في إطار النهج الذي اتخذه وقرره ملحق الملاعب بصحيفة الجمهورية بالتطرق إلى القضايا الحساسة وتناول موضوعات هامة تستحق أن نتطرق إليها وأن ننشرها أو تكون ذات أبعاد مختلفة وتحتوي على حقائق ومعلومات مهمة تخدم عملية النشر والاهتمام في إطار العمل المهني الصحفي الهادف، فإن هذا النهج يفتح آفاقاً واسعة لفتح ملفات ساخنة هي في نفس الوقت كانت بحاجة إلى مثل هذا النهج المفتوح الذي لا يخضع لقيود والتزامات جانبية مفروضة ومن منطلق الأمانة وواقعية الحقائق ومصداقية القول والمعلومات التي تطرح بكل شفافية ووضوح. وقد تابعنا وإياكم أعزائي القراء الكرام ما تحدثنا عنه في الأعداد الماضية من هذا الملحق، وكيف استطعنا أن نجمع معلومات وحقائق سرية وغير مسبوقة، حتى يكون القارىء أمام تلك الخفايا والأسرار وجهاً لوجه. لنبدأ من هنا طبعاً سنتطرق في موضوع اليوم إلى عملية (الأرشفة والتوثيق) التي أصبحت قضية في ظل غياب هذا الجانب عن أي أعمال تتم داخل كثير من الهيئات الرياضية المختلفة سواء في وزارة الشباب والرياضة أو الاتحادات الرياضية أو الأندية. وتعتبر عملية الأرشفة والتوثيق مهمة جداً في أي عمل حتى على مستوى الأفراد، لكننا سنتحدث عن الكيانات الرياضية عموماً ومدى إهمال هذه العملية والشروع في تأدية العمل كإسقاط واجب دون الأخذ بتوثيق هذه الأعمال التي تتم ولو أننا نعرف أنه ليس بالإمكان أن يتم الأخذ بمثل هذه الأمور ما دام أن كل ما يتم هو مجرد توثيق عشوائي غير منظم أو مرتب كما أنه لا يستند للعلم الحديث إذا ما علمنا أنه أصبح للأرشفة علم يدرس له أسس وقواعد لحفظ البيانات والمعلومات. وهنا تتضح لنا جملة من الحقائق وعندما يكون الأمر محصوراً على الحديث عن جوانب مهمة في هذا الإطار الهام، فإن المسئول عن الإدارة معني بهذا الجانب ونحن نقصد من خلال طرحنا لهذا الموضوع عموم الكيانات الرياضية، وليس كياناً واحداً، ويشمل الأمر الأعلى شأناً والأقل من ذلك. وفي الحقيقة نحن نستغرب من بقاء وزارة الشباب والرياضة ككيان يظهر فقط أثناء صرف المخصصات المالية، ولم يقم بدور متابعة مجمل الأنشطة التي تتم وتوثيقها، ومن ثم الدعوة إلى اجتماع ومناقشة ذلك وإجراء عملية تقييم وفقاً لما رصدته وأرشفته الوزارة عن كل الأنشطة التي صرف بموجبها مخصصات مالية، ولهذا يصبح دور الأرشفة والتوثيق مهماً ليكون التقييم مبنياً على أسس صحيحة دون الاعتماد على الضجيج الإعلامي الذي قد تلجأ إليه اتحادات تواري خيبات الأمل. ولنتعرف على مزيد من التفاصيل: وبالنظر إلى الواقع لم تعد عملية (الأرشفة والتوثيق) مهمة مقارنة بما هو حاصل وسار في إطار العمل داخل ذلك الكيانات الرياضية ونخص بالذكر الاتحادات الرياضية التي هي الأخرى لا تفكر يوماً بشيء اسمه (الأرشفة والتوثيق) عدا أرشفة سندات واستلامات المبالغ المالية التي يتم صرفها وأقول: اذهبوا إلى أي اتحاد رياضي لغرض عمل مادة صحفية-مثلاً على أن تتناول هذه المادة سيرة اللعبة التي تقع تحت مسئولية هذا الاتحاد ومن ثم لاحظوا ماذا ستجدون(؟!!) وهل بإمكانكم الحصول على معلومة؟ ليس أن الأمر سيقابل بالرفض،وإنما لعدم وجود ما يتعلق بعملية الأرشفة والتوثيق؟ وبالتالي ستعرفون حقيقة ذلك؟ وسندرك جميعاً ما هو الغرض الذي وجدت من اجله مثل هذه القيادات .ونحن في ال الملاعب وقبل أن نبدأ في سرد تفاصيل أي ملف؟ نفتح باب النقاش الجانبي مع مجموعة من الكوادر المتفهمة للواقع،سواء من حيث حقيقة فكرة الملف أو صدى هذه الفكرة في ما يخص واقعها الموجود في الواقع أصلاً؟ ومن ثم نحشد التأييد وأرى الفرصة المناسبة جداً لإمكانية طرح مثل هذه الموضوعات ومناقشتها نظراً للأهمية البالغة لها ،وفي نقاش عابر غير منسق وليس لغرض فكرة الملف ولكن الحديث يشمل ريال مدريد وبرشلونة ومن ثم تطرقنا إلى تاريخ الفريقين ووصلنا إلى النقطة الأهم...وهي التاريخ وأرشفته فذهب الطرف الآخر إلى نكرانه وعدم اعترافه بما سبق وأن الأمر يرتبط بالوقت الحالي فقط فقلت له؟هناك في الغرب مافيش مثل هذا الكلام فهم يؤرشفون كل صغيرة وكبيرة ليس عنهم فقط ولكن حتى عن العرب بكل ما فيه سواء على المستوى الرياضي أو السياسي فما كان من شخص آخر كان مجرد مستمع إلا أن تدخل في الموضوع وقال:نعم في هذا الجانب معك حق لأن الأرشفة مهمة وضرورية ونحن مهملون لهذا الجانب ولا نضع له أي اهتمام ونضطر إلى إهمال هذه الأرشفة في الوقت الذي لا نشعر فيه بمدى أهميتها وقيمتها.. وتحدثت أيضاً مع بعض الأشخاص ممن لديهم فكر واسع ويدركون قيمة بعض الجوانب المهمة في واقع الحياة بمختلف تكويناتها وتعددها ولاحظت منهم مساندة ودعماً كبيراً لفكرة الملف على الرغم من أنني فتحت معهم النقاش من دون أن أشير إلى أنني سأتناول الفكرة على مستوى الصحافة ومع استمرار عملية النقاش كان الحوار ثرياً بالمعلومات والحقائق المؤيدة للفكرة لكن في الأخير عندما قلت:ما رأيكم في طرح الفكرة ومناقشتها في الصحافة فما كان منهم إلا أن وضعوا علامة الامتياز بالإجماع على اعتبار أن مثل هذه الموضوعات هي التي يجب أن تأخذها الصحافة بعين الاعتبار.. وهكذا أعزائي القراء الكرام- نعرف كم هي قيمة الأرشفة وأهميتها وكم هي أيضاً مهملة في كياناتنا الرياضة وكيف تقام الأنشطة والفعاليات دون أرشفة وتوثيق(؟!!) وأعتقد أن هذا الجانب مهمل في جانبه العام وأكثر من الخاصة لأن هناك عبثاً ولامبالاة بينما نجد في بعض الهيئات والاتحادات قليلاً من الاهتمام. وفي هذه الفقرة تظهر حقائق جديدة لاحظوا أنه من خلال تطرقنا إلى قضية الأرشفة والتوثيق سنتعرف على الكثير من الأمور الأخرى الجانبية المهمة جداً وتندرج في مابعد في إطار الحقائق التي استفدناها من هذا الملف، وهي ناتجة عن عملية الترابط في هذا الموضوع المهم جداً. طيب.. تعالوا معنا نتحدث عن الأندية، وهنا سنجد الأرشفة والتوثيق «مهمشة» ولا يتم الأخذ والعمل بها، وأن كل مايتم في هذه الأندية عشوائي والمشكلة أن من يتولون إدارة شئون الأندية لا يعرفون قيمة وأهمية ذلك، وبالتالي نجد قيادات الأندية لا تعلم كم عدد الألعاب التي تمارسها أنديتهم !! ثم إنهم لا يعرفون شيئاً عن مشاركات الفرق التابعة لأنديتهم!!. وأحياناً نجد أمثال هؤلاء يظهرون إلى الساحة في حالة وجود إنجاز ما وينصبون أنفسهم وكأنهم صناع النجاح ويأخذون الصور التذكارية مع الأبطال، بينما هم يجهلون كل شيء !! ولا يحركون ساكناً تجاه القضايا المحيطة بالأندية، ولذلك من الطبيعي أن تكون الأرشفة غير موجودة. لاحظوا.. كيف عرفنا الآن أن هناك قيادات لا تعرف عدد العاب أنديتها أو قوام إدارات الأندية أو نشاطات ومشاركات العاب الأندية، وأنا واثق من معلوماتي وقد استفدنا هذه المعلومات من خلال تشعب قضية الأرشفة والتوثيق. طيب فلنترك التوثيق والأرشفة، وننخرط في أخذ جولة قصيرة ونسأل قيادات الأندية وتوابعها عن كل ماهو مرتبط بالوقت الحالي، ولنقل لهم: كم عدد نقاط فرقهم بكرة القدم سواء المشاركة في الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة وعن مراكز الفرق وماهي المباريات القادمة(؟!!) وبالتأكيد ستكون الأسئلة محرجة للغاية(!!) مع أن جماهير الأندية تتوفر لديها مثل هذه المعلومات التي تجيب على تلك الأسئلة وغيرها (!!) ولا أخفي عنكم أن هناك لاعبين في هذه الفرق لا يعلمون أنفسهم عن مواقع ونقاط فرقهم ومبارياتهم القادمة وهذا ما سمعته بنفسي وتحدثت مع لاعبين(!!) على معلومات وحقائق أخرى جديدة على مستوى القيادات واللاعبين وعدم معرفتهم لما يدور حولهم في الوقت الحالي فكيف ستكون الأرشفة في نظرهم(!!) ألا تلاحظون أننا استفدنا من تفاصيل هذا الملف ونحن نأمل بأن يكون الهدف ليس في أن نعرف نحن هذه الحقائق بقدر ما نوجه مسار الهدف صوب المعنيين والمستهدفين وانتم أعزاءنا القراء- ستعززون شحن المسار وتساهمون في صناعة الأفكار وصياغتها من خلال تفاعلكم مع كل ما هو مطلوب حتى نؤدي الرسالة كما ينبغي وننتصر لأمانة العمل وإتقانه لأن القراء جانب مهم جداً في إكمال الرسالة الصحفية ونحن نعمل للقراء حساباً يسبق كل الاهتمامات بدلاً من أن نمتدح وندافع عن الاختلالات والتشققات ونوجه مسار الرسالة صوب المسئولين وتجاوزاتهم وخروقاتهم. نتوقف قليلاً لنتأمل ولنأخذ فرصة ونتأمل في الواقع الذي نتحدث عنه وكيف يكون الأمر في ظل وجود مثل ما تحدثنا عنه في تفاصيل السطور السابقة وكيف أن تتجاهل عدد من الهيئات الرياضية عملية الأرشفة والتوثيق التي لم تعد عملية بقدر ما تحولت إلى (علم) ولها قواعد ومناهج وأسس يتم دراستها في الجامعات إيماناً منهم بأهمية الأرشفة في كشف مدى عشوائية العمل والتعامل مع معطيات الأمور للوقوف على حقائق الأمور وتعلمها بالشكل الصحيح. كلام أخير وفي الأخير نقول: لماذا كل هذه الأعمال تتم دون وجود إرشيف لها(؟!) وإذا كان الكيان الأول في الرياضة في مقدمة من يتناسون الدور الذي تلعبه الأرشفة في تقيم الوضع للألعاب الرياضية ولكن لابد أن نوجه سؤالاً حول الكيفية التي من خلالها تقيم الجهة نفسها وأداء عملها إذا غابت الأرشفة ونأمل أن يدرك الجميع أهمية الأرشفة ونأخذ بعين الاعتبار أهمية ذلك.