في هذه الصفحة التي تعنى بقضايا السياحة والآثار تعد خطوة من صحيفة الجمهورية أراها بالغة الأهمية سعياً منها لتنويع وتحديث محتوى الصحيفة لتغطي مختلف مجالات التنمية ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ومواصلتها التغريد المتميز بمغادرة التشرنق في دائرة الشأن السياسي الذي اختصرته صحفنا في الإثارة والمهاترات سأكون معكم من خلال هذا الحيز لطرح وتشريح أوضاع السياحة والآثار في اليمن تدفعني إلى ذلك الرغبة الجامحة إلى خلق وعي مجتمعي أفقياً ورأسياً بأهمية هذا القطاع – السياحة والآثار – وإن شئنا الدقة القطاعين كونهما عالمين مستقلين وان كانت العلاقة وثيقة بينهما للاقتصاد الوطني وكذا للثقافة اليمنية الثرية . وبداية لا مناص من التذكير ببديهية عرفتها الكثير إن لم يكن جميع دول العالم وهي أن السياحة هي صناعة شأنها شأن أي صناعة أخرى ومن هذه البديهية حتى يكون باستطاعة الدولة وضع اسمها على خارطة السياحة العالمية هناك الكثير من المتطلبات والخطوات اللازم القيام بها على مستوى الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ذات الاهتمام بهذا المجال فمن نافل القول إن على مثلث المسئولية السابق ذكره أن يغادر مربع الانطواء على الذات ورمي الآخرين بتهمة التقصير والعرقلة وهي عادة يمنية أصيله كرستها عقود من السياسات المكرسة للارتجال والعشوائية ، وترجمة لمقولة أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي علينا أن ننتظر مؤتمراً وطنياً لوضع رؤية واضحة لصناعة السياحة في اليمن تدعى إليه مختلف الخبرات والكفاءات الوطنية في هذا الجانب ولا سيما الأكاديميين والباحثين وجهات كالبيئة والثقافة والإعلام والتعليم والصحة ورجال الأعمال والآثار والسياحة ومنظمات المجتمع المدني كنقابات الفنانين والوكالات السياحية والمنظمات الطوعية الأخرى وبعيداً عن المناكفات والرواسب التي قد يحملها هؤلاء بفعل خلفياتهم الحزبية أو المناطقيه أو غيرها ليتم التركيز وبأسلوب علمي محض على تحليل الحال الذي تعيشه هذه الصناعة المشلولة وإن انصفنا لقلنا إنها وصلت إلى مرحلة الموت السريري لا لأننا دولة لا تمتلك المقومات الأساسية لقيام قطاع اقتصادي قوي يسهم في رفد الدخل القومي بالعملات الصعبة ويشكل مجالاً خصباً لفرص عمل ينتظره الآلاف من الشباب . إن مشكلة السياحة اليمنية هي في الإنسان اليمني نفسه مسئولاً كان أو حتى مواطناً قبيلياً أو حتى حضرياً وعلى مستوى المحافظات المختلفة وإن اختلفت النسبة هنا أو هناك . وكما نعلم بأن هذا البلد يتمتع بمناخات وتضاريس متباينة ويمتلك العشرات من الجزر ذات الخصوصية كما تتوفر في مياهه الإقليمية كنوز لا تقدر من البيئة البحرية التي يقطع لها عشاق الغوص الآلاف من الأميال لقاء فرص التمتع بممارسة الهوايات التي يعشقون . وإضافة إلى ذلك نذكر العيون الكبريتية والغابات والصحاري والقائمة تطول من مناطق أثرية ومزارات ... واختصاراً استطيع الجزم بأن اليمن كحكومة وشعب يكبحون جماح انطلاق صناعة متكاملة الأركان من سياحة ترفيهية أو صحية أو ثقافية أو دينية أو علمية وذلك في مئات من المقاصد السياحية المعطلة حالياً والتي لا تخلو منها مديرية من المديريات فعن هذه المقاصد السياحية وعن المشكلات التي تقف دون الاستفادة المثلى منها ستكون موضوعاتنا القادمة دمتم بسلام . المسئول الإعلامي بمركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان