من الصعب نسيان أحداث محرقة ساحة الحرية بتعز يوم 29 مايو العام الماضي هكذا أكد شهود عيان وقالوا إنهم لم يكونوا يتوقعوا ماحدث من هول ما رأوه وسمعوا من دمار وخراب وقتل وجرحى فاقت قدرات وإمكانيات الأطباء، ووصفوها بأنها أشبه بفيلم من أفلام هوليود. وجب طبي د.عبدالكافي محمد شمسان استشاري الجراحة العامة بمستشفى الصفوة قال: ما إن بدأت التجمعات البسيطة لشباب عزموا أن تكون الساحة المجاورة لمستشفى الصفوة بداية الانطلاق لثورتهم، ثم تزايد أعدادهم وتصميمهم، حتى شعرنا بأن التغيير قادم معهم ومن ساحة الحرية تحديداً. وبعد إلقاء القنبلة على الشاب السلمي في الساحة كان ضحيتها استشهاد “مازن البذيجي” أول شهيد للثورة بتعز وإصابة عدد كبير من الشباب بجروح بسبب شظاياها، ازداد إحساسنا بالمسئولية تجاه هؤلاء الشباب من الناحية الطبية، وتم تقديم جميع الخدمات الصحية للجرحى في المستشفى قبل إنشاء المستشفى الميداني، وظل المستشفى يقوم بواجبه تجاه الجرحى وبحضور فريق طبي متكامل في جميع التخصصات وبمشاركة الزملاء الأطباء في حالة وجود أعداد كبيرة للجرحى. إلى أن أتى اليوم والليلة التي لاتنسى 29/5/2011م يوم وليلة المحرقة البشعة ففي تمام الخامسة عصراً امتلأ المستشفى بالجرحى والشهداء الذين سقطوا بالرصاص الحي والمباشر أمام مديرية القاهرة ووصل العدد لأكثر من “80” جريحاً، والذي فاق قدراتنا وإمكانياتنا، حيث كنا نمشي ونتحرك من فوق الجرحى.. بين الدماء حتى نقوم بإسعاف الجريح الأكثر خطورة وإنقاذ حياته.. تم التواصل مع بقية الزملاء وتوزيع الجرحى على المستشفيات الخاصة، وفي تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً تم استدعاؤنا من قبل أطباء الطوارئ مجدداًَ، حيث امتلأ المستشفى بالجرحى من جديد وخلال نزولنا من شارع الهريش شاهدت توجه مجاميع مسلحة من الجنود باتجاه الساحة وعند وصولي إلى قرب منصة ساحة الحرية شاهدت الشباب مستبشرين بانضمام جنود من الأمن لصفوف الثورة.. وهذا كان الطُعم. مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات