اقتحمت مجموعات من المستوطنين، صباح أمس، باحات المسجد الأقصى في مدينة القدسالمحتلة من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من قبل عناصر شرطة الاحتلال الاسرائيلي والقوات الخاصة. وذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية، أن مجموعتين استيطانيتين اقتحمتا صباح أمس ساحات المسجد الزقصى من جهة باب المغاربة وأدت شعائر يهودية، مشيرة إلى أن “المرابطين” تصدوا لهم بالتكبير والتهليل. وأوضحت أن شرطة الاحتلال قامت بتصوير “المرابطين” الذين تصدوا للمستوطنين، تمهيداً لملاحقتهم واعتقالهم. ومن ناحية أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر إمس، شاباً فلسطينياً بعد اقتحام منزله في بلدة العيسوية شرق مدينة القدسالمحتلة. كما شنّت قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجر أمس، حملة اعتقالات واسعة في محافظة نابلس، طالت عشرات المواطنين بينهم سيدة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر أمنية، ان دوريات الاحتلال اقتحمت مدنية نابلس، وداهمت عدة منازل في أنحاء متفرقة، وعاثت في بعضها فساداً وسرقت أموالاً واعتقلت ما يقارب 28 مواطناً. يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملات اعتقالات ودهم يومية في مدن الضفة الغربية في إطار ملاحقة نشطاء فلسطينيين يصفهم ب«المطلوبين»، فيما تقول مصادر فلسطينية إنها غالباً ما تطال مدنيين. في سياق متصل أفاد نادي الأسير، أمس، بأن محاكم الاحتلال مددت اعتقال 26 أسيراً في سجون الاحتلال، بذريعة استكمال التحقيق والإجراءات القضائية، لافتاً إلى أن جلسات محاكمة ستعقد للأسرى في الفترات القادمة. وأوضح النادي وفقا لوكالة »وفا» أن محكمة الاحتلال في «الجلمة» مددت اعتقال كل من الأسرى: أشرف شتا، كرم ريان، عاصم ريان، أنس سلامة، محمد نوفل، ماهر حسين، وسيم تاج وابراهيم سلمي. ومدّد الاحتلال اعتقال كل من الأسرى: حمزة مصفر، صالح عساكرة، إياد عساكرة، خالد عوض، جهاد شراونة، محمود عليان وابراهيم يعقوب، في محكمة الاحتلال في «عوفر». وقد مددت محكمة الاحتلال في «بيتح تكفا»، اعتقال كل من الأسرى: سياف مساد، محمد عباس، محمد شبارو، أدهم مبروكة، محمد عكوبة وعبد المنعم ابراهيم. كما مددت محكمة الاحتلال في «سالم» اعتقال كل من الأسرى: محمد خباص، سائد بشتاوي، عبد الله قبها، عامر طاهر ومعتز قبها. على صعيد متصل، كشف تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى حول واقع وظروف المعتقلين الفلسطينيين القابعين في السجون، أمس، لمناسبة يوم الأسير، عن فداحة المحنة التي يعيشها الاسرى داخل أقبية سجون الاحتلال، وانتهاك إدارة السجون لأبسط حقوقهم. وأفاد التقرير الذي نقلته وكالة فلسطين أنه منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 بلغت حالات الاعتقال، (850 ألف) حالة، ومن بين المعتقلين ( 15 ألف) أسيرة وعشرات الآلاف من الأطفال. وأشار التقريرالذي نقلته وكالة (فلسطين اليوم) الى أنه ومنذ عام 2000 ولغاية اليوم، سُجلت أكثر من (85) ألف حالة اعتقال، بينهم أكثر من (10.000) طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة، ونحو (1200) امرأة فلسطينية، وأكثر من (65) نائباً ووزيراً سابقاً، وأصدرت سلطات الاحتلال قرابة (24) ألف قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد اعتقال سابق. وأوضح التقرير أن تلك الاعتقالات لم تقتصر على شريحة معينة أو فئة محددة، بل طالت كل فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني دون تمييز، حيث شملت الأطفال والشبان والشيوخ، الفتيات والأمهات والزوجات، ومرضى ومعاقين وعمال وأكاديميين، ونواباً في المجلس التشريعي ووزراء سابقين، وقيادات سياسية ونقابية ومهنية وطلبة جامعات ومدارس وأدباء وكتاب وفنانين. وأفاد استناداً إلى وقائع وشهادات المعتقلين بأن (100 %) من الذين مرّوا بتجربة الاحتجاز أو الاعتقال تعرضوا لأحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والإهانة أمام الجمهور أو أفراد العائلة، فيما الغالبية منهم تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب. كما لاحظ التقرير تصاعد استهداف الأطفال خلال الأربع سنوات الماضية، إذ سجل خلالها اعتقال (3755) طفلا، منهم (1266) طفلا خلال العام المنصرم 2014، فيما لم تتوقف سلطات الاحتلال عن استهدافها المتصاعد للأطفال. وسجل التقرير خلال الربع الأول من العام الجاري اعتقال ما يقارب مئتي طفل، دون مراعاة لصغر سنهم وضعف بنيتهم الجسمانية، ودون أن تلبي احتياجاتهم الأساسية، بل عوملوا بقسوة، وتعرضوا للتعذيب وحرموا من أبسط حقوقهم الأساسية والإنسانية، وفرضت عليهم أحكام مختلفة بالسجن الفعلي والغرامة والحبس المنزلي.الأمر الذي يشكل خطراً حقيقياً على واقع الطفولة الفلسطينية ومستقبلها. وأشار التقرير إلى أن 95 % من الأطفال تعرضوا للتعذيب والتنكيل خلال اعتقالهم واستجوابهم. من جهتها قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين: إن 13 نائباً إضافة إلى وزير سابق لا يزالون رهن الاعتقال في سجون الاحتلال، في مخالفة لكل الأعراف والحصانات البرلمانية الدولية. ودعت الهيئة بحسب وكالة وفا إلى الإفراج عن النواب الفلسطينيين، معتبرة أن اعتقالهم يعد جريمة تحتاج لموقف دولي رادع. وطالبت الهيئة، جميع البرلمانات العربية والعالمية، والمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية بالعمل والسعي المستمر نحو تحرير النواب المعتقلين، والذين تم انتخابهم من قبل الشعب الفلسطيني بأساليب ديمقراطية متبعة في كل دول العالم. من جانبها شاركت فعاليات في محافظة الخليل الفلسطينية، بمسيرة تضامنية مع الأسرى، نظمها نادي الأسير، بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى، ولجنة أهالي الأسرى، والقوى الوطنية، لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني.. وقال مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار: إن هذا اليوم سيبقى خالداً للأبد، لأنه يحمل في طياته الألم والأمل، حيث نستذكر من خلاله أسرى ضحوا بريعان شبابهم من أجل حريتنا وكرامتنا. ودعا المؤسسات الحقوقية إلى التدخل الفوري والعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن الأسرى المرضى يواجهون الموت البطيء، في ظل الإهمال الطبي المتعمد من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، ورددوا الهتافات التي تطالب بحرية الأسرى، وتدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لوقف معاناة الأسرى في سجون الاحتلال. في سياق منفصل، أطلقت زوارق بحرية الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس ، النيران على مراكب الصيادين قبالة بحر مدينة غزة. وأفاد مراسل «وفا»، بسماع دوي انفجارات وإطلاق نيران، في المناطق الغربية من المدينة، تبين لاحقاً أن زوارق الاحتلال أطلقت قذيفتين على الأقل وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة صوب مراكب الصيادين قبالة بحر مدينة غزة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات حتى اللحظة. وجاء إطلاق النيران من بحرية الاحتلال وسط تحليق لطائرات حربية من نوع إف 16 في الأجواء الغربية من غزة. على صعيد مختلف، أخطرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي يوم أمس، بهدم منزل ووقف العمل والبناء في منزل آخر بقرية الديرات شرق بلدة يطا جنوب الخليل. وأكد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور ل«وفا»، أن سلطات الاحتلال داهمت قرية الديرات وسلمت المواطن محمد صبري العمور، إخطاراً بوقف البناء في منزله وهددته بمصادرة مواد البناء في حال استمراره بالعمل في منزله، كما أخطرت المواطن صلاح أحمد محمد بهدم منزله الذي يقطنه برفقة عائلته. يذكر أن قرية الديرات محاطة بمستوطنة «حاجاي» وشارع يسلكه مستوطنو مستوطنات شرق يطا المقامة على ممتلكات المواطنين وأراضيهم، وتنتهك حياة واستقرار المواطنين في المنطقة المصنفة «ج» بشكل يومي، كما تستهدف المنطقة.
