بالرغم من الظروف الإيوائية التي يقضون فترات وجودهم بين جدران الأربعة لما يسمى بعنبر الأحداث بالإصلاحية المركزية بتعز, إلا أنهم استطاعوا التغلب على هذه الظروف من خلال مشاركتهم بالدورة التدريبية الثانية في عملية التأهيل والتدريب الخاصة بالدعم النفسي والحقوقي التي نفذتها وحدة الحماية الاجتماعية مع مجموعة الحماية الخاصة بحقوق الطفل بالمحافظة. الدورة التي استمرت لأسبوع من الفترة من 30 أغسطس إلى 4 سبتمبر 2014 م والتي استهدفت 32 حدثا في نزاع مع القانون أي أعمارهم بين ال15 وما دون الثامنة عشرة والنزلاء المتواجدون بالعنبر من خلال الفن التشكيلي .. فالتدريب هذه المرة اختلف عن الدورات التدريبية التي تم تنفيذها مع الأحداث والعاملين معهم في الإصلاحية والمتعاملين مع قضايا الأحداث في أجهزة الضبط القضائي خلال شهري فبراير ومارس 2014م,اختلف لأنه اعتمد كما ذكرت على الفن التشكيلي كمهارة تنمي المواهب وتجعلهم أكثر مقدرة في التعبير عن حقوقهم في الحياة وعن قصصهم التي كانت السبب في كونهم في خلاف مع القانون . حيث تعلموا كيف يرسمون على الدفتر وكيف يرسمون على الجدار وكيف يطلون عنبرهم بالطلاء حتى يبعد عنهم جو الكأبة والإحساس بالدونية للوضع الذي يعيشون فيه اكثر من 28 غرفة تأويهم غرفة في آخرها حمامين وتخلو من الأثاث إلا من تلفزيون وخزان ترشيح ماء تبرع به الأخصائيون الاجتماعيون العاملون بمركز الطفولة الآمنة الذين يعدون الآن برنامجا للدعم النفسي لنزلاء العنبر وبتطوع منهم. المهم وبحسب آمال الشميري ضابطة وحدة الحماية الاجتماعية بالصندوق الاجتماعي للتنمية بتعز التي تحدث عن الدورة قائلة: الهدف من التدريب بالرسم هو جذب انتباه الأحداث الذين يعيشون ظروفا صعبة بالعنبر والإصلاحية إلى إعادة بناء الثقة لأنفسهم وقدراتهم الذاتية من خلال الرسم كنشاط يشغل وقت فراغهم ويمتعهم في التعبير والاستمرار في ذلك. وبحسب آمال فإنه في هذه الدورة التدريبية أيضاً تعلم المتدربون كيف يزرعون شتلات الفواكه والزينة على يد مهندس زراعي من مكتب الزراعة والري بالمحافظة كما تعلموا كيف ينمون مهارات القراءة. واختتمت آمال قولها: الشراكة المجتمعية مهمة جداً في حماية الأطفال من الانحراف والدخول في عالم الجريمة متى ما وجدت منظمات مجتمع مدني وناشطون يؤمنون بقضايا الطفولة وفق مصالحهم الفضلى في الحياة مثلما حدث في تنفيذ هذا النشاط الذي كان الممول الرئيسي له الصندوق الاجتماعي للتنمية بالمحافظة إضافة إلى وجود مهنين حقوقيين يدركون قيمة الإنسان وخاصة الطفل وقيمة العمل الذي يقدمونه بدون مقابل حينها نستطيع أن نقول إن هناك مشاركة مجتمعية وأن الفن وسيلة للتغيير النفسي والاجتماعي في الحياة عند أطفال ومراهقين زجت بهم ظروفهم المعيشية الصعبة لأن يقضوا جزءاً من حياتهم خلف قضبان أربعة جامدة.