كثير من الناس لم يجد نفسه في مهنة وحرفة كان قد بدأ العمل فيها فتوقف وعمل تقييماً لمسيرته وأعاد ترتيب أولوياته واهتماماته فترك ما كان قد بدأ به واتجه إلى ما يحب ويجد نفسه فيه حيث يبدع الإنسان مع الأشياء التي يحبها ويشعر أنه ينتج من خلالها، صانع بصمتنا اليوم هو واحد ممن كان في مهنة الإعلام حيث قدم عديد من البرامج التلفزيونية فوجد أنه يميل إلى التدريب فترك العمل الإعلامي وانشغل بالتدريب الذي وجد أنه أكثر حضوراً وتأثيراً وإنتاجاً. صانع بصمتنا جمع بين فن الخطابة والإلقاء والتدريب فكانت آثاره واضحة وملموسة وهو متفرغ للتدريب. نقدم اليوم واحداً من المدربين الذين لمع اسمهم في عالم التدريب بصورة ملفتة وهو الخضر سالم بن حليس من مواليد يافع محافظة لحجاليمن تخرج من جامعة صنعاء - كلية التربية وعمل فيها معيداً ثم انتقل لدراسة البرامج التدريبية وحصل على دبلومات مختلفة ومتنوعة في التدريب من داخل اليمن وخارجه وحصل على العديد من شهادات الخبرة في هذا المجال ودرب الآلاف في اليمن من موظفين ومعلمين وشباب ونساء في مختلف المهارات التدريبية والتربوية والتعليمية ، له مجموعة من المؤلفات في السوق من كتاب ( ماذا سيخسر العالم بموتك ) وكتاب (أسرار الخطبة المتميزة ) وكتاب ( حقيبة المعلم ) وغيرها يحفظ القرآن الكريم ومجاز فيه، وعنده أيضاً إجازات في فنون فقهية وشرعية ولغوية وحصل على العديد من الإجازات العلمية ، قدم أيضا العديد من البرامج التلفزيونية والحوارية منها برنامج (نحو المعالي) وبرنامج (الحق المعلوم) وبرنامج (القوانين الإلهية) وبرنامج (القيم الكبرى). الخضر يعرف نفسه بصورة أخرى فيقول: مسافر يبحث عن بصمته، وسائح يصنع من المشاهد الحية لوحة مميزة.. لديه نقاط قوة أبرزها الثقة بنفسه، وفي نفس الوقت يرى نقاط الضعف لديه على أنها حفر أحاول ردمها – حسب كلامه - وأحياناً أنجح في تسلقها لأني أحب صعود الجبال.. وعن أول مرة يدرب فيها يقول: نعم أتذكر ذلك فقد قدمت برنامجا خيريا لخطباء في فنون الإلقاء والعرض وهو يوم أعتز به فقد نلت تصفيقا حارا من الحاضرين. وحول الشيء الذى وجده في التدريب يقول الخضر: التدريب غير حياتي وأسلوبي وسلوكي في التعامل مع الحياة، التدريب أكسبني كثيراً مما كنت افتقده في حياتي بل به تجددت حياتي. وعن رؤيته لواقع التدريب يقول: كما ذكرت لك يتحسن وأي شيء يمر بمرحلة مراهقة ثم يرشد ويتحسن.. ونحن نعلم أن هناك أخطاء كثيرة لكنها طبيعية ومصاحبة لأي جديد.. الخضر يؤكد أنه مع المدرب المتخصص وأنه لاشيء يعدل التخصص .بل هو طريق الإبداع – حسب كلامه.. وعن كثرة المدربين اليوم يقول: هي ظاهرة صحية ورائعة رغم ما تقع فيه من أخطاء لكنها تتعافى يوما بعد يوم وستصح بإذن الله، مشكلتنا الحقيقية غياب التدريب النوعي الذي يلبي احتياجات سوق العمل وسوق العمل غائب فعندما يوجد سوق العمل سيوجد للتدريب النوعي الذكي. وعن المعايير التي يرى أنها غائبة عن واقع التدريب اليوم يقول الخضر: المعايير كثيرة وللأسف غائبة ولا توجد جهة تصنعها وتؤسس لها وتمنحها للمدرب، ومنها: مواصفات المدرب، ومنحه اللقب والتخصص والمهارة ونوعية التدريب ومخرجاته وقياس أثره وتحليله وغير ذلك مما هو ما يزال غائباً عندنا.. وحول اقتحام المرأة للتدريب يقول: نعم المرأة اكثر الناس حضورا للتدريب وتفاعلا معه وهي الآن تمارس التدريب في أكثر من جهة وأنا أفخر أن كثيراً من جمهوري نساء وهناك مدربات تأهلن على يدي وهن الآن مدربات محترمات ولهن حضور جيد. وعن كثرة إطلاق مسميات “المدرب الدولي – المدرب المحترف – المدرب المتمكن..” الخ من المسميات فيما الواقع يؤكد أن واقع من يحمل تلك المسميات لا يملك ما يستحق إطلاق عليه تلك الألقاب .. فيقول : يا أخي أنا كتبت في هذه الظاهرة كثيراً من المقالات ولقيت قبولا طيبا في العالم العربي ولكن للأسف أرسل إليّ بعض المتسلقين رسائل سب وذم وتطاول لم ألتفت إليه كأني أقصده وأعنيه وأنا أناقش ظاهرة منتشرة في العالم العربي، لكن يكاد المريب يقول خذوني، وهذه مشكلة أن يتشبع المرء بما لم يعط وأن يلبس ألقاباً لا يستحقها وأن يبحث عن أسماء يرقع بها قميصه الممزق ويسد بها نقصه، المهم ماذا يملك بعيدا عن المدرب الأسطوري الخارق وكأننا نعيش مسلسلات الأطفال.. ويطالب بقوله: أولاً يجب أن نحدد مفهوم التنمية البشرية تحديداً علمياً عالمياً، التنمية البشرية في تعريف الأممالمتحدة عنوان للصحة والتعليم.. وإن كنت تقصد المهارات الحياتية وإدارة الذات فهي تتحسن لكن الوضع الاقتصادي والتعليمي في اليمن وضع يرثى له ويحتاج إلى جهود كبيرة وطويلة ليتعافى وبمرضه يمرض الشباب والمجتمع وتتدهور الثقة. ويؤكد القول: أنا أجد نفسي في التدريب وأمام الكاميرا وفي الخطابة والكتابة والتدريس كلها مترابطة وتعتمد على الإلقاء.. ويضيف: أنا لم أترك الإعلام بل لدي الآن برامج في قوانين النجاح يتم تسجيلها لعدة قنوات فضائية محلية وخارجية، وما زلت أدرب الإعلاميين والمذيعين في المهارات الإلقائية ولغة المذيع ..والإعلام والتدريب مترافقان وأحدهما يحتاج للآخر. ويختم بقوله: نصيحتي للمدربين والقائمين على مراكز التدريب أن يتذكروا أنهم على ثغرة هامة لبناء المجتمع وعند الإخلال بهذه الثغرة نزيد الطين بلة وندمر ما تبقى من ثقة في التدريب فالحذر الحذر من تدنيس هذه الصنعة الرسالية القيمية البطلة وتحويلها إلى سلعة مبتذلة تستهلك في السوبرات. [email protected]