افتتح الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي مساء أمس الثلاثاء في الرياض المؤتمر العربي السابع لرؤساء أجهزة الإعلام بمشاركة الجمهورية اليمنية بوفد يضم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشرعلي ناجي الرعوي، ورئيس قطاع التلفزيون الفضائية الأولى حسين عمر باسليم، ومدير عام العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بوزارة الداخلية العميد على منصور محمد الشميري بحضور عدد من رؤوساء المؤسسات الإعلامية العربية. وأكد الأمير نايف في كلمة له في حفل الافتتاح إن المتغيرات الدولية المحيطة بأمننا العربي تستتبع بالتالي تغيرات تؤثر في البناء الاجتماعي لدولنا بشكل مباشر او غير مباشر وتنعكس اثارها السلبية على اسس مجتمعاتنا العربية الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وسلوكيات الناس وتوجهاتهم وهو امر يستوجب بالضرورة قيام فهم مشترك وتعاون مثمر بين اهم عناصر مواجهة هذه المتغيرات وهي اجهزة الامن واجهزة الاعلام على اساس تطوير مهارات هذه الاجهزة وتعزيز جهودها في التعامل مع الجرائم المستحدثة في بعدها الفكري وبعدها الاجرائي على حد سواء. وقال الامير نائف أن مواجهة الجريمة وفي مقدمتها جريمة الارهاب تتطلب من الجميع تعاونا جادا لحماية مجتمعاتنا من هذه الافة الخطيرة التي يحاول اربابها التأثير على الشباب من ذوي الثقافات المحدودة وغيرهم ممن يسهل التأثير ودفعهم الى بوتقة الارهاب . واشار الى ان لهذه الجريمة الخطيرة بعدها الفكري الذي قاد بالتالي الى فعل اجرامي اشد خطرا مما جعل من الارهاب ظاهرة عالمية تهدد الوجود الانساني وتستوجب مواجتها الى جانب العمل الامني الحازم بجهد فكري واعلامي فاعل ومنظم يعزز الجهد الامني في اطواره الوقائية والعلاجية للتصدي لهذه الجريمة وغيرها من الجرائم وهو ما يؤكد العلاقة التكاملية بين الؤسسات الامنية وكافة مؤسسات المجتمع وهيئاته وفي مقدمتها المؤسسات الاعلامية في مكافحة العنف والارهاب والتطرف الفكري والسلوكي. واكد الامير نايف ان دور المواطن العربي بالغ الاهمية في منع وقوع الجريمة والابلاغ عنها اذا وقعت وهو دور حيوي لا يمكن تجاهله حيث انه ركيزة اساسية في استراتيجيات المواجهة مع الجريمة وهو دور يستوجب تفهم المواطن العربي له واقتناعه باهميته في المحافظة على امنه وامن مجتمعه. وقال " ولذلك نحن نعول كثيرا على وسائل الاعلام في القيام برسالتها المهمة في هذا الجانب ومن ذلك تقليص الفجوة بين المواطنيين واجهزة الامن من جهة وتبصير المواطنيين بدورهم في الرسالة الامنية من جهة اخرى، مشيرا الى ان هذا الامر مناط ايضا بتفهم وسائل الاعلام بمسؤولياتها تجاه امن المجتمعات التي تنتمي اليها وتعمل في اطارها كما ان للعلاقة التكاملية بين اجهزة الاعلام وبين اجهزة الامن دور مهم في تحقيق ما هو مطلوب من هذه الاجهزة تجاه امننا العربي والمحافظة عليه. من جانبه اكد علي ناجي الرعوي رئيس مجلس ادارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر رئيس تحرير صحيفة الثورة في كلمة الوفود المشاركة في المؤتمر ان المؤتمر العربي السابع لرؤساء أجهزة الاعلام الامني والاجتماع المشترك مع وسائل الاعلام العربية يلامس قضية حساسة وهامة لا تخص رجال الامن والشرطة بقدر ما انها تعني كل فرد من ابناء الامة العربية حيث ان مواجهة الجريمة أضحت مسؤلية مشتركة ينبغي ان يضطلع بها الجميع. وقال " لا يخفى على احد ان هذه المسئولية تتضاعف بقدر اكبر على وسائل الاعلام العربية والمشتغلين فيها باعتبار انها هي من يتوجب عليها توعية الناس بان استقرارهم وتنمية مجتمعاتهم واقتصادياتها أصبحت مرهونة بمدى قدرتهم على التصدي لتحديات الجريمة بكافة اشكالها غير المحددة او تلك التي صارت تسوق مع الاسف الشديد تحت عاطفة الدين مع ان الدين منها براء وخاصة تلك الاعمال المدعومة بنوازع التطرف والغلو والارهاب. واضاف الرعوي" اننا وقد تهيئات لنا فرصة التنسيق بين اجهزة الاعلام الامني ووسائل الاعلام العربية مطالبون ببناء شراكة حقيقة تقوم على التعاون وصدق النوايا والحرص المتبادل عل انجاح هذه الهدف الذي يصب في حماية مجتمعاتنا من شرور الجريمة ودوافعها. واشار الرعوي الى ان الجريمة بفعل تطور وسائل الاتصال باتت تتسم بالكثير من التعقيدات ويقتضي لمواجهتها تضافر كافة الؤسسات العربية من اعلامية وتروبية وامنية واجتماعية وصولا الى تحصين اجيالنا وشعوبنا من الاختراقات . وقال " لعل من السهولة وضع استراتيجية متطورة تنتظم في اطارها العلاقات بين الاجهزة الامنية ووسائل الاعلام العربية في مواجهة الجريمة التي بدات تتفشى وتنتشر في اوطاننا واقطارنا بصورة متصاعدة ولكن ليس من السهل ضمان نجاح هذه الاستراتيجة وتحقيق اهدافها بل ضمان حسن التفاعل معها دون استشعارنا جميعا بان امننا المشترك صار عرضة للكثير من التهديدات وان مثل هذا التهديد يفرض على الاجهزة الامنية ووسائل الاعلام العربية القيام بدورها عن طريق تعزيز قنوات التنسيق والعمل الجماعي وصولا الى شراكة من اجل الحياة حاضرا ومستقبلا . وكان الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب قد اكد في كلمة له ان الواقع الجديد يفرض على الجميع الاهتمام بالاعلام اكثر من أي وقت مضى والعمل على الاستفادة من الامكانيات التي يوفرها لخدمة قضايا الوطن والاسهام في خلق الاجواء المناسبة لنجاح جهود التنمية الشاملة التي ننشدها لوطننا العربي. واشار الى ان الاجتماع المشترك بين اجهزة الاعلام الامني العربية ووسائل الاعلام العربية يشكل نقلة نوعية باعتباره اول اجتمعا يتجاوز الاطار الرسمي ونطاق جامعة الدول العربية ليجمع كل الفاعلين في المجال الاعلامي سعيا الى مواجهة شاملة لقضايا الاجرام التي تتهدد امن المجتمع العربي والتي لا تنحصر فقط في الارهاب بل تشمل ايضا المخدرات والفساد وتهريب الاشخاص والاثار والاعتداء على الملكية الفكرية واساءة استخدام انظمة المعلومات وشبكة الانترنت والجرائم الماسة بالبيئة الى جانب الجرائم التقليدية المعروفة. وطالب الدكتور كومان الاعلام العربي في خلق الوعي بخطورة الاجرام وتوجيه الراي العام لمواجهة الظواهر الاجرامية المختلفة والحيلولة دون اتخاذ وسائل الاعلام منابر للخطاب الاجرامي خاصة الارهاب والحقد والكراهية. واكد الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب ان حرية الاعلام التي نعتبرها امرا مقدسا لا يمكن المس بها وعاملا اساسيا لكل تقدم واصلاح وحق الصحفي المشروع في الوصول الى مصادر المعلومات والقيام برسالته النبيلة التي تحترم القانون ورتاعي اخلاقيات المهنة وخصوصيات الناس. هذا ويناقش الاجتماع على مدى يومين نتائج تطبيق توصيات المؤتمر العربي السادس لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني والتجارب المتميزة في إستخدام الإعلام لمكافحة الإرهاب وإنشاء صندوق عربي لتمويل الأنشطة الإعلامية الأمنية المناهضة للإرهاب وإنشاء صندوق عربي آخر للإنتاج الإعلامي المشترك وإدارة الأزمة الأمنية إعلامياً وتعزيز التعاون بين أجهزة الإعلام الأمني لمواجهة الجرائم المستجدة وإستخدام وسائل الإتصال الحديث في التوعية الأمنية والوقائية من الجريمة.