إذا كان الشعب هذا يتأوّه ويتألّم ويشكو وضعه، ويدرك تماماً أن وضعه هذا هو من صنعه وعجينه ويعيشه ويلمسه، فهل معنى ذلك أنه عاجز عن مقاومة أوضاعه ومشاكله، وهل معنى أن هذا الشعب قاصر عن التفكير وإزاحة هذا الطوق الذي طوّق به نفسه بنفسه وجعله حاجزاً وسدّاً لانطلاقه والخروج من دوامة مشاكله وأوضاعه..؟!. فإذا كان الأمر كذلك، فهل ارتضى هذا الشعب لنفسه أن يحترق وينهي حياته بقناعة ورضا، واختار حياة الخلود والسكون، أم هانت عليه حياته هذه بمشاكلها ومساوئها، أم يا تُرى لم يكتب لهذا الشعب أن يحيا حياة فيها العزّة والكرامة؛ بل حياة شعب عربي مسلم له ماضيه ومجده العظيم؛ تحدّثت عن مجده وعظمته شعوب الدنيا بأسرها ومازالت تتحدّث عنه، بل مازالت تلك الأمجاد ماثلة شامخة أمام الأبصار، وهذه صفحات التاريخ مسطّرة بحروف من نور شاهدة على عظمة ومجد هذا الشعب اليمني العظيم. وإذا كان الأمر كذلك، فهل طينة هذا الشعب الحاضرة تختلف عن طينة أسلافه، أم يا ترى أنه اختار طريقاً خاصّاً يسلكها وحياة مغايرة لحياة أسلافه، أم يا ترى هناك من اعتلى على ظهر هذا الشعب الأبي وحوّله إلى أشباح وهياكل بصورة آدمية محسوبة على تربة أرضنا اليمنية، وإذا كان الأمر كذلك فيا ترى هل هذه الحياة التي يحياها شعبنا اليمني حياة قلق وآلام ومشاكل نتيجة تواكل وكسل ومساوئ ..؟!. كلّا؛ إنها نتيجة عوامل تفكّك وفُرقة ومحن وتطاحن وشتات صف وتفرقة الكلمة، فلا تعاون ولا كلمة موحّدة ولا رأي يجمع ولا صف موحّد ولا عمل ولا بناء جماعي، الكل غافلون، الكل نائمون ما في ذلك شك..!!.