يعد برنامج (مبادرة) أحد برامج وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر SMEPS، والذي يُنفذ بالتعاون ودعم من منظمة العمل الدولية وأيضاً قطاع التعليم العالي والقطاع الخاص، وقطاع التمويل البنكي لدعم الشباب لإنشاء مشاريعهم الخاصة. ويعمل برنامج مبادرة على تأهيل الشباب لإنشاء مشاريعهم الخاصة حيث تم تصميمه من قبل منظمة العمل الدولية بناءً على طلب من وزارة التعليم العالي بعد النجاح الذي حققه برنامج كاب (تعرّف إلى عالم الأعمال) والذي تم تطبيقه في المعاهد الفنية والتقنية في كافة محافظات الجمهورية.. حيث يقوم البرنامج بتزويد الشباب المتعلّم بالمهارات والسلوكيات الريادية وبمهارات الأعمال الضرورية والنصح والإرشاد والربط مع بنوك التمويل لإنشاء وإدارة مشروع ناجح ومستدام يُساهم بدوره في استحداث فرص عمل لائقة لمصلحة الشباب الآخرين، ويتم تعليم المشاركين في البرنامج الريادة على المستوى الشخصي وعلى مستوى الأعمال. هدف البرنامج ويهدف البرنامج بحسب خلود شاكر - ضابط المشروع في الوكالة- إلى المساهمة في تطوير فرص الشباب اليمني في الحصول على العمل اللائق من خلال رفع قدرات المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص في تقديم خدمات مساندة لأصحاب المشاريع المبتدئة وضمان نجاحها واستمرارها مما يرفع من نسبة التوظيف ويقلل من نسبة البطالة في أوساط الشباب اليمني بواسطة الشباب أنفسهم، ويستهدف برنامج مبادرة طلاب الجامعات في سنة التخرّج المقبلين على سوق العمل بين سن 20-29 سنة. ثقافة الريادة ويقول خبير في منظمة العمل الدولية، جولبير ضومد: إن مبادرة جاءت لتطوير الاقتصاد وخلق فرص عمل للشباب والترويج لثقافة الريادة حيث يتكون البرنامج من ثلاثة مكونات أساسية، مكون التعليم لريادة الأعمال ضمن مؤسسات التعليم العالي «الجامعات» بتأهيل مدرّسي الجامعات لتقديم البرنامج للشباب في إطار الجامعات اليمنية، حيث تم الاتفاق مع وزارة التعليم العالي على تنفيذ مشروع مبادرة في المرحلة التجريبية في 8 جامعات يمنية، حكومية وخاصة مكون الإرشاد والتوجيه للشباب الراغبين في فتح مشاريعهم من قبل رجال وسيدات أعمال شباب أصحاب خبرة وتخصّص في مجال الأعمال، مكون المسابقة والربط مع بنوك التمويل حيث سيتم فتح باب التسابق بين خريجي برنامج مبادرة من طلاب الجامعات ومن ثم ربط الفائزين مع بنوك التمويل للحصول على الجوائز والتمويل المناسب لإنشاء مشاريعهم الخاصة.. ويضيف جولبير إن مبادرة في اليمن تعد أول تجربة نموذجية في الشرق الأوسط في مجال تأهيل وريادة الشباب وكانت التجربة رائعة ومحفزة ورقماً لافتاً في المشاريع المقدمة من قبل الشباب وسيتم تطبيق هذه التجربة في باقي الدول العربية. العمل الحر وتقول رانيا بخعازي - ممثل منظمة العمل الدولية: إن فكرة مبادرة جاء في العام 2007 من خلال تطوير المناهج وإدخال ثقافة العمل الحر والريادة وقام المشروع بالتعاون بين وكالة تنمية المنشأة ووزارة التعليم الفني ومنظمة العمل الدولية ووجود شريك وطني ساهم بشكل كبيرفي نجاح المشروع, وبعد نجاح العمل في إطار المعاهد المهنية تم التجاوب الجيد لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتوسيع البرنامج ليشمل ثماني جامعات حكومية وخاصة، حيث تم عقد دورة تدريبية لمدة عشرة أيام تم فيها تدريب 24 أستاذاً أكاديمياً من مختلف التخصصات في الجامعات ليكونوا جاهزين لتدريب برنامج مبادرة بالطرق التشاركية و الألعاب والحالات الدراسية و غيرهم من التمارين التطبيقية. كما تم إقامة ورشة تنشيطية ل 22 مدرساً، الذين طبقوا البرنامج تهدف إلى تجديد معارفهم ومعرفة الصعوبات التي واجهتهم أثناء تدريب البرنامج، أيضاً تم فيها الحصول على التغذية الراجعة من الأساتذة ومواءمة المنهج للبيئة اليمينة وفقاً لذلك، أيضاً خلال المرحلة التجريبية تخرج 1044 طالباً وطالبة من الجامعات الموضحة أعلاه منهم (410 إناث – 637 ذكوراً). وتضيف بخعازي: تم البحث عن مرافقي برنامج مبادرة بناءً على معايير البرنامج والتي تقضي بأن يكون المرافق شاب ولديه تخصص في عالم الأعمال وأيضاً خبرة من خلال امتلاكه لمشروع ناجح أو شغله لمنصب في مشروع ناجح يمكّنه من الحصول على الخبرة المطلوبة في برنامج مبادرة في المرحلة التجريبية من البرنامج وتم تدريب المرافقين من رجال وسيدات الأعمال في عدة محافظات للعمل على تطوير أفضل 50 خطة من خطط الشباب الذين قدموا على مسابقة برنامج مبادرة والذين يرغبون في فتح مشاريعهم الخاصة حيث سيتم بمساعدة المرافقين تطوير خططهم لمدة شهرين، ومن ثم تدخل الخطط المرحلة الأخيرة من المسابقة لاختيار أفضل 10 مشاريع والذين سيحصلون على مرافقة لتوجيههم وإرشادهم لمدة سنه تقريباً من فتح مشاريعهم. وتم فتح باب التسابق بين خريجي برنامج مبادرة من طلاب الجامعات و ربط الفائزين مع بنوك التمويل للحصول على الجوائز والتمويل المناسب لإنشاء مشاريعهم الخاصة، حيث قدم في المرحلة الأولى 175 خطة للتنافس حيث سيتم وفقاً للمعايير المسابقة من قبل لجنة مكونة من الوكالة ومنظمة العمل الدولية بالإضافة إلى ممثلي البنوك اختيار أفضل 50 خطة والتي ستستفيد من خدمة المرافقة ومن ثم تدخل المرحلة الثانية والتي سيتم فيها من قبل لجنة من رجال وسيدات الأعمال ووفقاً لمعايير المسابقة اختيار أفضل 10 مشاريع والتي سوف تحصل على جوائز مالية تقدر ب 5000$ لكل مشروع. مساعدة الشباب ويقول ربيع العوبثاني - ماجستير إدارة أعمال، أحد مرافقي البرنامج أن البرنامج أكسب المشاركين في مهارات وأساليب المرافقة والأدوات المستخدمة في جلسات مع ريادي الأعمال وتقديم الاستشارات في كيفية فتح مشاريع خاصة والعمل كميسرين لروّاد الأعمال في إعداد المشاريع, ويقوم عمل المرافق على اكتشاف روّاد الأعمال ومساعدتهم على إيجاد أفكار لمشايع تلبّي طموحاتهم. ويقول أحمد عبدالجليل ردمان - لجنة شباب وسيدات الأعمال في اتحاد الغرف التجارية إن مبادرة عمل تطوعي للوقوف مع الشباب في تحقيق مشروعهم الخاص وشاركت في دورة المرافقة لمساعدة الشباب في إخراج مشاريعهم إلى أرض الواقع ومثّلت دورة المرافقة فرصة لمراجعة أفكاري والإحساس بوضع الطلاب في الجامعات والصعوبات التي يوجهونها وكيفية الوقوف والتغلب عليها من خلال فترة المرافقة التي تمتد لمدة عام كامل. مهارات وأفكار وقال عبدالله العراسي - مدير كبار العملاء وتطوير الخدمات ببنك التضامن إن تجربة مبادرة أكثر شمولية في تدريب وتأهيل الشباب وراد الأعمال ومساعدتهم في إنجاح مشاريعهم الخاصة من خلال التعامل مع المجموعات وتسلسل نقل المهارات وآلية المساعدة في إنجاح المشاريع واستلام أفكار المشاريع وتحويلها إلى واقع وحقيقة حيث يعد مبادرة من أفضل المشاريع والبرامج التي تساعد الشباب وروّاد الأعمال في تأسيس مشاريع خاصة وعدم الاعتماد على الوظيفة العامة. ويقول الأخ. مازن سلطان الشيباني - مدير إدارة التسويق مجموعة العالمية إن البرنامج خلق روّاد أعمال من خلال التدريب على آلية ريادة الأعمال وتأهيل مرافقين لمساندة روّاد الأعمال ومشاركتي في البرنامج تأتي من خلال مسؤوليتي الاجتماعية في تقديم العون لرواد الأعمال ونقل خبراتي لهم, وكذلك للتعلم من التجربة والاستفادة من ريادي الأعمال والموجهين. القدرات الشخصية وتقول أمة الخالق السقاف – معيدة بكلية التجارة جامعة صنعاء إن البرنامج يمثّل فرصة لتنمية قدرات الشخص ليكون ريادياً ومرافقاً لروّاد الأعمال، وهو مشروع هدفه تنمية المهارات والقدرات على التواصل مع الشباب لإخراج وتفجير طاقاتهم والاستفادة منها. الخطة المستقبلية تعمل الوكالة في الفترة الحالية على تقييم تنفيذ البرنامج داخل الجامعات اليمنية بهدف الاستفادة من نتائج المرحلة التجريبية من أجل تعميم منهج مبادرة على الجامعات اليمنية كمادة أساسية ضمن الكليات العلمية في المراحل المقبلة، وبذلك يكون لدى الشاب اليمني الحق في الحصول على التعليم الريادي مما يمكنه من التخرّج ب شهادته الجامعية وخطة مشروع تمكنه من اعتماد العمل الحر كخيار مهني مستقبلاً مما يمكّنهم من توفير العمل اللائق لأنفسهم ولغيرهم من الشباب.