لم يخف نقاط ضعفه في الحياة والتى يشترك فيها سواد الناس عندما يتحدث عن نقاط قوته، فصانع البصمة اليوم يرى أن نقاط قوته تكمن فيما تعلّمه من العلم، وسعة الإطلاع والمعرفة المتجددة، ويضيف بقوله: وقدرتي على الإلقاء والعرض، وامتلاك اللغة العربية بقواعدها، وقدرتي على بناء علاقات جيدة مع الجميع.. أما نقاط ضعفه فيحدّدها بقوله: نقاط ضعفي تكمن في محدودية إمكاناتي المادية، وتبعات المسؤولية تجاه الأسرة. ذلكم هو صانع البصمة اليوم وهو صالح سالم محمد حليس، من مواليد يافع محافظة لحج عام 1962م، درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في محافظة عدن - كريتر، وتخرّج من جامعة عدن كلية العلوم الزراعية عام 1989م.. ثم درس بجامعة العلوم والتكنولوجيا، كلية الآداب وتخرج عام 2001م، حصل على درجة الماجستير من جامعة عدن، كلية التربية، قسم الدراسات الإسلامية عام 2013م، موظف في مكتب التربية والتعليم - عدن - مدير إدارة الجودة والاعتماد المدرسي، متزوّج وأب لخمسة أولاد. بدأ التدريب في 2003م مع موضوع “إدارة الذات” ويقول إنه تأثر بالدكتور طارق السويدان، والدكتور على الحمادي والدكتور أكرم رضا. وعن سبب توجهه للتدريب قال المدرب صالح: طبيعة عملي الطوعي في تلك الفترة، جعلتني التقى العديد من الدورات في مجال الإدارة والتنمية البشرية، وهذه الدورات التي تلقيتها تحوّلت إلى برنامج عملي لتدريب الشباب المنخرط في العمل الطوعي في الجمعيات والمؤسسات، وفي عام 2005 م تم اختياري ضمن الفريق الوطني للتدريب في وزارة التربية والتعليم، وكانت فرصة كبيرة لي أن أتدرب على يد خبيرة ألمانية في منظمة ( GIZ)، في بناء الأدلة التدريبية للمعلمين وتحديد الاحتياجات التدريبية، ضمن برنامج الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم الأساسي، بدعم اليونسكو وكانت الدورة (تدريب المدربين لمدة 32 يوماً على مرحلتين ب 224 ساعة تدريبية).. كرّست لتدريب وبناء الفريق الوطني للتدريب في محافظاتعدنولحج وأبين.. ثم شاركت في صنعاء ببناء العديد من الأدلة التدريبية لتدريب المعلمين والموجهين والإدارات المدرسية، وأتيحت لي الفرصة لتدريب رؤساء أقسام التدريب ببعض المحافظات، شاركت أيضاً في دورة تدريبية في مصر عام 2011م، وقمت بتدريب المدربين في ليبيا عام 2012م. وعما وجده في التدريب قال: وجدتُ في التدريب ذاتي: تعرفت على نقاط قوتي ونقاط ضعفي أولاً، وبدأت في إدارة ذاتي بشكل علمي فاعل، ووجدت في التدريب فرصة لتوسيع آفاق المعرفة واكتساب المهارات الحياتية، ووجدت في التدريب فرصة لبناء علاقات إيجابية والتعرف على الآخرين، كما وجدت في التدريب فرصة لخدمة المجتمع، وبناء قدرات الشباب. وعن أهمية التنمية البشرية لحياة المجتمع والمؤسسات العامة والخاصة يقول المدرب صالح حليس: أولاً نحن في اليمن رأسمالنا هم البشر.. وتنمية البشر بتنمية قدراتهم وإمكاناتهم للوصول إلى حالة من الرخاء الاقتصادي.. وتأهيل الإنسان لتوظيف قدراته للمزيد من الإنتاج، و يمكن القول إن للتنمية البشرية بعدان: البعد الأول: يهتم بمستوى النمو الإنساني في مختلف مراحل الحياة لتنمية قدرات الإنسان، طاقاته البدنية، العقلية، النفسية، الاجتماعية، المهارية، الروحانية. أما البعد الثاني: فهو أن التنمية البشرية عملية تتصل باستثمار الموارد والمدخلات والأنشطة الاقتصادية، التي تولّد الثروة والإنتاج لتنمية القدرات البشرية، عن طريق الاهتمام بتطوير الهياكل والبنية المؤسسية التي تتيح المشاركة والانتفاع بمختلف القدرات لدى كل الناس. وعن تقييمه لواقع التنمية البشرية في اليمن قال: التنمية البشرية منظومة متكاملة تبدأ بنظم وجودة التعليم وتنتهي بنظم التدريب.. ونحن في اليمن نعاني من اختلالات كبيرة في التعليم بكل مجالاته ومراحله، ومدخلات التعليم ضعيفة جداً وكذا المخرجات أضعف، ولذا نجد الكثير من مخرجات الجامعات اليمنية فيها من الضعف الشديد ما فيها، وبالتالي ينعكس ذلك على واقع الإنسان وتنمية الإنسان..وقد أفرز ذلك واقعاً يتمثّل في: نسبة كبيرة من البطالة، قدرات ضعيفة للشباب، عمالة غير مدربة ولا مؤهلة لسوق العمل الداخلي والخارجي. وواقع التدريب في مجالات التنمية البشرية في اليمن الواقع مؤلم جداً، وبالتالي كل شيء سيكون تبع هذا الواقع، الذي فيه كل شيء مختل، والتدريب واحد من هذه الجوانب يعاني من اختلالات كبيرة، مراكز تدريب غير متخصصة، مدربين لكل شيء وغير مؤهلين.. وأكد المدرب صالح حليس إنه من دعاة التخصص في التدريب وغيره.. لأن المدرب المتخصص يبدع وينتج، أما مدرب “بتاع كله” فهذا يسيء لنفسه وللتدريب، وما أكثر (بقالات التدريب). وحول نظرته لكثرة المدربين وانتشار مراكز التدريب والتأهيل قال: كنت قبل سنوات سعيداً جداً في أن التدريب في اليمن بدأ يأخذ مكانه، وأنه سوف يغير الكثير من السلبيات التي اكتسبها الشباب في الواقع العملي. وعن البعض ممن جعل من التدريب مصدر جني المال بدون جودة قال: ظاهرة سلبية، إذا كان التدريب يفتقد الجودة، لكن أقول إن مثل هؤلاء لن يستمروا طويلاً في ميدان التدريب. وحول بروز ظاهرة سفر بعض المدربين إلى الخارج لحضور برامج تدريبية قد تقدّم محلياً يقول: هذا نوع من التدليس لا يجوز شرعاً ولا عقلاً، وأصبح عند البعض موضة لكي يُقال أنه سافر خارج اليمن. وعن المعايير التي يرى أنها غائبة عن واقع التدريب اليوم يقول: المعايير المعتبرة في العالم معروفة وهي: التنظيم الإداري، الكوادر البشرية، العمليات التدريبية، بيئة التدريب المكانية، وتقنية المعلومات وتعدين البيانات، وهذه المعايير غائبة جزئياً أو كلياً عن واقع التدريب اليوم. ووصف حليس خوض المرأة مجال التدريب بالشيء الرائع جداً، باعتبارها إضافة جديدة وعنصراً هاماً لتكامل بناء الإنسان، ولي زميلات درّبت معهن، وكنَّ رائعات في التقديم والعطاء والإبداع، ومعظم الذين درّبتهم كانوا من الفتيات.. أجد في المدربة والمتدربة على السواء الجدية والإخلاص والتفاني. وحول كثرة إطلاق مسميات “المدرب الدولي – المدرب المحترف – المدرب المتمكن..” الخ، في الفترة الأخيرة من المسميات فيما الواقع يؤكد أن واقع من يحمل تلك المسميات لا يملك ما يستحق إطلاق عليه تلك الألقاب يقول: كما قال الشاعر: ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد لكن لا يصح إلاّ الصحيح، ولا يبقى إلاّ النافع والمفيد.. الشخص الذي يشعر بنقص يحاول أن يبحث له عن مثل هذه الألقاب والأسماء، ليسد بها نقصه وقلة خبرته، وللأسف ينكشف أمام المتدربين الذين يكتشفون جوانب نقصه، فيفضحونه أمام الملأ.كيف وحول نظرته لواقع التنمية البشرية في اليمن بعد خمس سنوات يقول: أتمنى الخير لليمن.. وأتمنى أن تنهض اليمن من كبوتها.. لتبدأ السير في طريق النهضة والتنمية في كل جوانبها، وعن نصيحته للمدربين وللمعاهد ومراكز التدريب اليوم يقول: نصيحتي تتلخّص في: إن كل المدربين ومعاهد ومراكز التدريب تقوم بمهمة عظيمة، التعليم والتعلم، وإعداد الفرد لسوق العمل كي يكون لبنة صالحة في البناء والتنمية، لذا عليهم الإتقان والإخلاص في عملهم.. لأنهم سوف يسألون “حفظوا أم ضيّعوا هذه الأمانة”. [email protected]