ثمة طفولة معذبة تتلظى في مرارة اليتم تتجرع مآسيه.. تستجدي بكل النبرات الحزينة العون والمساعدة من «الأنفس الرحيمة والأيدي الأمينة» لإنقاذهم.. للعطف عليهم.. لانتشالهم من واقعهم المؤلم.. فكل القيم السماوية والأعراف الإنسانية تحث على ذلك بل وترغب فيه.. والرائع في هذا التوجه ما بتنا نلمسه في واقعنا من وجود جمعيات خيرية تتبنى مثل ذلك وتشرف عليه.. ولعل مهرجان جبل صبر الثالث لليتيم كان التجسيد الأروع وبصورة قريبة وأكثر شمولية لذات التوجه.. - المهرجان أقيم أمس الأول في أعلى جبل صبر العروس، وحضره نخبة من الشخصيات والوجاهات الاجتماعية في ذات المنطقة، أبرزهم عبد العزيز الجنيد - عضو مجلس النواب - والشيخ محمود عبدالقادر الجنيد.. فيما دعت إليه ونظمته جمعية السلام الاجتماعية الخيرية.. تلك الجمعية التي أخذت دورها بجدارة في كفالة ورعاية الأيتام، صانعة من ذلك أنموذجاً رائعاً ينبغي على الجمعيات الأخرى المماثلة أن تحتذي به؛ كون أيتام اليمن موجودين في كل المناطق، وسبل رعايتهم والاهتمام بهم واجب شرعي وأخلاقي ينبغي على الجميع القيام به، استشعاراً لبشرى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» ومن منا لا يعرف الفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى. صادق فاضل - أمين عام الجمعية - وصاحب فكرة هذا التوجه يعرفنا أكثر.. فمهرجان اليتيم حد وصفه يعد الإنجاز الأروع والأكبر الذي تحقق بجهود خيرين كثر، فقد استفاد من هذا المشروع الخيري أكثر من «250» يتيماً من أيتام المنطقة.. وشكر فاضل خلال حديثه كل الخيرين الداعمين، عاتباً على مسئولي المحافظة خاصة من هم من أبناء المنطقة عدم تلبيتهم دعوة الحضور.. مشيراً إلى أنه تم خلال ذات الفعالية توزيع حولي «120» حقيبة دعم منزلي مقدمة من شركة «يمن موبايل»، لافتاً أن المجتمع اليمني لا غنى له عن هذه التظاهرات الخيرية التعاونية؛ لما لها من أثر في توطيد أواصر المحبة والإخاء وحب الأوطان «فخيركم خيركم لأهله».. وأنه في القادم القريب وفي ظل اليمن الجديد ستتحقق عديد إنجازات مماثلة أبرزها زيادة عدد الأيتام المكفولين، بما يشمل كل المناطق المجاورة. - سبق لمصادر رسمية أن قدرت أيتام اليمن بحوالي مليون نسمة، منهم 90 % يعانون العوز والجوع والحرمان وقهر وقساوة من يعولهم.. فيما ثلاثون مؤسسة تعمل على كفالتهم، ولم تستوعب أكثر من حشر بعضهم، فيما البقية لايزالون يتجرعون المعاناة.. مع العلم أن أكثر دور ورعاية الأيتام متمركزة في المدن الرئيسة، وأغلب الرعايا المدعومين مدنيون بامتياز.. ومن هذا المنطلق نحن بحاجة ماسة إلى تفعيل وتيرة التسابق في فعل الخيرات، وفي «كفالة الأيتام» بالذات، خاصة وأن ديننا الحنيف يحثنا عليه ويرغبنا فيه.. ومدعاة هذه الدعوة أن المجتمعات الغربية أخذت بذلك وطبقتها بكل مسئولية والتزام.. فالولايات المتحدةالأمريكية مثلاً بها أكثر من«1,400,000» جمعية خيرية فقط مهتمة في هذا الشأن، غالبيتها مشابهة لجمعية السلام، المشار إليها آنفاً، من حيث عدم مركزيتها واهتمامها بمناطق معينة.