في الذكرى السنوية للمسرح والذي يحتفل العالم فيه في ال27من مارس من كل عام.. كتقليد أرسته “المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو” وبإنشائها للهيئة العالمية للمسرح في 27مارس 1948م. العالم كله يحتفي بهذه المناسبة تكريماً لأبو الفنون.. وبانضمام بلادنا اليمن إلى الهيئة العالمية للمسرح بتاريخ 27مارس 1973م تم تشكيل لجنة للاحتفال بهذه المناسبة وتم إعلان تشكيل “ اتحاد المسرحيين اليمنيين” بتاريخ27مارس 1977م في صنعاء.. ومع هذا لم نحتفل كمسرحيين مع العالم وفقط في عام 1995م أقيم مهرجان بأكثير للمسرح اليمني في 27مارس ثم عاد إلى سباته وموته السريري..؟!! مهرجان واحد يتيم فقط للمسرح اليمني؟!! ما دفعني إلى كتابة السطور السابقة هو التوضيح عن المناسبة والإجابة لكل الزملاء الأعزاء والذين يسألونني عن ماذا أعددتهم من عمل مسرحي احتفاء بيوم المسرح العالمي؟ ومع إعلان تعز عاصمة للثقافة اليمنية.. توالت الأسئلة المركبة..؟! ماذا عساكم أيها المسرحيون أن تقدموا من أعمال مسرحية بمناسبة يوم المسرح العالمي وإعلان تعز عاصمة ثقافية..؟!! بصراحة ليس لدي جوابا فأنا أسأل هل حقاً لدينا مسرح يمني وهل صارت تعز عاصمة للثقافة اليمنية؟؟!! وإذا افترضنا أن لدينا مسرحا في اليمن وأن تعز صارت عاصمة للثقافة اليمنية.. فأين النشاط والفعاليات المسرحية وأين الفرق المسرحية؟! وهل يعقل أن جامعاتنا ليس فيها كليات فنون جميلة ما هذه القطيعة مع الفن؟! الفن هو عملية إبداعية.. وفي المعجم تنص مدلول كلمة “الفن” بوصفها نشاط يهدف إلى غايات عقلية ثقافية.. فالفن هو إحدى أهم وسائل الاتصال بين الناس. والفن ليس أحلاما وإنما هو امتلاكا لناصية الحلم كما يقول “أندريه مالرو”. وحتى أسقط عن نفسي العذر.. تقدمت إلى وزارة الثقافة بعمل مسرحي للمشاركة في مهرجان المسرح بمناسبة اليوم العالمي للمسرح ولم أحصل على الرد إلى الآن.. وتقدمت مرة أخرى إلى مكتب الثقافة بتعز بنص مسرحي ورحب بطلبي وتم إرساله إلى الوزارة باسم مكتب ثقافة تعز.. والعمل خاص بمشاركة محافظة تعز في المهرجان.. وكان هذا بتاريخ 2/ 1/ 2014م وإلى الآن لم يأت الرد.. من الوزارة..!! مع أن زملاءنا في صنعاء من المسرحيين يؤكدون أنهم سيحتفلون بيوم المسرح بمجموعة من الأعمال المسرحية يعدون العدة لها ويتدربون في المركز الثقافي بصنعاء بشكل يومي ولهم أكثر من شهر منذ بدء البروفات.. وبدعم من وزارة الثقافة... فالشكر للزملاء المسرحيين في صنعاء على إصرارهم على الاحتفال بأبو الفنون.. والعتب على الوزارة في تجاهلها لبقية الفنانين المسرحيين في المحافظات... والعتب أكثر على مكاتب الثقافة بالمحافظات على سباتها العميق وتجاهلها لفناني المسرح وحرمانهم من الاحتفال بعيدهم...؟!! وهناك شائعات وأخبار تفيد بأن الطفيليين والمتهبشين والزباجين بالتعاون مع “الفاسدين المتنفذين” سيحتفلون بالمسرح نيابة عن المسرحيين الحقيقيين.. وستقدم أعمالهم الهزيلة بالمناسبة والمهم المشاركة فليس هناك تقييم للأعمال المقدمة.. وليس هناك تصنيف للمخرجين والممثلين الدارسين ولا معايير واضحة لفناني المسرح في اليمن فمن يستطيع أن يزبج بمقيل القات هو مخرج وفنان مسرحي كبير.. وهذه الظاهرة نلاحظها في أكثر من مناسبة وطنية ودينية ممن يدّعوا بأنهم مخرجين كبار ووصلوا إلى العالمية.. وليس لديهم شهادات علمية أو حتى دورات في مجال الإخراج أو التمثيل المسرحي وخاصة في ما يسمى بالمنظمات والجمعيات والتي تبلغ أكثر من إحدى عشرة ألف منظمة في بلادنا وكلها لديها. مخرجها وفنانوها الزباجون والمتطفلون.. ولا رقيب أو حسيب من قبل وزارة الثقافة ومكاتبها في المحافظات لتصنيف من هو الفنان.. وكأن مهنة الإخراج والتمثيل المسرحي.. مشاعة لمن هب ويستطيع أن يزبج بمقيل فإنه أصبح فناناً مسرحياً كبيراً.. فكثر المهرجون وصناع المبدعين. فأي احتفال سيكون بمناسبة ال27من مارس للعام 2014م وفي هكذا أجواء ضبابية.. إنه احتفال التأبين للمسرح في يومه العالمي!!! ولا عزاء للمسرحيين.