ما عدت أعرف كيف يمكن أن اصف الوضع الإعلامي في اليمن ماهو شكله، توجهاته، أدواته، شخوصه، والأهم القيم التي تحمي هذا المكون نقابة الصحفيين اليمنيين المكون القانوني الوحيد الممثل للإعلام.. ولأنه لوجود لغيرها أصبحت تمثل كل الإعلام التلفزيوني والصحفي والإلكتروني وتطورت الأدوات، لكن النقابة لم تتطور، وظلت تراوح مكانها، لم تفعل ولن تفعل شيئاً، لأنها ككل شيء في البلد بلا رؤية!! وهذه جزئية من مشكلة في محيط إعلام اليمن الذي انفتح على العالم خلال الأعوام الماضية لكنه افتقر للأدوات التي تجعل منه إعلاماً حقيقياً وقوياً، القنوات في غاية الهزالة والضعف والفقر مادياً وفنياً وفكرياً، وجميعها موجهة لأهداف غير وطنية الهدف دائما يحدده من يمول ويدير، الطائفية والمناطقية تباع في أرصفة الإعلام اليمني اليوم بلا مقابل الموت والتحريض يأخذان حيزاً كبيراً من مساحة إعلام اليمن صحافة وتلفزيون وفيس بوك وتويتر وكل وسيلة إعلامية تعلم الناس ما يعلموه ومالا يعلموه، لا تقنين، الكل يكتب للكل، كل ما يخطر في البال الصحافةُ، لم تعد محور التحرك الجمعي وتشكيل الوجدان، تغيرت اللعبة، ومعها تغيرت المفاهيم واختلطت القيم، وذابت الحواجز المانعة، أو الفلاتر إعلامُ اليوم لا فلاتر فيه، قل ماشئت.. أينما شئت.. هاجم .. أجرح .. أدعو للفتنة.. لن يلومك أحد.. حقاً.. وفضائك أصبحت مفتوحاً والأرض تتسع للجميع.. ولا عزاء لعقولنا التي اختلط فيها.. الحابل.. بالنابل.. لم يعد المواطن الذي يحتاج للمعرفة.. يعرفُ.. أين يجد المعرفة.. ومن يصدق!! في إعلام اليوم.. ليس عليك أن تصدق أحداً!! لو قيل لك إن مشاكل.. الكهرباء.. والبترول والبنزين.. وانعدام الخبز.. والأوكسجين.. سببها الحكومة صدق ذلك ولو .. قالوا ..ليست الحكومة.. من يفعل.. ذلك هم أعداء الحكومة ..والثورة المضادة.. صدق ذلك!! ولو قالوا لك أيضاً أن لا أحد يفعل ذلك.. وأنها تحدث من تلقاء نفسها.. صدق ذلك!! بل حتى لو قالوا أنك أنت سبب كل هذه المشكلات لا تكذب هذه الفرضية مادام أنهم قد قالوا وقالوا.. هي ..إعلامُ اليوم .. والعلم عند الله.