تتميز «اليمن» بتنوع المعالم التاريخية والسياحية الشاهدة على الإرث التاريخي العريق لليمنيين وعبقريتهم في كافة المجالات من بناء وسدود وري زراعي، تتجسد فيها الحكمة اليمنية الذي أشار إليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. وتُعد «صهاريج عدن» من أبرز المعالم التاريخية على مستوى اليمن، التي يعود تاريخ بنائها بحسب ما تذكره بعض المراجع التاريخية إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد وتحديداً في عهد الدولة السبئية التي حكمت اليمن.. كما أن صهاريج عدن تعرف أيضاً باسم (صهاريج الطويلة) وذلك لوقوع المصب عند رأس وادي الطويلة الذي يمتد بخط مائل من الجهة الشمالية الغربية لمدينة كريتر بمحافظة عدن.. وتتصل هذه الصهاريج ببعضها البعض بشكل سلسلة ويحيط بها جبل شمسان بشكل دائري باستثناء منفذ يؤدي إلى مدينة كريتر. ويشير الباحثون إلى أن عدد الصهاريج يقدر بنحو (55) صهريجاً، وبالرغم أن معظمها اصبح مطموراً تحت الأرض إلا أن المتبقي من هذه الصهاريج لا يزيد عن (18) صهريجاً وتُقدر طاقة استيعابها بنحو (20) مليون جالون. روعة وجمال هذه الصهاريج الكامن بدقتها الهندسية جعلتها واجهة يتوافد إليها السياح «العرب والأجانب» لغرض الاطلاع على مكوناتها المدهشة وبراعة هندسة اليمنيين القدماء.. معظم الزائرين إلى مدينة عدن لا يستطيعون تجاهل هذا المعلم المعماري الفريد الذي تناوله المؤرخون في كتبهم القديمة كالهمداني والرحالة ابن بطوطة وغيرهم من المؤرخين المشاهير في الأزمنة السابقة.. صهاريج عدن الصامدة إلى يومنا هذا منذ إنشائها في القرون الأولى تعاني في وقتنا الحاضر من الإهمال وغياب الدور الحقيقي للجهات المعنية لاستمرار وهج هذه القبلة السياحية الرائعة، بالرغم من الرسائل العديدة من القائمين عليها والمواطنين عبر أكثر من وسيلة إعلامية. ويرى المهتمون بالأماكن التاريخية والسياحية أن الإهمال وعدم الاهتمام بالشكل المطلوب للمعالم التاريخية والتي هي أحد العوامل الرئيسية لجذب السياح بمختلف شرائحهم وجنسياتهم، جريمة بحق الوطن واقتصاده وجريمة أيضاً بحق الأجيال القادمة من حيث المحافظة على إرثهم التاريخي.. ويدعون بدورهم الحكومة ومنظمات المجتمع المدني الحفاظ على صهاريج عدن وكذلك الأماكن التاريخية والسياحية الأخرى كونها إرثاً وطنياً وقومياً حيث إنها بمثابة واجهة البلد وعمود من أعمدة الاقتصاد.