سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من: رجال يمشون في الأسواق حاسري الرأس عراة من الألقاب إلى: الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين وناطقين باسم الله هل تعرفون الفرق بين حكم الله وحكم زُفر؟!
يعد الخلط بين الدين والتدين، وبين الشريعة المنزلة والشريعة المؤولة، وبين حكم الله واجتهادات البشر، من أخطر الآفات المزمنة التي استوطنت عقول الجامدين الذين دأبوا على ستر عوراتهم العقلية بالدين، واستمرؤوا إعلان أنفسهم ناطقين رسميين باسم الله ورسوله!. وجهادنا العلمي والثقافي ضد هذا الصنف من أدعياء العلم والدعوة لن يتوقف، مهما حاولوا أن يرهبونا، أو أن يؤلبوا علينا، أو أن ينشروا الأكاذيب حولنا؛ لأننا نعتقد أن هذا الصنف من أدعياء العلم الشرعي والدعوة إلى الله يسيئون إلى الدين، ويقدمون صورة مشوهة له، وملتبسة بالذات، وبكل أمراض الأنا، فهم في الحقيقة لا يقدمون الدين المنزل، وإنما يقدمون طبعهم المختل، ولكن باسم الدين وباسم الغيرة على الشريعة، وهم يتعمدون الخلط بين ذواتهم وبين ذات الدين، وبالتالي فهم يصورون كل محاولة لنصحهم، أو تنبيههم إلى أخطائهم على أنها تطاول على الدين، ومساس بالمقدس!. وهم يمارسون التشفي والانتقام من الآخرين، ويفرغون مكنون حقدهم على مخالفيهم في الرأي باسم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبيان حكم الله، والغيرة على الشرع، والدفاع عن السنة!. وهذا الخلط بين قيم الدين المعصومة، وبين ذواتهم المأزومة، قد أدى إلى تنفير الناس عن الدين، وإلى إساءة الظن بالمتدينين، ولذلك كله سوف نستمر في جهادنا الفكري ضد تلبيساتهم الموهومة، وسوف ننتصر على الدوام لقيم الدين المعصومة، ومبادئه السامية، وآفاقه الحضارية الرحبة، غير مبالين بمن جعلوا من أنفسهم وكلاء حصريين للدين، وأخذوا يوزعون صكوك الحرمان والغفران ذات الشمال وذات اليمين. إن مشكلتنا مع هذا الصنف من أدعياء العلم والدعوة أنهم يعتبرون أنفسهم بالفعل ناطقين رسميين باسم الله ورسوله، وبالتالي فأحكامهم هي أحكام الله، والمعترض على أحكامهم معترض على الله! وبهذه السطحية المقرفه يريدون أن يرهبونا، وأن يكمموا أفواهنا، وأن يكسروا أقلامنا.. ولكن هيهات هيهات! إنهم لم يفقهوا بعد أن طريقنا الذي ارتضيناه عن قناعة ندين الله بها، لا علاقة له بالإملاءات الحزبية، ولا بالمصالح الذاتية، ولا بالصراعات الجارية بين وكالاتهم المفتوحة في سوق التدين المغشوش! لقد تركنا لهم كل الألقاب الوهمية زهداً فيها ، وتمثلنا بقول الشاعر : مما يزهدني في أرض أندلسٍ ألقاب معتمد فيها ومعتضد ألقاب مملكةٍ في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد مزيداً من التفاصيل... الصفحات اكروبات