتم الجامعة وشاهدتم التطورات التي تشهدها، فنحن نسعى إلى أن تكون جامعة تعز متميزة، وفي استراتيجيتها كان يفترض أن تكون جامعة تعز تكنولوجية.. ولذا فإننا نسعى إلى أن تكون في الجامعة تخصصات لا توجد في الجامعات الأخرى، وهذه تأتي في إطار سياسة التعليم العالي وبما يفرض عدم التكرار في البرامج الدراسية، فعلى سبيل المثال كلية الهندسة فيها تخصصات نوعية لا توجد على مستوى الجامعات اليمنية الأخرى، ومنعنا التكرار فيها، إلى جانب مركز الدراسات العليا المدعوم من الهولنديين وهو مركز متميز والرابع على مستوى الشرق الأوسط، ولدينا حالياً توجه بإدخال العديد من البرامج الدراسية الهادفة والخطط العملية لتطوير العملية التعليمية في الجامعة.. إلى جانب ذلك وعلى اعتبار أن تعز محافظة ثقافية سيتم بداية العام المقبل افتتاح قسم الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وقسم الفنون الجميلة اللذين استكملت كافة التجهيزات اللازمة لهما وسنعمل على الترويج لهما من خلال ورش عمل وحلقات نقاشية من أجل أن يتفاعل الناس معها.
كما اتجهنا إلى الاهتمام بالتشجير لخلق بيئة ملائمة للتعليم لأن هذه الجوانب جمالية مهمة جداً.. البعض لا يستوعب هذا الجانب، نحن الآن نحاول أن نركز على المكون الرئيسي وهو الطالب الذي أصبح شريكاً وهو المحور الرئيسي للعملية التعليمية.. فالطالب اليوم أصبح مهتماً بالجامعة من حيث النظافة والحفاظ على ممتلكات الجامعة.
طلاب كلية الهندسة قدموا العديد من الابتكارات التي حظيت أربع منها على جوائز الأمم المتحدة، كان تميزاً علمياً ومعرفياً.. اليوم من خلال عملية تشجيع الطلاب بدأت تنمو هذه الابتكارات ومن ضمن هذه الابتكارات البصمة.. نريد أن نكون سباقين إلى انتخابات البصمة التي نعتبر اتحاد الطلاب شريكاً في هذه العملية، وقد بدأنا بالتدشين وسوف تستمر في جميع الكليات ومن ثم سنعلن تطبيق نظام البصمة في الانتخابات حتى تكون صحيحة وشفافة بعيدة عن الحزبية، وقد دعوت الطلاب إلى اختيار من يمثلهم، لأنه في الأخير إذا كان الاختيار جيداً سينعكس إيجاباً عليه.. ونحن نريد أن يكون الاتحاد قوياً يساعد رئيس الجامعة على أداء دوره وعمله بالشكل المطلوب وبما يخدم العملية التعليمية ويرتقي بها.. وهنا نؤكد أن الأقوال التي فيها الأكاذيب تضر بالجامعة، فعلينا أن نحافظ على بيتنا وأن نسعى جاهدين إلى تكبيره، علينا أن نبتعد عن المناكفات وفي نفس الوقت أدعو إلى الحرية الأكاديمية.. قيادة الجامعة ملتزمة ولديها الرغبة الكاملة في معالجة كافة المشاكل التي تواجه الكادر الأكاديمي والموظفين وفق الإمكانات المتاحة وكذلك معالجة مشاكل الطلاب..
ماذا عن البنية التحتية للجامعة من توافر الخدمات الأساسية والتجهيزات الضرورية التي تخدم العملية التعليمية؟
حقيقة جامعة تعز تعاني و تفتقر لكثير من الخدمات الأساسية التي لا غنى عنها ومن ذلك الانطفاءات الكهربائية حيث تصل فترة انقطاع التيار الكهربائي أحيانا إلى 24ساعة في منطقة الحبيل حيث موقع الجامعة وهو ما يشل العملية التعليمية بشكل كامل داخلها ولمعالجة هذه الإشكالية عمدنا إلى الاتجاه للقطاع الخاص فتكرمت مجموعة هائل سعيد انعم مشكورة بتقديم مساعدة بمبلغ (600) ألف دولار لشراء مولد كهربائي للجامعة وقد بدأ العمل بتركيبة، وهنا أتقدم بالشكر والتقدير لمجموعة هائل سعيد انعم.. فيما الجهات الحكومية لم تستجب لمطالباتنا المستمرة، مما اضطررنا إلى الاتجاه نحو القطاع الخاص وقدمنا رؤية لاستكمال أتمتة جامعة.
وفيما يخص مشكلة المياه بدأنا مشروع حصاد مياه الأمطار لحل مشكلة المياه في الكليات كونه لا يمكن الحديث عن تطبيقات علمية دون توفر الماء والحمد لله تمكنا خلال الفترة القليلة الماضية بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية توفير المياه داخل الجامعة بكلفة 125 مليون ريال والعمل جار في استكمال المشروع.
فيما يخص ربط مخرجات الجامعة بسوق العمل.. إلى أين وصلتم في هذا الجانب؟
- لدينا في جامعة تعز استراتيجية لربط مخرجاتها بسوق العمل ، وقد تم إقرارها في السابق ولكن في ظل غياب السياسة التعليمية من الصعوبة بمكان تنفيذ هذه الاستراتيجية.. ونحن اليوم في إطار مكتب صياغة السياسات ودعم القرار في الجامعة تمكنا من وضع سياسة تعليمية تستوعب مختلف التطورات التي يشهدها العالم وسيتم إقرارها قريباً إن شاء الله وبعدها سنبدأ بتنفيذ الاستراتيجية والآليات اللازمة لها.
وإلى جانب ذلك عملنا في مجلس الجامعة على سبيل المثال على إشراك ممثلين عن القطاع الخاص وممثلين عن المجتمع بهدف صناعة الطالب منذ دخوله الجامعة وحتى تخرجه منها وبما يجعله قادراً على التعامل مع احتياجات السوق ومتطلباته كما نعمل أيضاً على تحديث وتطوير المناهج الجامعية ولمختلف الكليات والأقسام التابعة للجامعة.
ماذا عن التأهيل الأكاديمي العالي في الجامعة؟
لدينا العديد من برامج الماجستير والدكتوراه في الجامعة، ولكن قبل هذا أخذنا على عاتقنا ضرورة توافر كافة الشروط والمقومات لافتتاح أي برنامج جديد.. والآن نحن بصدد إعادة تقييم هذه البرامج التي افتتحت.. وحالياً نسير في عملية إعادة تصحيح الوضع التعليمي في الجامعة وتجويده من خلال ربط أبحاث ودراسات الباحثين في الماجستير والدكتوراه بسوق العمل حتى تكون المخرجات جيدة ومواكبة لتطورات واحتياجات سوق العمل وذات مردود، ومن المفترض على الجامعات اليمنية أن تتوقف عن التعليم العبثي غير المفيد، والاتجاه نحو تجويد التعليم وربطه بسوق العمل والقضايا الاجتماعية ذات الحاجة إلى معالجات.. وفي هذا الإطار فنحن في الجامعة نبذل جهوداً كبيرة في إيجاد شراكة حقيقية مع القطاع الخاص والقطاع العام والمختلط.. وأعددنا سياسة استراتيجية تعليمية متطورة لجامعة تعز بهدف الارتقاء بوضع التعليم الجامعي والدراسات والأبحاث وتجويدهما وبما يتلاءم وسوق العمل ويعالج قضايا المجتمع سيتم عرضها على المجالس الأكاديمية وإقرارها قريباً، وبذلك ستكون هذه هي السياسة الجديدة لجامعة تعز والتي على ضوئها سنضع الخطط والآليات لتنفيذها على أرض الواقع وفق عملية مزمنة حتى لا تصبح حبراً على ورق.
ماذا عن علاقات التعاون مع الجامعات الأخرى؟
في هذا الاتجاه إدارة الجامعة ستعمل على خلق علاقات متينة مع العديد من الجامعات سواء أكانت عربية أو أي جامعة أخرى بشكل عام، وقد قطعنا شوطاً في هذا الجانب حيث وقعنا بروتوكولات تعاون مع جامعات عربية، كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات مع الجامعات التركية لكونها ذات تجربة رائدة، وهو ما يفرض الاستفادة من هذه التجربة، ونحن الآن بصدد تنفيذ هذه الاتفاقيات بإذن الله تعالى، وهناك تبادل الخبرات فيما يخص إعادة التأهيل والتدريب للاستفادة في مجال التخصص العلمي أو على مستوى الطلاب.. ونحن متفقون على أن نبدأ خلال الصيف القادم بإرسال عشرين طالباً إلى الجامعات التركية وهكذا مع الجامعات الأخرى، وهناك دعوات تصلنا الآن من جامعات كثيرة، وميدانياً اتفقنا على أن يقام الأسبوع الثقافي التركي في جامعة تعز.. كما أن لدينا الآن توجه إلى تعزيز العلاقات مع الجامعات الهندية.. ولدينا ثلاث اتفاقيات سنقوم بتوقيعها و تنفيذها، فيما نتحرك بشكل متوازٍ في إصلاح الجامعة من الداخل وإضافة الشراكة مع المجتمع.. وفي الوقت نفسه نرى أنه لا يمكن أن تستقيم الأمور إلاّ إذا عززنا العلاقة مع المجتمع ومن ثم تعزيز العلاقة مع الجامعات الرائدة في التعليم.. وهناك أيضاً تواصل مع الجامعات الكندية لخلق علاقة توأمة مع الجامعات، ولدينا توجه باستقدام خبراء لتقييم جامعة تعز.. ومن ثم في إطار ما ذكرته وضع السياسة التعليمية والاستراتيجية في خطة مزمنة لابد من تقييمها.. فلابد من تقييم الأوضاع في جامعة تعز تقييماً حقيقياً من قبل خبراء جامعات عربية.
فيما يخص الجانب التدريسي.. هل تعتقدون أن الكادر يفي بالغرض أم إن هناك نقصاً فيه؟
لدينا نقص في بعض التخصصات.. لدينا أعداد كبيرة من الأكاديميين مبتعثين للدراسة في الخارج، لكن خلال السنوات الثلاث القادمة ستحل مشاكلنا إلى حد كبير.. الآن عملياً حصرنا التعاقد مع عدد لا يتجاوز 15 أستاذاً وافداً، وأصبحنا نعتمد على الكادر المحلي، مع التأكيد أن الرواتب التي تمنح للوافدين العرب غير مجدية، وهم لا يرغبون بها، ولكن في كل الأحوال نحاول الاعتماد على الكادر المحلي مع عملية إعادة التأهيل والتدريب والاهتمام بالبحث العلمي حيث يصل الأستاذ على مستوى مصاف الجامعات العريقة. الأخرى، وأيضاً لدينا مشكلة الموظفين الذين يجب أن يكونوا موظفين نوعيين، ولكن للأسف الأمر أخذ بعداً آخر، فلم تتم عملية الانتقاء حسب التخصصات والاحتياج وفوق كل هذا وضعنا خطة تحسين أوضاعهم وأدائهم ونحن نسعى إلى تحسين أوضاع الموظفين المتعاقدين، وفي الوقت نفسه وهو ما بدأناه في إعادة التأهيل وتقريباً استهدفنا ما يقارب( 250) موظفاً، وخلال عاما 2015-2014 سننتهي من استيعاب كل الموظفين في الجامعة، وبهذه الطريقة نستطيع أن نكون شركاء في بناء الجامعة على اعتبار أن الموظف لابد أن يكون واعياً ومستوعباً العملية التعليمية، وهذه المسألة لم تأخذ حقها، في جامعات اليمن كلها، والذين لا توفر لهم معاشاتهم الحد الأدنى من المعيشة وللأسف الميزانيات لا تفي بالغرض ولم يتم وضعها حسب احتياجات الجامعات، وضرورة تطوير التعليم الجامعي وإنما توضع بشكل ارتجالي.. فتصور جامعة تعز رصد لها هذا العام 3 ملايين ريال للبحث العلمي، وهذا المبلغ لا يكفي لبحث نوعي واحد فقط، ونحاول أن نغطي هذا مع القطاع الخاص، ومن خلال العلاقة بين الجامعة والقطاع الخاص. نحاول أن نخلق ثقة وتعاوناً، فيما مشكلة الجامعات اليمنية أنها لم تقدم نفسها لسوق العمل، والقطاع الخاص لم يكلف نفسه ويخطو نحو الجامعة ، وهذه الجفوة وضعتنا في موقف سيئ، رغم أنه المعروف على مستوى العالم أن القطاع الخاص يلعب دوراً كبيراً في دعم الجامعات الحكومية بشكل عام.
ماذا عن الوضع الإداري والمالي للجامعة؟
لاشك أن موظفي الجامعة مثلهم مثل موظفي الدولة الآخرين مرتباتهم زهيدة جداً لا تفي بالحد الأدنى من المعيشة.. وقد سعينا بالتعاون مع نقابة الموظفين وهيئة التدريس والتقينا بعدد من الوزراء المعنيين من أجل العمل على تحسين وضعهم ولدينا عمل استراتيجي لتحسين وضع الموظف في الجامعة، وهذا ليس فيه مراضاة.. فأنا ضد قضية المراضاة، وفي الأخير العمل الجيد الاستراتيجي هو الذي سيخلق رضاً وظيفياً.. ،كما أوقفنا قضية التعاقد وكذلك التوظيف بشكل نهائي، فجلب الصالح والطالح إلى الجامعة أمر مرفوض، ولن يتم قبول أي شخص الآن إلاّ إذا كانت هناك حاجة ماسة وشديدة له، والخطوة الثانية التي قمنا بها التحسين لوضع المتعاقدين ورفع رواتبهم إلى عشرين ألف ريال وبالتساوي دون استثناء، كما أعدنا الاعتبار للعمل الإداري وكافأنا المتميزين حسب تقييم مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام حتى أنهينا قضية الشللية والتبعية فرئيس الجامعة يريد أن تكون التبعية للمؤسسة الجامعية وليس له شخصياً.. ويبقى موضوع الحوافز الخاص بالجامعة لهذا العام والبالغ عشرة ملايين ريال والتي لا تفي بالغرض وأقل من المبالغ المعتمدة لجامعة صنعاء وهذا فيه ظلم كبير كونه كان من المفترض والأحرى أن يتم العدل بين الجامعات الحكومية.. نحن حالياً نسعى لتحسين الإيراد في الجامعة من خلال فتح قنوات جديدة لإيرادات جديدة لحل مشاكل الموظفين والكادر التدريسي وتحسين أوضاعهم المعيشية ودخولهم وذلك من خلال فتح فترة مسائية لنظام التعليم الموازي وبشكل معقول.. وأنا متأكد أنه خلال السنتين المقبلتين يمكن أن نرفع من دخول الموظفين والأكاديميين ونحسن العملية التعليمية، لكن بتعاون الجميع وليس خلق المناكفات.. إلى جانب ذلك فقد تم منح الاستقلالية الإدارية والمالية للكليات وفق ضوابط محددة ومعينة حتى لا يتم التلاعب وممارسة الفساد.. فعلى كل شخص أن يؤدي مهامه على الشكل المطلوب وإذا كان غير قادر فعليه أن يترك مقعده لغيره والأكفاء موجودون.
ماذا عن عملية القبول في الجامعة؟
حقيقة أعددنا لوائح محددة وأنهينا مسألة الوساطة، واعتمدنا على اختبارات القبول وفق الطاقة الاستيعابية لكل كلية، ولن نقبل بمخالفة القانون والناس جميعهم سواسية، ونحن نسعى إلى تجويد التعليم لما له من أهمية في المخرجات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.