عندما بحثنا عن المختصين بمكافحة السرطان لم يكن أمامنا سوى فرع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بمحافظة إب..حيث قمنا بزيارة وحدة الأمل الطبية لمكافحة الأورام السرطانية بإب والتقينا مديرها الفني لنتعرف على واقع هذه الوحدة اليتيمة في المعركة مع السرطان. خدمة المريض وفي بداية اللقاء تحدث الدكتور مختار القحطاني المدير الفني لوحدة الأمل الطبية لمكافحة الأورام السرطانية بمستشفى الثورة العام في محافظة إب عن تأسيس الوحدة ومهامها فقال: تأسست وحدة الأمل الطبية لمكافحة الأورام السرطانية بمستشفى الثورة العام في محافظة إب في العام 2005، أما المهام الأساسية التي تقوم بها فهي خدمة مريض السرطان في الأول والأخير من حيث إعطاء الجرعة الكيماوية والتشخيص ومتابعة الأعراض الجانبية لمرضى السرطان، ومتابعة مريض السرطان كاملاً سواءً تحسن أو لم يتحسن. فترة العلاج أما عن متوسط الفترة الزمنية التي يقضيها مريض السرطان في تلقي العلاج فيقول القحطاني: متوسط فترة علاج مريض السرطان يختلف بحسب نوع السرطان وخطورته وموقعه في أي أعضاء الجسيم، ووفقاً لدرجة انتشار مرض السرطان في جسد المريض، وفي الأغلب إذا اكتشف المرض مبكراً كان العلاج سهلاًَ وهيناً، وربما يصل إلى ستة أشهر أو سنة كاملة ويمكن علاجه تماماً. الحالات المرضية وعن البيان الإحصائي لحالات الإصابة بالسرطان التي وصلت وحدة الأمل قال: لدينا إحصائية تبين أن عدد الحالات المسجلة لدينا ما يقارب 640 حالة مسجلة، فأي مريض يصل إلينا نفتح له ملفا طبيا دائما. نوع المصابين وفي رده على سؤالنا بشأن نوع المرضى أجاب القحطاني بقوله: يختلف نوع المصابين من عام إلى آخر، ففي عام 2010 مثلاً كانت الأغلبية من النساء ويليها الأطفال. سرطان الثدي أولاً أما أكثر أنواع السرطان شيوعاً في محافظة إب فيحدده الدكتور القحطاني بقوله: أكثر أنواع السرطان شيوعاً بمحافظة إب هو سرطان الثدي، ويليه سرطان الغدد اللمفاوية، أما أسباب سرطان الثدي فليس هناك في كل الأحول سبب معين عالمياً، ولكن هناك أسبابا عديدة من جملتها، ما نسميه بعوامل خطورة تتمثل في استخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة عند النساء، وعدم الكشف المبكر لأي التهابات موجودة في الثدي، أو لأي تورمات ولو كانت بسيطة في الثدي، أحياناً الاضطراب الهرموني لدى المرأة، وهو نا تج عن عدم الرياضة أو زيادة الوزن الكثيرة، أو استعمال بعض الحبوب الهرمونية التي تؤدي إلى زيادة الوزن. الدعم الدوائي وعن مدى توفر الأدوية في الوحدة يقول: منذ استلمت الوحدة في عام 2009 وإلى الآن، كانت الحالات قليلة جداً في الماضي، لكن عند استلامنا لهذه الوحدة، بدأت الحالات تتوافد بكميات كبيرة ونحن نعمل على قدم وساق لتوفير كل الأدوية، الآن أقول لك بصراحة يمكن 85 % من الأدوية الكيماوية متوفرة في الوحدة، ولكننا نعاني عدم وجود الدعم الدوائي من المركز الوطني لمعالجة الأورام حيث إن أغلب المحافظات كمحافظتي الحديدة وعدن مثلاً تتلقى دعماً من المركز حيث يقدم المركز الوطني الأدوية الشهرية لكل مرضى تلك الوحدات وفقاً لعددهم، وبالتالي يبقى دور الوحدة مقتصراً على توفير بقية العلاج غير المتوفر في المركز، أما في محافظة إب فإلى الآن لا يوجد أي دعم للمركز الوطني. مركز علاجي وفي رده على سؤالنا حول طموحاته يقول القحطاني: أطمح إلى أن يتم إنشاء مركز لمعالجة أمراض الأورام السرطانية في محافظة إب، وعدد كبير من الأخصائيين في محافظة إب. خطوات الحد من السرطان ويلخص الدكتور القحطاني رؤيته لكيفية الحد من السرطان بقوله: من وجهة نظرنا، خطوات الحد من السرطان، تكمن في التوعية والتوعية الكبيرة بحيث تشمل المدارس والجامعات والعامة من الناس، والتوعية الشاملة لجميع النواحي كالغذاء والعوامل المسببة، وعوامل الخطورة، والحد من عوامل الخطورة بشكل عام بالتعاون مع المحافظة والجهات المعنية، وكذلك الدعوة إلى الفحص الذاتي والمبكر، وخاصة عند النساء والرجال ذوي الأسر الكبيرة أو ممن لديهم قصص مرضية سابقة من العائلة، فالمفترض أن يبدأوا بالفحص مبكراً قبل حدوث المرض، فالوقاية خير من العلاج، وبذلك نستطيع الحد من السرطان. التعامل مع السرطان أما عن كيفية التعامل مع مرض السرطان فيقول: عند اكتشاف المرض لدى شخص ما فيجب أن نعلم أن المرض ليس حكماً بالإعدام على الشخص المصاب أو أن يكون مثلاً مدعاة لانعزال الأسرة عن المريض لأن السرطان ليس معدياً على الإطلاق وبالتالي يجب الاهتمام بهذا المريض ومتابعة العلاج والصبر عليه بكل الأحوال حتى يُشفى بإذن الله. الكلفة العلاجية ويشرح الدكتور القحطاني المفاهيم الخاطئة لدى الناس فيما يتعلق بالكلفة العلاجية فيقول: أي مريض يعطى جرعات كيماوية، وللأسف الناس يعتقدون أن المطلوب فقط هو قيمة العلاج الكيماوي هي المكلفة، وهذا خطأ، لكن الصواب أن المريض يأخذ جرعة كل واحد وعشرين يوماً، ربما يزور المختبر لعمل فحوصات لمرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وبالتالي فالتكاليف تكون تكاليف الأدوية أقل، أحياناً أقل جرعة تكلف أربعين ألف ريال، وتمتد من أربع مئة إلى خمس مئة ألف ريال، هذه فقط تكاليف العلاج الكيماوي، يضاف إليها تكاليف الفحوصات والأدوية المساعدة وتكاليف أخرى كالتنقل والغذاء وغير ذلك، ولابد للشخص من توفيرها. إلى أصحاب الضمائر الحية واختتم المدير الفني لوحدة الأمل لمكافحة الأورام السرطانية بمحافظة إب حديثه بتوجيه رسالة للمجتمع قال فيها: أتوجه إلى كل صاحب ضمير حي أن يولي هذه الفئة المرهقة من المرضى عنايته فهم بحاجة إلى دعم نفسي ومالي ومادي بشكل كبير؛ لأن مريض الأورام يحتاج إلى جلسات مطولة ومعالجة شديدة وصبر وتحمل، فيجب على المجتمع برمته مساعدة هؤلاء المرضى والنظر إليهم بعين الرحمة والعطف.